أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 14th June,2001 العدد:10486الطبعةالاولـي الخميس 22 ,ربيع الاول 1422

الريـاضيـة

من الأعماق
حشف وسوء كيل!!
أحمد المطرودي
أصعب ما يواجه الإنسان في حياته تلك النوعية من البشر الجاحدة المعروف والناكرة له.. والتي تقابل إحسان الآخرين بالإساءة .. ولم يكن غريباً حينما يقال في المثل: «اتق شر من أحسنت إليه!!» وحينما يحذر الشاعر من التعامل مع اللئيم الذي لا يمكن أن يعترف بحسنات الآخرين لا خيرهم عليه.. فقد عبر الشاعر بقوله:


إذا انت أكرمت الكريم ملكته
وإن انت أكرمت اللئيم تمردا

لقد عتب أحد الشعراء على ذلك الرجل الذي وجد حيواناً مفترساً ساقطاً على الأرض يصارع الموت فجاءه وأنقذه وعالجه .. وحينما مرت الأيام وصادف الرجل الحيوان .. افترس الحيوان الرجل ومزق أحشاءه ليسد جوعه منكراً صنيعه ومعروفه.. فوصفه الشاعر بقوله :


ومن يصنع المعروف في غير أهله
يكن حمده ذماً عليه ويندم

وهذه الأمثال والحكم لم تأت من فراغ أو صدفة بل جاءت بالتجارب والخبرات والاحتكاك.. فبدأ الناس يعرفون ويميزون بين الرجل الوفي وبين الشخص الأناني الذي لا يفكر إلا في نفسه ..« أنا ومن بعدي الطوفان!!»،وهذا الشخص أصبحت الأمور مقلوبة عنده ومتغيرة فهو منكر لكل جميل يعمل به لأنه يفسر ذلك من خلال منهجه وأن الآخرين يريدون التقرب منه لأن لهم الشرف في تقديم المعروف لشخصه المتميز!! وبالتالي لن يعترف بحسنات الآخرين وخدمتهم وفضلهم عليه...وفي نادي الرائد ذلك المجتمع الجماهيري العريض تجد تلك العينات تظهر على السطح كثيراً خاصة من جانب اللاعبين ... الذين أظهر بعضهم للأسف نوايا سيئة تدل على عقلياتهم المريضة والمتخلفة والغرور والكبرياء الذي أصابهم ياليت ذلك الغرور والغطرسة التي هم عليها جاءت بعد ان قدم الفريق إنجازاً .. بل إن لاعبي الفريق يقودونه من مهزلة إلى أخرى ومن هزيمة لمثلها وأمام فرق ضعيفة جداً ويبثون الحزن والكآبة على جماهيرهم العريضة ومع ذلك لم يخجلوا من هذه النتائج والممارسات بل ردوا على ذلك أن حضروا وبكل )بجاحة( ليطالبوا بالمرتبات والمكافآت .. وهذه المرتبات التي تدفع إلى هؤلاء « أنصاف اللاعبين» هي مقابل الخسائر التي تلقوها واحزنوا بها جماهيرهم!! نعم هذا هو الواقع .. الفريق يلعب أمام أبها الصاعد الحديث من الدرجة الثانية والذي تلقى الخسائر من جميع الفرق والأخير يلعب بدون أجانبه ويخسر.. ثم يحضر المتبجحون للتهجم على إدارة النادي للحصول على مستحقاتهم التي هي مقابل الخسارة المخجلة!! ثم تتسامح الجماهير العريضة عن هذه النكبات ويستمر دعم اللاعبين... أقصد أنصافهم ... ثم يتجهون لمواجهة العروبة ، الذي هو أحد فرق الدرجة الثالثة وليس الثانية قبل سنوات ويلعب وهو ينقص للاجانب ولبعض نجومه حتى ان العروبة أشرك حارساً لأول مرة يلعب ثم يقدمون الخسارة المؤلمة هدية لجماهيرهم وبدلاً من تغطية وجوههم خجلاً واحتراماً لهذه الجماهير العريضة الصابرة تجدهم يشمرون عن سواعدهم لمهاجمة الرئيس أوالمشرف لأن المستحقات لم تسلم لهم!! فريق للأسف يتعادل أمام الحزم الصاعد الحديث على أرضه وبين جماهيره .. لاعبون ينقطعون بعد الاجازات وفي المباريات غير المهمة وحتى كأس الاتحاد لا يشاركون ويتأخرون عن حضور التمارين الاستعدادية ومسابقة كأس ولي العهد ... حتى أن بعضهم يحجزون بعد المباراة مباشرة رغم أن فوز فريقه يعني استمراره في المشاركة وهذا يدل على التخاذل حتى يخسر الفريق ويخرج من المسابقة ليتسنى لهم السفر!! للأسف ان اللاعب الذي يبدي استعداداً للبروز هذا الموسم يخفق في الموسم الذي بعده بعد أن يصاب بالغرور وحب المادة والأنانية والاستغلال وانعدام الحب والانتماء والإخلاص للنادي . مستوياتهم تنكشف حينما يلعبون في الحواري.. لقد خسر بعضهم ممن يدعي النجومية أمام فريق حواري أغلبه من كبار السن!! لعل «محمد السلال» رسالة كبيرة إلى هؤلاء لكنهم لم يستوعبوها فهذا اللاعب أفضل اللاعبين مستوى فنياً ورغم ذلك لم يتقدم سوى الشباب بمبلغ بسيط هو «300 ألف ريال فقط» إذا كان نجم الفريق لم يتعد هذا الرقم فماذا سيكون عليه حال بقية «أنصاف اللاعبين!!» الذين كانوا سبباً في خسائر وفضائح كروية مرت على الفريق.. مثل درع الدرجة الأولى أمام أحد في موسم 1419ه رغم هبوط الأخير .. كذلك ما فعله هؤلاء الأنصاف أمام الشباب وأيضاً الكارثة الكبرى أمام الرياض حينما لم يستفيدوا من الحالة التي كان عليها لاعبو الرياض!! سفالفريق يتقدم بهدفين وقبل دقائق يتعادل الفريق ويهبط ويخيم الحزن على الجماهير العريضة ..برغم كل ما فعلوه وتسببوا فيه إلا أنهم يثيرون المشاكل ولا يشكرون أبداً لأي شيء يمكن أن تقدمه الإدارة لهم فعلى ماذا يحصل لاعبو الرائد على الرواتب والمكافآت هل هو على التحطيم النفسي الذي سببوه لجماهيرهم أم على مستوياتهم وهم أكثر من يدرك أن الرائد لو تركهم فلن يجدوا مكاناً إلا في الحواري كما حصل لزملائهم.. ألم يتساءل هؤلاء أين زملاؤهم الذين طالبوا بحقوقهم وتقدموا للأسف بشكوى ضد بيتهم الثاني الذي احتضنهم وقدمهم للحياة!!
فماذا قدم هؤلاء للرائد؟...
بجاد الرشيدي كان سبباً في انهيار تاريخ الرائد بعد الخمسة الشهيرة التي كان بطلاً لها أمام التعاون رغم ذلك لم يسىء له أحد من الجماهير .. فماذا فعل؟ لقد عاقب النادي بشكوى !!! سليمان المرشود كان أحد عناصر الاخفاق في كثير من المباريات التي لعبها النادي بل إنه سجل في مرمى فريقه أهدافاً وفي لقاءات حاسمة ومصيرية ... هل نسي المرشود حينما قذف الكرة في مرمى فريقه في لقاء حاسم أمام النجمة كان يعني للتاريخ شيئاً كثيراً وقام المدرب بإخراجه وفاز الرائد ليبقى في الممتاز عام 1415ه، هل نسي المرشود حينما قذف الكرة في مرمى فريقه أيضاً وتسبب في هبوطه أمام القادسية موسم 1416ه، وهل نسي حينما فتح قدميه للاعب التعاون أحمد السكاكر ليزرع هدفاً في شباك فريقه .. وهل نسي حينما رفض أن يشارك الفريق أمام الأهلي بجدة وهو في أمس الحاجة له.. وعندما رفض أيضاً أن يشارك بعد أن أصيب «علي مال» وطرد العليقي وحصول الثويني على كرت أصفر ثالث.. أمام الرياض وهبط الفريق بسببها ومع ذلك كان النادي يعامل المرشود بكل حب وحنية واحترام .. ولكن ماذا فعل؟ لقد تقدم بشكوى ضد ناديه ليطالب بحقوقه .. أي حقوق .. هل مقابل مهاراتك السيئة وتصرفاتك الغريبة تستحق أن تعطى حقوقاً؟
وعلى ماذا يمكن أن تستحق هل لمستواك السيئ ووزنك الزائد أو على الأهداف التي تسببت بها في مرمى فريقك وكنت عنصرا من عناصر الهدم التاريخي لهذا الكيان.. هناك الكثير من بين صفوف الأنصاف يحتاج إلى نظرة وتحليل ليعرف أن مجرد ارتدائه لشعار الفريق هو شرف كبير له لأنه لن يجد هذا الاهتمام والدلال والتواجد الجماهيري في أي موقع.. السؤال الذي يطرح نفسه ويحتاج إلى إجابة .. هل لاعبو الرائد قدموا شيئا لناديهم..أو إنجازاً يستحق الإشادة والتقدير أبداً... إن المجال لا يتسع لسرد الفضائح التي تسبب بها هؤلاء «الأنصاف» وكان الفريق وجماهيره وسمعته هي الضحية .. بل إن بعض لاعبي الفريق لم يكن يحلم في يوم من الأيام أنه سيتمرن في الفريق الأول وعندما وجد الفرصة تنكر لها وبدأ يمارس العدوانية والمشاكل في صفوف الفريق... رغم ان إدارة النادي تجتهد وتتعامل معهم بأسلوب متميز إلا انهم لم يقدروا ذلك الشيء.. ويحتاجون لنفس المعاملة التي كان يتعامل بها الرئيس السابق معهم حتى أنه تمكن من إرغامهم على اللعب بدون مرتبات!! لكم أن تتخيلوا أن أحد اللاعبين الذي جلس على دكة الاحتياط سنة كاملة لم يستلم خلالها ريالاً واحداً ، ليكون أحد عناصر الازعاج للإدارة ليس لشيء ولكنه اعتقد متوهماً أنه نجم النجوم حينما سجل بعض الأهداف ثم صام عن التسجيل وانخفض مستواه بعد أن تفرغ هو ومجموعة معه لتنويع الأساليب للحصول على المادة!!! رغم ان الإدارة وقفت معه وساعدته إلا أنه لم يتفضل بكلمة شكراً.. بل إنه حينما يلاقي أحد منسوبي النادي بدلا من السلام والترحيب به يمسح دموع التماسيح ويشتكي من قسوة الإدارة رغم انها ساعدته في تجاوز ظروفه ونسي هذا المسكين أنه لم يقنع بعد الجماهير فهو لاعب لا يستطيع أن يلعب سوى 15 دقيقة من المباراة!! هناك عينات لا يتسع المجال لذكرها .. ولكن حينما أرى أن الأمور تحتاج إلى إعلان أسماء سوف أقوم بذلك وكل لاعب يجب أن يقرأ هذه السطور ويضع نفسه أنه ليس المقصود ويحاول أن يهرب عن كل ما جاء فيها.. أما الإدارة فلابد أن تنظف الفريق من بعض الأسماء والشوائب ومن اللاعبين المستهلكين .. والضرب بيد من حديد لكل لاعب يحاول «لي الذراع»، أو المساومة في التمارين أو المباريات .. وتطبيق أشد العقوبات حتى يدرك جيداً أن المبادئ والأخلاق والقيم الرفيعة وكذلك النظام أهم من المستويات الفنية...
عندما توجد هذه الأشياء يتحرك النادي إلى الأفضل ، الدلال الزائد تسبب في انعدام الروح والأخلاق وقوة الانتماء عند بعضهم حتى نسوا النتائج والإنجازات وبدأوا يفكرون في كيفية استخراج أكبر قدر ممكن من الأموال من جيوب الإدارة المغلوبة على أمرها... وللأسف أن هناك عينات شاذة تحاول أن تحرك بواطن الشر في نفوس هؤلاء الضعاف حتى يكونوا وسيلة ضغط على إدارة النادي وتأخر مسيرة الفريق، وهناك الكثير من اللاعبين في الأندية الصغيرة والدرجة الثانية التي لا تعطي لا مكافآت ولا رواتب ولاعبوها يحملون الوفاء والانتماء والتضحية أكثر من لاعبي الرائد.. فقد حضرت احتفالية الفيصلي لصعوده إلى الثانية وشاهدت مثالاً لذلك.. لاعبي الفريق الأول هم الذين يرحبون بالضيوف وينظمون في الحفل إنها قمة الانتماء الصادق للأرض وللنادي .. رغم قلة الجماهير. أما الرائد فهو الذي يملك شعبية وجاهير جارفة تطارده وتسانده في كل مكان ورغم ذلك .. فهم يقدمون أسوأ نتائج بينما هناك أندية تعج بالنجوم المتميزة بالأداء والأخلاق وقوة الانتماء!! وأيضاً قدمو لأنديتهم الإنجازات والبطولات ولم يتغيبوا عن المسابقات .. رغم افتقارهم للجماهير وللمادة! انظروا إلى نجومية لاعبي الشباب وكيف يحصدون البطولات رغم عدم وجود جماهيرتساندهم .. أذكر أن هناك كثيرا من لاعبي الشباب ونجومه أكدوا أنهم لو يحظون بمساندة جماهيرية كالتي يحصل عليها الرائد لحققوا كل بطولات الموسم!!
لكن صدق المثل المصري: «يعطى الحلق للي ماله ودان»!!
قارنوا بين ما يحصل عليه لاعب في الرائد وبين لاعبي الأندية الأخرى لتعرفوا بأن الرائد بجماهيره وأعضاء شرفه هو كيان كبير لكنه يفتقد إلى اللاعبين !!
وللأسف ان الاحتراف في الرائد خاطئ وعشوائي جداً .. فكل من يريد ومسجل في الكشوفات يحق له أن يحترف ... لاعب سيئ المستوى قليل الطموح ولم يقدم لناديه شيئا مثل «يوسف المرشود» وحصل عند تسجيله على مبلغ كبير ورغم ذلك يطالب ناديه بالحقوق المادية !! على أي شيء تطالب.. لعل النادي يجب أن يحصل منك على مقابل .. عند سماحه لك بارتداء شعاره!! ثم هناك تساؤل .. هل طبق هؤلاء الأنصاف من اللاعبين الاحتراف الحقيقي بالتمرين الصباحي والحضور المبكر .. لا بل بالعكس تغيب وتخاذل وبحث عن المشاكل وفي الفريق خمسة لاعبين يجب تنسيقهم وتقديمهم هدية للشقيق والمنافس التعاون لأنه أكثر احتياجاً لهم وهم معروفون عند الجميع ويعرفون أنفسهم!!

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved