رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 14th June,2001 العدد:10486الطبعةالاولـي الخميس 22 ,ربيع الاول 1422

تحقيقات

)الجزيرة( تستطلع الآراء حول برنامج الأمير نايف لمبادىء الإسعافات الاولية:
17 مركزاً تدريبياً للتعريف بمبادىء الاسعاف ومواجهة الطوارىء
* تحقيق ـ عبدالعزيز الثميري ـ وظافر القحطاني: تصوير: نايف اليوسف:
يعد برنامج الأمير نايف لمبادىء الاسعافات الاولية الذي تشرف عليه جمعية الهلال الاحمر احد البرامج الرائدة في التدريب على انقاذ المصابين واسعافهم وتقديم المهارات الاسعافية المطلوبة وهو البرنامج الذي اتاح لجميع المواطنين من مختلف الفئات والاعمار الالتحاق بدورات تدريبية على الاسعافات الاولية. وكان للدعم السخي والعطاء الوافر من لدن صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الدور الكبير في دعم هذا البرنامج الطموح الذي حمل اسم سموه ليكون تشريفا لهذا البرنامج ولجمعية الهلال الاحمر السعودي.
وقد نشأت فكرة انشاء هذا البرنامج بهدف تطوير مهارات الافراد على كيفية التعامل الصحيح مع الحالات الطارئة. وقد أثبت العلم الحديث ان التدخل الصحيح في الوقت المناسب بعد ـ مشيئة الله ـ ينقذ الكثير من الارواح وعلى العكس من ذلك فإن التدخل غير الصحيح يمكن ان يؤدي الى مضاعفات في الحالة المصابة. وهذا البرنامج يهدف الى ايجاد قاعدة معرفية بمبادىء الاسعافات الاولية للاسهام في الحفاظ على حياة المواطن وسعادة المجتمع وتقدمه. وفي هذا التحقيق نتناول هذا البرامج باللقاء بعدد من القائمين عليه اضافة الى بعض المتدربين لنقل انطباعهم عن البرنامج:
د. البيّوك: التصرف المناسب في الوقت المناسب ينقذ الآلاف من المصابين و3% فقط من المتقدمين لبرامج التدريب يعرفون رقم هاتف الهلال الاحمر
مدير البرنامج: خمسة عشرون الف متدرب ومتدربة خلال سنتين وفي العام الثاني ركزنا برامجنا على الطلبة والمدرسين ورجال الامن
في البداية التقينا بالدكتور موفق عطا البيّوك مدير عام التدريب والتطوير والاسعاف بجمعية الهلال الاحمر السعودي حيث اوضح ان فكرة اقامة برنامج تدريبي لمباديء الاسعافات الاولية جاءت كاستجابة مباشرة لهذا الاحتياج الانساني الهام. ومن هنا كانت البداية في اتخاذ الخطوات التنفيذية لهذا البرنامج الذي بدأ عملاقا ليفي بهذا الاحتياج ويؤسس لخطوة تدريبية تتبعها ـ ان شاء الله ـ خطوات عديدة وفعالة.
أما أهداف البرنامج فيوضح الدكتور موفق ان الغاية الاساسية من هذا البرنامج هي التقليل قدر الامكان من حالات الوفيات ـ بمشيئة الله ـ والاعاقات الناتجة عن الحوادث والاصابات والامراض الخطيرة ويتم ذلك من خلال:
أولا: نشر الوعي الصحي بين افراد المجتمع وتثقيفهم حيث تشير نتائج الدراسات الى ان الغالبية العظمى من الجمهور لا يعرفون ما هو التصرف الصحيح في حال مواجهة اي حالة طارئة، سواء كان ذلك في المنزل او في الشارع او في اي مكان اخر. وقد لاحظنا من خلال دراسة اجريناها ان نسبة )3%( من المتقدمين للبرنامج يعرفون رقم الاتصال الهاتفي للخدمات الاسعافية للهلال الاحمر بالمملكة وهو 997، وبالتالي بدا جليا ضرورة ايجاد طريقة يمكن من خلالها نشر الوعي الاسعافي لدى الجمهور.
ثانيا: معرفة كيفية المحافظة على اساسيات الحياة للمصابين فالسؤال المطروح دائما من قبل الجمهور: في حال مشاهدتي لأي حالة طارئة. من اين ابدأ. وهو سؤال مهم لذلك يوضح البرنامج اولويات الرعاية الطارئة، ووسائل المحافظة على حياة المصاب دون اللجوء الى استخدام اي ادوات متخصصة.
ثالثا: حسن التصرف في الحالات الطارئة فقد تصل نسبة انقاذ حالات السكتة القلبية الى ما يقارب الـ 20% في حال بدء الخدمة الاسعافية مبكرا وذلك بمشيئة الله. وتشير الدراسات الى ان بعض اعاقات الحوادث تتضاعف نتيجة لسوء التصرف فالتصرف المناسب وفي الوقت المناسب له اكبر تأثير في انقاذ الحياة او تقليل المضاعفات. وبالتالي اصبحت مهارات الاسعافات الاولية ضرورية ومجدية بإذن الله.
الداعمون لنشاطات الإسعاف
رابعا: ايجاد افراد داعمين لنشاط الجمعية فإذا نظرنا الى عدد الحوادث المرورية التي وقعت في المملكة عام 1419هـ نجدها بلغت 326.264( حادثا مروريا، وبلغ عدد ضحاياها )4290( والمصابين )31059( مصابا. والخدمات الاسعافية مهما كانت امكاناتها بحاجة الى وجود العارفين والمساعدين لتقديم الخدمات الاسعافية الاولية لحين وصول فريق الاسعاف المتخصص وذلك كجزء لا يتجزأ من حلقة الخدمات الاسعافية.
وقد ادركت دول كثيرة هذه المعادلة. الأمر الذي استوجب وضع التنظيمات لتوفير اكبر عدد من العارفين لاساليب الاسعاف وتنمية روح التطوع لدى افراد المجتمع.
خامسا: يتضمن هذا البرنامج التعاون مع وزارة المعارف والقيام بزيارة المدراس بصورة منتظمة لتوعية الطلبة بدور الجمعية وما تقدمه للمجتمع من خدمات وكيفية الاتصال بها عند الضرورة وتزويدهم بالعديد من النصائح الوقائية.
الفرصة متاحة للجميع
وحول الفئة المستهدفة من هذا البرنامج اوضح الدكتور موفق البيوك ان البرنامج يستهدف كافة فئات المجتمع ممن تزيد اعمارهم علي خمسة عشر عاما ويستطيعون القراءة والكتابة، مع التركيز على الجهات التي يدخل التعامل مع الجمهور في صميم عملها. مثل المدارس والمصانع والبنوك وسائقي السيارات وغيرهم.
اما عن آلية تنفيذ البرنامج فذكر الدكتور موفق انه لضمان تحقيق الاهداف المرسومة وحتى يسفر البرنامج عن نتائجه المرجوة كان لابد من وضع خطوات وآليات ثابتة تضمن سير العمل وتتمثل في ايجاد منهج البرنامج حيث قامت الادارة العامة للتدريب باعادة النظر في المناهج القائمة ومقارنتها بما هو مطبق في العالم، وبناء على ذلك تم تكوين فريق طبي متخصص لوضع المناهج اللازمة. وكتابة المادة العلمية في اطار مبسط وعملي يتلاءم مع فئات المجتمع كافة.
كذلك تم انتاج الكتاب العلمي حيث ان البرنامج التدريبي بحاجة الى توفير المادة العلمية بصورة علمية ومشوقة، وبناء عليه تم انتاج الكتاب بالصيغة الوطنية المحلية يهتم بتبسيط المعلومة ويحتوي على الكثير من الصور التوضيحية للاجراءات الاسعافية بمساهمة افراد ومسعفي واطباء جمعية الهلال الاحمر.
كذلك انتاج وتوفير وسائل الايضاح فبرامج التدريب تحتاج لضمان نجاحها الى وسائل ايضاح حيث ان المعروف علميا ارتفاع نسبة الادراك للمتدرب عند استخدام وسائل ايضاحية مختلفة لذا تم انتاج مجموعة من الشرائح البصرية التي تتناسب مع منهاج الدورة مع اللوحات والمجسمات والدمى اللازمة.
تأهيل فريق تدريبي
ايضا تحتاج دورة الاسعافات الاولية لاعداد مدربين مؤهلين يتولون مسؤولية تنفيذ الدورة وعملت الجمعية على تأهيل فريق تدريبي للدورة مكون من طبيب وفني طبي طوارىء وتم من خلالها وضع برامج تدريب قياسية للمدربين نفذت بالجمعية وقد تم تأهيل ثمانية وسبعين مدربا وثماني عشرة مدربة لهذا البرنامج.
كما قامت الجمعية بتجهيز سبعة عشر مركزا تدريبيا تحتوي على قاعات للتدريب النظري والعملي كما تحتوي على التجهيزات اللازمة لاقامة الدورات وذلك في عدد من المناطق.
وفي نهاية حديثه ثمن الدكتور موفق البيوك الدعم السخي والعطاء الوافر من لدن صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية الذي بادر الى تشجيع الفكرة ودعمها وكان اسهامه ـ حفظه الله ـ محل تقدير الجميع وثنائهم كما قدم شكره للدكتور عبدالرحمن السويلم رئيس جمعية الهلال الاحمر على متابعته واهتمامه.
خطط طموحة
ثم التقينا بالاستاذ عبدالعزيز بن عبدالله ابوبكر مدير برنامج الامير نايف للاسعافات الاولية الذي اكد لنا ان تعريف الناس بالاسعافات الاولية السليمة والتدخل اثناء الحوادث هو السبب الرئيسي في انشاء برنامج الامير نايف للاسعافات الاولية وكان لتشجيع الامير نايف بن عبدالعزيز وتبرعه بخمسة ملايين ريال دافع كبير لنا للبدء في تطبيق البرنامج وتجهيز المراكز الاسعافية وتوفير متطلبات التدريب وقد وضعنا خطة طموحة عند انطلاق البرنامج وقد حققنا عند انطلاقة البرنامج نجاحا مشجعا دفعنا للاستمرار حيث وفقنا الى تدريب اكثر من اثنى عشر الف متدرب ومتدربة وكان البرنامج في سنته الاولى عاما ومفتوحا للجميع اما في السنة الثانية فقد تمكنا من تدريب 3000 متدرب ومتدربة واصبح هناك خطة لتدريب فرد من كل اسرة فاتجهنا للمراكز الصحية لوجود ملفات للأسر واتصلنا بهم لترشيح فرد من كل اسرة لتدريبه وكان هناك نجاح ملموس في هذا الجانب.
تدريب المدرسين والعسكريين
والآن هناك تنسيق مع وزراة المعارف والرئاسة العامة لتعليم البنات حتى يكون هناك تدريب في المدارس للطلبة والطالبات والمعلمين والمعلمات لتدريبهم داخل المدارس ولا يزال النجاح في هذا الجانب مستمرا ولله الحمد. كما ركزنا في العام الثاني للبرنامج على تدريب رجال الامن )الشرطة والمرور والدوريات وامن الطرق( حيث يتم اعطاؤهم برنامجا تدريبيا واسعا وشاملا حتى يكونوا مؤهلين اسعافيا لقربهم من الحالات الاسعافية اتي تنتج عن الحوادث ويضيف الاستاذ عبدالعزيز ابوبكر ان ما يؤكد لنا نجاح البرنامج هو زيادة الاتصالات على الهلال الاحمر خلال السنتين الماضيتين وهذا دليل على ازدياد الوعي والادراك لدى المواطنين والمقيمين وهو ما تحقق بعد تطبيق البرنامج.
وتأكد لنا اننا ولله الحمد نسير في الطريق الصحيح.
كما اوضح الاستاذ عبدالعزيز ابوبكر ان هناك برامج تدريب نسائية وباشراف مدربات وطنيات وهناك تقدم من الاخوة المواطنات للالتحاق بهذا البرنامج وان كنا لم نصل بعد الى الرقم المقنع والذي كنا نتطلع اليه من خلال البرنامج.
ولكن الزيادة وان كانت طفيفة في اعداد المتقدمات الا انها تدعونا لزيادة برامج التوعية. ونتوقع خلال السنتين القادمتين زيادة عدد المتقدمات وهذا ما نخطط له. فالبرنامج بجميع دوراته ليس رجاليا فقط فهو موجه لكافة افراد المجتمع.
كما اكد الاستاذ ابوبكر ان عدد المتدربين منذ انطلاقة البرنامج والى الآن قد وصل الى حوالي خمسة وعشرين الف متدرب ومتدربة. رغم اننا لا نزال في البداية وهذا يعكس نجاح البرنامج في بدايته ويدعونا للتفاؤل بنجاح اكبر للبرنامج خلال السنوات القادمة ان شاء الله.
المتدربون يشيدون بالبرنامج
من جانبهم اكد لنا عدد من المتدربين على أهمية هذه الفكرة وهدفها الاسمى واشادوا بطريقة تنفيذ ذلك البرنامج.
حيث قال صالح العماري بأن هذه الدورة اعطته انطباعا جيدا واسلوبا في انقاذ المصابين وإسعافهم وتقديم ما يلزمهم من اسعافات اولية وقدم شكره الجزيل لجمعية الهلال الاحمر على تبنيها هذه الفكرة وعقدها لهذه الدورات المفيدة لجميع شرائح المجتمع كما قدم نصحه للمواطنين بضرورة الالتحاق بهذه الدورات لما فيها من نفع للجميع.
اما ماجد البداح من منسوبي الخطوط السعودية فقد اوضح لنا انه في هذا البرنامج اخذ معلومات مفيدة عن طريقة اسعاف المصابين وهي مهمة لنا حيث اننا نعاني من كثرة الحوادث وكان من الضروري ايجاد وسيلة للتدريب على الاسعافات الاولية. وقدم شكره للقائمين على برنامج الامير نايف للاسعافات الاولية والاساتذة المدربين على جهودهم المشكورة.
اما صالح احمد الشمراني فيرى ان البرنامج مفيد ودوراته العلمية موفقة وناجحة ولكن ما يعيبه هو قصر المدة فيومان اوثلاثة غير كافية. اضافة الى ضرورة التدريب العملي على حالات حقيقية وذلك حتى تكون الصورة اوضح والفائدة أكبر وأشمل.
ثلاثة ايام
بعد ذلك التقينا بالمدرب تركي الدهيمي الذي اوضح طريقة التدريب حيث ذكر انه يتم التدريب اولا بشكل نظري على مهارات الإسعافات الاولية والحالات الخطيرة وكيفية التعامل معها. ثم يتم في اليوم التالي التدريب العملي كعملية انعاش القلب الرئوي وكيفية التصرف اثناء وقوع الحوادث وعملية انسداد مجرى الهواء )الغصة( وعملية الاسعافات الاولية مثل الكسور والنزيف والجروح والذبحة الصدرية وغيرها. وامتدح المدرب تركي الدهيمي اقبال المواطنين والمقيمين على هذه الدورات واصفا ذلك انه سيساهم في التقليل من الاصابات الخطيرة ـ باذن الله ـ ومضاعفاتها التي تنتج عن الاسعاف غير السليم الذي يقوم به البعض اثناء حدوث اصابات.
كما ستساهم هذه الدورات في تثقيف المواطنين الثقافة الاسعافية السليمة والمتقنة.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved