أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 14th June,2001 العدد:10486الطبعةالاولـي الخميس 22 ,ربيع الاول 1422

المستهلك

سيدة الأعمال ومصممة الأزياء لطيفة العميري ل« »:
المرأة السعودية وقعت فريسة لعروض الأزياء
* حوار إيمان التركي:
طريق الألف ميل يبدأ بخطوة هكذا تعرف سيدات الأعمال أن الطريق الى الملايين ليس منبسطا ميسرا بل ينبغي عليهن السير فوق الأشواك في طريق الانطلاق الى عالم المال والأعمال. «الجزيرة» تقدم نماذج مشرفة لسيدات أعمال ناجحات انطلقن من الصفر حتى وصلن الى قمة هرم المال والأعمال.. لطيفة محمد العميري ومصممة أزياء وكان هذا الحوار:
ü ماذا تعني لك صناعة الأزياء؟
صناعة الأزياء عمل جمالي دقيق ومركب يعكس ثقافة المجتمع وخصوصية الفرد وطابع المناسبة وعلى هذا فهو ذوق عام وخاص بنفس الوقت.
ü بأي شيء تقارني هذا المجال؟
بعلم الأخلاق كمذهب فلسفي واحد وهو «علم الجمال والأخلاق» وناقشوه من هذا المنظور.
ü ما هي الخصوصيات التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار لكل مصمم أزياء يناسبه مجتمعه؟
كل مجتمع يمتاز بجمالياته الخاصة النابعة من أخلاقياته «ثقافاته» الخاصة ونحن كمجتمع سعودي تعقد فيه المناسبات النسائية بين النساء فقط دون اختلاط بالرجال كجزء من ثقافته يجب أن نرعى كمصممين أزياء الذوق النسائي العام. فهذه أحد خصوصيات مجتمعنا التي يجب ألا تغيب عن بال النساء أو مصممي ومصممات الأزياء في بلادنا.
ü وعلى هذا الأساس بماذا تراعي مع المرأة السعودية عند تصميمك للزي ليكون مناسبا وجميلا بنفس الوقت؟
أولا لكل امرأة خاصيتها الجسمية من عمر ولون بشرة وتقاطيع جسمية والنفسية مرحة أو خجولة وما شابه ذلك يراعى في تصميمي وأيضا كل امرأة تمتلك ميزاتها الجمالية الخاصة بها مهما كان عمرها أو لونها أو تقاطيع جسمها فإذا وقعت بمصممة أزياء محترفة وموهوبة فنيا ستبرز لها ميزاتها الجمالية وتضيف عليها رونقا وروعة من خلال الزي.
ü وما هي أهم نصائحك للمرأة لتكون أكثر جمالا؟
كل سيدة تستطيع أن تكون جميلة وليس الجمال قاصرا على فئة معينة فقط وخير دليل على ذلك هو لوحة الموناليزا الشهيرة فهي عبارة عن رسم لسيدة عادية الجمال ولكن ريشة الفنان المبدع ليوناردو دافنشي جعلت منها أجمل لوحة في العالم وهي موجودة الآن في متحف اللوفر في باريس تحت حراسة من أشد الحراسات في العالم.
ü عروض الأزياء على شاشات القنوات الفضائية أو مجلات الأزياء أصبحت المرأة السعودية فريسة سهلة لها ماذا تقولين في ذلك؟
إلا المرأة الواعي المتمسكة بتعاليم الشريعة الإسلامية والتي تميز بين الصواب والخطأ فيما تختار من أزياء. فعروض الأزياء على القنوات الفضائية أو مجلات الأزياء والتي تحرص المرأة على متابعتها فهي تعرض أحدث ما صمم في نيويورك وباريس وروما فهذه الأزياء صممت أولا لمجتمعات تعكس ثقافتها الخاصة فلقد أخذ مصممو الأزياء هناك في الاعتبار ميزة لفت انتباه الرجال وهذه الميزة غير واردة في مجتمعنا وحقيقة كون الأزياء تعرض بواسطة عارضات محترفات ذوات ميزات جمالية وجسمية غير متوفرة كثيرا حتى في المجتمعات الغربية نفسها وتتدخل في نقل هذه العروض أحدث ما توصلت إليه استوديوهات هوليود من أحدث تقنيات التصوير والإيهام.
لذا فهي ليست بالضرورة مناسبة لسيدات مجتمعنا إذا أخذ في الاعتبار إزالة جميع المحسنات من على الزي ما عدا قيمته الباهظة.
ü كيف تنظرين الى أسواق الخليج العربي بالنسبة لشركات صناعة الأزياء العالمية في وقتنا الحالي والمستقبل القريب؟
من الأسواق المهمة لها شركات صناعة الأزياء العالمية تعتمد في تسويق منتجاتها على أحدث ما توصل اليه علم الدعاية والتسويق وتنفق في سبيل ذلك عشرات إن لم يكن مئات الملايين من الدولارات من أجل غزو الأسواق العالمية والاحتفاظ بها والتي تحرص أسواقنا أيضا على اقتحامها والاحتفاظ بها بواسطة وكلائها المحليين وفي المستقبل القريب جدا بواسطة فروعها في المنطقة بعد انضمام دول مجلس التعاون الخليجي لمنطقة التجارة العالمية وكون مجتمعنا الخليجي مجتمع استهلاكي وخاصة كون هذه الظاهرة منتشرة وبشكل حاد بين النساء فإنهن سوف يصبحن فرائس سهلة غير مقاومة لاخطبوطات هذه الشركات الدعائية.
üوهل هذا يعد تخويفا وتهويلا للمرأة الخليجية؟
أنا بطبعي لست من هواة التخويف والتهويل وذلك لثقتي بموهبتي وعملي وقناعتي بجماليات ومزايا أزيائنا النسائية المحلية وأعتقد بأننا قد نستفيد كثيرا من وجود مثل هذه الشركات العالمية الكثيرة بإمكانياتها وخبراتها واستعداداتها إذا استعددنا للتعامل معها بوعي وثقة. فهذه الشركات عابرة القارات ليس لها أوطان أو ولاءات وإنما أوطانها وولاءاتها تكمن في أسواقها وأرباحها ولهذا فليس من المستبعد أن تقتنع هذه الشركات بجماليات أزيائنا وتساعد على تطويرها وتعمل على إنتاجها والدعاية والتسويق لها ولن يتسنى لها هذا إلا بتهيئة وتدريب كفاءات محلية لمساعدتها على القيام بمثل هذا العمل وأقول هذا من موقع خبرة لكوني وجدت إعجابا بأزيائنا عند وجودي في الولايات المتحدة الأمريكية لأكثر من اثنتي عشرة سنة أثناء عرضها في المهرجانات الجامعية أو التي تقيمها المدن هناك وكذلك وجدت مثل هذا الاطراء والاعجاب بالأزياء المحلية والتراثية عندما عملت مرشدة ومترجمة لجناح القصيم في مهرجانات الجنادرية من الزائرات الأجنبيات على مختلف مستوياتهن.
ولقد سمعت بعض العتب منهن على عدم اهتمامنا بتسويق مثل هذه الروائع الفنية من الأزياء كما وصفنها.
وكمثال واضح على خصوصية الزي النسائي هو ما نراه في دول شرق آسيا وخاصة في اليابان فقد أخذت هذه الدول كل وسائل التقدم والرقي في مجالات الصناعة والتقنية والاقتصاد والسياسة والإدارة من الغرب إلا في مجال الأزياء فقد احتفظوا بأزيائهم الخاصة، فنرى سيدات المجتمع الياباني في الحفلات والمناسبات وحتى الدولية منها تضفي عليهن أزياؤهن المحلية حضورا وأناقة لافتة للانتباه بالرغم من تقاطيع أجسامهن الصغيرة نسبيا ولم يتسن هذا لسيدات اليابان عن طريق التمسك فقط بالموروث مع أهميته لكن بالعمل على تطويره وجعله معاصرا وتسويقه محليا بجدية مما أغناهن عن الأزياء المستوردة متسارعة الصرخات والموديلات.
ü وكيف نرجع موروثنا من هذا الضياع ونحافظ عليه؟
ليس فقط موروثنا بل عاداتنا وتقاليدنا وإذا أردنا الحفاظ على جمال وأناقة سيدات مجتمعنا وكذلك دعم اقتصادنا الوطني في الحفاظ على دورة رأس المال في هذا المجال فيجب علينا المبادرة إلى إيجاد الوسائل وتسهيل أسباب الابداع في مجال صناعة الأزياء.
فإن لم يكن ممكنا الآن تأسيس مدارس أو معاهد متخصصة في تصميم الأزياء كما في اليابان لاحتواء الكوادر النسائية الموهوبة لدينا وإعدادهن وتأهيلهن فيجب على الأقل تطوير الموجود الآن من معاهد الخياطة وأقسام الكليات المهتمة بمجال الخياطة والأشغال النسائية، وذلك بإدخال مادة تصميم الأزياء كمادة رئيسية ومكثفة ضمن مناهجها الدراسية.
ü كلمة أخيرة من سيدة أعمال لصالح سيدات الأعمال؟
عليهن دعم الجمعيات الخيرية النسائية ماديا لتتمكن من عقد دورات تدريبية وعروض خاصة لابداعات مصممات الأزياء المحليات وكذلك عقد ندوات لتوعية سيدات المجتمع بثقافة الزي واقتصادياته وهذا استثمار سوف يكون له مردود اقتصادي كبير عليهن ذلك غير كونه عملا وطنيا وخيريا.


أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved