| الثقافية
«1»
من قرية في حائل تحدر ابن شرعي لبورخيس . سال من هناك وتقطر شيئا فشيئاً في طوايا الرمال وحط رحاله شرق الجزيرة على ماء بدارين.
إنه الصوت الصافي: في حبره المصبوب على الورق.. والصافي: في حنجرته المسكوكة من مياه بعيدة ، مياه مشدودة على وتر. من رأى حصاة حائلية ترن ومصابة بعشق فتسيل عميقاً حتى دارين!!
من يعرف جبير المليحان يصاب به.
ان أكثر خلق الله حظاً ثلاثة: زينب. والحبر. والورق.
«2»
ولكن جبير المليحان البار بأسلافه - كما قرأنا هذا اليوم في روافد «البلاد 8/6/1420هـ» عاق بأحفاده ربما. فالذي تابع الكتابة الجديدة التي أورقت في المملكة بحر السبعينيات لا يخطئ بصره صوتاً من الصفاء والغرابة والحنين المقيم.
فأين هي أوراق جبير المليحان القديمة؟ نصوصه المورقة في الغرابة والدهشة والمحاولة؟ «من يغفر للعاشق» إهمال أوراقه الحميمة؟!!
«3»
أتذكر الآن ما أثاره الزملاء في عكاظ حول «القصة - القصيدة» قبل سنوات «كثيرات» أو لنقل قبل السنين الطوال أيام كان شيخنا الرهيف سعيد السريحي يحرك الساحة بملحقه الغابر. وكنت قد ذكرت أيامها تجربة لافتة في هذه الناحية بالذات.
وكان لافتاً هذا الصباح مقال جبير المليحان في البلاد بمناسبة مئوية «الشايب» المدهش بورخيس. إنه بحق الأرجنتيني الذي خلّف حائليا اسمه : جبير وليس وراء ذلك سوى بنات الخيال الحي العاشقات اللائي يقمن بزيارات خاصة بين جزيرة العرب والأرجنتين. من هنا جاءت أواصر الرحم. إنني ارسل تحية خضراء إلى ذلك الفتى الرائع المختفي وراء كواليس روافد عبدالعزيز خزام وكذلك إلى هناء الغامدي وفائز أبا اللذين طرحا لنا بورخيس بهذا الشكل الثري الجميل.
ü أحمد أبو رزيزة:
.. وهناك في الطائف كان البرشومي يعرِّش في الطرقات طازجاً ناضجاً في ملكوت الله.
في الطلعة الحجرية
وفي المنحنى
وعلى شفا نزلة من مكة
وفي الطريق من الشفا إلى مكة كان القلب يلوب في مائه مثل زينونة.
ü ü قلت: سأذهب إلى العمدة.
وكان وجه أحمد أبو رزيزة يثمل أمامي مثل القمر.
üü صحت: من يستطيع أن يجمع شظاياي أيها العمدة؟!
تذكرت لطف الله قاري، طاهر تونسي، خالد فدعق، فؤاد أزهر، ريس بن صديق، عبدالجبار تركستاني، ممد أمين ، قاسم ثابت، حسن عزوز، خالد نفادي، محمد مليباري ،والكنا والخياط «...» الخ.
يا إلهي!!! أين هي الذاكر ة؟أين هي مدرسة الفلاح تضيء مثل شمعدان عريق؟! وعندما خرجت من الحرم كانت الشمس أشرقت على التو. قلت : أسير على أقدامي الصغيرة إلى المدرسة أمر علني أقبل ذا الجدار وذا الجدار. حدقت: فلم أجد جدراني الحميمة ولم أجد مكتبة الحرم.
ثم خطوت قليلاً فلم أجد «السوق الصغير» بجوار الحرم. يا إلهي!! ثم خطوت بأقدامي تلك الصغيرة الغضة فلم أجد مدرسة الفلاح. أين «الشبيكة»، واين «الحجون»، وأين «النقا»؟
مشيت إلى أن وصلت «القبة». فوضعت يدي: وكان القلب يلوب في مائه مثل زيتونة.
ص.ب 86887 - الرياض 11632
|
|
|
|
|