أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 14th June,2001 العدد:10486الطبعةالاولـي الخميس 22 ,ربيع الاول 1422

عزيزتـي الجزيرة

ثمار البذرة التي وضعها والدي
كنت دائما أجد والدي ومنذ صغري يدفعني للتعليم ولا أدري لماذا؟ ولكني كنت مجتهدة وأسير على نهج وضعه لي هذا الوالد الأمي.
وكان يشجعني دائما بالهدايا المادية والمعنوية وكانت معلماتي أيضا يضعن أيديهن بيدي والدي ويخطون بي الى الأمام حتى تعلمت السير الى طريق العلم وها أنا الآن الحمدلله لي وظيفتي وهي ثمرة مجهود كبير وضع بذرتها والدي ورواها حتى ترعرعت وأثمرت ويأكل من ثمارها كل من هم تحت كنفي.. ولكن ما نوع فائدة هذه الثمرات هل هي فائدة مادية أم معنوية؟ هي مجموعة ثمرات كل منها تحوي عصارات ممزوجة بألذ ما تطعم الانسان..
هذه العصارات لو أدخلناها معامل الحياة نجد أنها مكونات كثيرة جزء منها ما استفدت به أنا من علم وثقافة وأدب وجزء آخر ما اعتصرته ورويت به من حولي من عائلتي وجيراني وطالباتي وأهم من ارتوى واستذاق حلاوتها هم أولادي فلذات أكبادي..
ليس ارتواء لعطش واحد فقط وإنما عطش للعلم وللثقافة وللنمو الديني والفكري.. وللنهوض بهم لبناء مستقبل حياتهم ولعل ثماري بالفعل تكون عصارتها روت عروق من حولي حتى يكون والدي جنى ما بذره بداخلي من تربية دينية وعلم راق ارتقي به درجات هذه الحياة والحياة الأخرى الخالدة. ومن عصارتها أيضا الارتواء المادي فكثير من النساء تقف وحيدة أمام ظروف الحياة التي تضطرها للانفاق على أولادها وما أكثر هذه النماذج التي قرأتها ورأيتها من بين صفحات زماني..
ياليتني استطيع توزيع بذور مثل البذور التي وضعها والدي الى جميع الآباء والأمهات وأساهم في نثرها على كل أرض فتاة يأبى والديها اكمال تعليمها حتى تحصل على تلك الثمرات التي تدب الحياة في قلب كل من يتذوقها..
ياليت كل الآباء ينظرون حولهم ولا يقفون مكتوفي الأيدي عن عدم مدها لبناتهم.. ياليت كل أب وكل أم تقف صامدة أمام من تتخلف عن طلب العلم والوصول الى أعلى مراتبه حتى ينشأ أبناء أقوياء في الدين والعلم والثقافة.. أبناء لا يحتاجون مد أيديهم الصغيرة لعون يد غريبة.. أبناء يستطيعون الوقوف بصلابة وشموخ وعزة ويستقون براحة ورضا دون الحاجة للآخرين.. ها هي الفتاة الصغيرة كبرت ونمت حتى أصبحت مسئولة مسئولية كاملة عن أبناء حرمتهم ظروف الحياة أن تجمع بين والديهم والأم هي المسؤولة الوحيدة عن دعمها المستمر لهم من مادة وعلم وثقافة.
رحم الله والدي وأمثاله وأعان الله كل الآباء والأمهات على مد يد العون في تكوين ثمرات مثل الثمرة التي وضعها والدي واستطعم بها أحفاده.
فتحية المدني

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved