| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
تحل الإجازة الصيفية للطلبة والطالبات بعد عام دراسي شاق فاز فيه من عمل واجتهد وخسر فيه من تقاعس وأهمل.. فُكتب عليه الا يذوق طعم الإجازة ويقعد يفكر كيف يجتاز ما أهمل فيه إن كان له حظ في أن يدخل اختبار الدور الثاني.
ولكن دعونا نعيش الفرحة والسرور مع الفائزين والفائزات فهم بلا شك كُثر فقد مَنَّ الله عليهم بالفوز والنجاح لأنهم جعلوا همَّ الدراسة من أول يوم نصب أعينهم وقسموا أوقاتهم بما يسهل عليهم الدراسة والمذاكرة دون كلل أو ملل.
ولكن ماذا بعد انتهاء الاختبارات؟ الإجازة طويلة مايقارب ثلاثة أشهر، القلة ممن خطط لها ورسم جدولاً مفيداً للاستفادة منها والكثرة ظلت حائرة ماذا تفعل وكأن الإجازة تأتي لأول مرة.
ولعلنا أمام هذه الفئة الحائرة نعرض بعض الأفكار المفيدة لهم لعلها تخرجهم من دائرة اللامعرفة إلى دائرة المعرفة.
إن الدين الإسلامي أوصانا بأن نحافظ على الوقت وبأن الوقت لا يقدر بثمن ولايمكن التفريط فيه فالإنسان محاسب على الوقت الذي أهدره ولم يستفد منه شيئاً.
وبما أن هناك أعمالاً وخدمات ومساعدات متنوعة يمكن ان يساهم فيها الطالب والطالبة بما يعود عليهما بالنفع والفائدة وعلى المجتمع بالخير والتماسك فإن الكل يشتاق إلى من يدله عليها أو يعرفه على بعض برامجها.
ولعل الانخراط في الأعمال التطوعية النبيلة التي تحقق للشخص الأجر والمثوبة من عند الله، وقضاء وقت مفيد يقدم فيه ما يعود عليه وعلى مجتمعه بالنفع والفائدة، فمساعدة المرضى وكبار السن والمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة وخدمة سكان الحي وأبنائه وتوجيه الخارجين على الخط السليم وممن أخفقوا في الاختبارات ومن نظافة البيئة والحفاظ عليها من التلوث والمساهمة في الاحتفالات والمهرجانات المسلية والمفيدة والمشاركة في الأنشطة الصيفية من خلال المراكز التي تفتح أبوابها بالمدارس والمعاهد المختلفة، إلى جانب الدعوة الى الله ومجالس العلماء والمشايخ وحضور المحاضرات والندوات العلمية والدينية والمساهمة في تغطيتها والإعداد لها مع أصحاب الخبرة.
إن تلك الأعمال وغيرها الكثير نجدها مجالاً خصباً للانخراط فيها والاستفادة منها والعودة بذخيرة جيدة من العلم والمعرفة وإشباع الرغبات وتحقيق بعض الغايات بما لا يتنافى مع شريعتنا السمحة وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة.
إننا ندعو كافة الاخوة والأخوات من الطلبة والطالبات الى اغتنام هذه الفرصة الثمينة وعدم تضييعها وهدرها ثم يندم الإنسان عليها ولات حين ذاك ندم ينفع.
وأنا بهذه المناسبة ونحن نحتفل بالسنة الدولية للتطوع 2001م أجدها فرصة طيبة لأرفع مقترحا للجهة التي تجد في نفسها القدرة على إنشاء مكتب يطلق عليه )مكتب المساعدات الطوعية( ويهدف هذا المكتب لاستقطاب وتوجيه كل من لديه رغبة في تقديم خدمة أو مساعدة لكل من يحتاجها وفق تنظيم معين وبإشراف مختصين ليسهل للكثيرين البحث والسؤال عمن يحتوي الجهود والإمكانات المهدرة. إن الأعمال الطوعية أمر حث عليه ديننا الحنيف وتنظيم سبقنا إليه الكثير من دول العالم حيث يجد كل إنسان فيه فرصة لرد الجميل وتأكيد العرفان لبلاده التي منحته التعليم والصحة والسكن والرفاهية أن يقدم الخدمات في مجالات عديدة لإخوانه المواطنين بمعنى انه يشاطر الدولة في أن يكون إلى جانبها يخدم ويساهم ويساعد بجهده وفكره وقلمه فليست الخدمة جسدية فقط بل هناك مساهمات عديدة يمكن للفرد ان يقدمها حسب مقدرته ووفق إمكاناته.
عقيد/ مساعد بن منشط اللحياني
مدير الإدارة العامة للشؤون الثقافية والإعلامية
|
|
|
|
|