أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 14th June,2001 العدد:10486الطبعةالاولـي الخميس 22 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

«آثار مختلفة بين صحيح.. وضعيف ومتى أسلم أبو هريرة»؟ «2-2»
صالح بن سعد اللحيدان
هذا مجمل ثان من الاثار رويتها من حافظة عسى أن تكون صواباً وعزوتها، وحال من في سفر تكون: بين بين، لكني عصرتُ الحافظة واصطدتُ منها برفقٍ شيئاً من أشياء، فكانت تجود وتضن وكنت أنتهزها فلا تعبأ بشيء ليقينها إني بحاجة إليها لكن حين أدركت جدي وجلدي وحزمي وعزمي وأنها قد تحتاجني عند المهالك ـ لاقدر الله ـ إلا كل خير بادرت مبادرة المتعلل المؤمل الذي يقوم ويقعد لكنها كانت نعم: الحافظة في جو خال حسن مستقيم، فبدأت وأنا أصطاد منها ما تبذله بذل الطامع:/ «أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر أمرأة بعد ما دفنت» هذا من رواية / جابر بن عبدالله ـ رضى الله تعالي عنهما ـ، خرجه النسائي ولم أجده عند غيره حسب علمي بهذا اللفظ وهو: حديث حسن، «كان النبي صلى لله عليه وسلم إذا صلى الفجر قعد في مصلاه حتى تطلع الشمس».
هذا لعله من رواية ابن سمرة أي جابر بن سمرة رضى الله تعالى عنه ـ رواه عنه: سماك بن حرب، قلت: هو صحيح.
وهو من: الرقاق، وكان الصحابة وسلف هذه الأمة يحرصون على فضائل الاعمال ويقرونها بفضائل الأقوال، «أصاب عمر أرضاً بخيبر فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يستأمره فيها، فقال: يارسول الله إني أصبت أرضاً بخيبر لم أصب مالاً قط هو أنفس عندي منه، فقال: إن شئت حبست أصلها وتصدقت بها. قال فتصدق بها عمر، وأنه لايباع أصلها ولايورث ولايوهب فتصدق بها في الفقراء وفي القربى، وفي الرقاب وفي سبيل الله وابن السبيل، والضيف لاجناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف أو يُطعم صديقاً غير متمّولٍ مالاً،»
هذا من رواية: ابن عمر فيكون سند هذا الحديث جليل القدر لأنه رواية صحابي عن عمل صحابي بالإقرار من النبي صلى الله عليه وسلم.
والحديث متفق عليه، لكن عند«مسلم» بهذا اللفظ فاللفظ له فيما علمتُ، قلت: وهذا الأثر الصحيح يبين حال: الوقف وأنه: لايملك، ولا يوهب ولا يُباع ولفظ «لاجناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف أو يُطعم صديقاً غير متموّلٍ مالاً».
أنه لايجوز: بيع شيء من الوقت لذات النفس إسرافاً إلا بقدر العمل الذي يقوم به عامل الوقف وما يبذله من جهد بدني ومالي، فله جزاء ذلك بالمعروف، وصديقه المسلم المحتاج يُطعمه منه دون أن يكون: الإطعمام ذا سرفٍ فتضيع حقيقة الوقف.
والوقف من: القربات فيحرم التحايل فيه ولذا لايجوز بيعه كما تقدم، ولا هبته ولا إرثه وتقوى الله جل وعلا موجبة لكل خير وهدى.
«عن عبدالله بن عباس ـ رضى الله تعالى عنهما ـ: « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض لا إله إلا الله رب العرش الكريم».
سبق بيان حال ابن عباس ـ رضى الله تعالى عنهما وأنه أحد العبادلة الأربعة: ابن مسعود، وابن عمروبن العاص وابن عمر بن الخطاب/ وابن عباس، وأنه من: صغار الصحابة وهو حبر الأمة وترجمان القرآن الكريم، وقد روى هذا الحديث: البخاري ومسلم ـ رحمها الله تعالى ـ قلت وقد جرب كثير من العباد هذا الدعاء فنفعهم باذن الله تعالى، قلت: والكرب هو: شدة الضيق من أي مكروه: يكون أو متوقع،
«خذوا شطر دينكم من هذه الحميراء» أنسيت من رواه، والسفر قطعة من العذاب حتى في نسيان العلم،
قلت: والحميراء بضم الحاء المهملة وتسكين الياء بعد الميم أي: عائشة، قلت: هذا الأثر لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ومثله متداول «أكرموا عمتكم النخلة».
ومثله متداول جداً «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» والنبي صلى الله عليه وسلم إنما بعث بالتوحيد الحنيفية السمحة، وهذه دعوة كافة الرسل عليهم الصلاة والسلام.
والسند ليس بمستقيم ففيه علة توجب رده، والأخير يتلفظ به الناس في كل مناسبة، وإنما يغنيهم ماصح غيره وهو كثير.
«من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد والكرب فليكثر الدعاء في الرخاء».
هذا من رواية/ أبي هريرة ـ رضي الله تعالي عنه ـ.
وهو: عند الترمذي في السنن، قلت: هذا الأثر سنده فيه / سعيد بن عطية الليثي ـ رحمه الله تعالى ـ لم أر من وثقه غير ابن حبان البستي وابن حبان ـ رحمة الله تعالى ـ إذا انفرد لايتابع على التوثيق.
والحاكم أبو عبدالله قد خرّجه في مستدركهم لكن ليس عنده في السند/ سعيد المذكور.
قلت: وهو عند الحاكم صحيح الاسناد ليس عليه غبار حسب علمي
«من تعلم علماً لغير الله أو أراد به غير الله فليتبوأ مقعده من النار»، هذا من رواية/ ابن عمر بن الخطاب ـ رضي الله تعالى عنهما ـ قلت وهو: عند الترمذي، وقال عنه: حسن وهو كما قال لكن ثبت في أحاديث أخرى صحيح مراد النص هذا.
والمراد بتعلم العلم لغير الله: الرياء ويدخل في هذا التكسب بالعلم، ومزاحمة أهله، «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بيت أم سلمة وفي بيتها صبي يبكي، فذكروا أن به العين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا تسترقون له من العين»
هذا النص لم أر من رواه بهذا اللفظ إلا عروة بن الزبير ـ رضي الله عنه ـ، وعروة تابعي، وهو أحد الأربعة تلامذة عائشة ـ رضي الله تعالى عنها ـ وهي خالته لأن أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله تعالى عنهما.
قلت: فالحديث هذا مرسل لأن عروة لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم، قلت: والعين حق ثبت بها نصوص: صحيحة «عن أسماء بن الحكم الفزاري رحمه الله قال: سمعت علياً يقول: كنت إذا سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعني الله بماشاء أن ينفعني منه، وإذا حدثني رجل استحلفته فإذا حلف لي: صدقته، وانه حدثني أبو بكر - وصدقه أبو بكر- قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: مامن رجل يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ويصلي ثم يستغفر الله إلا غفر له، ثم قرأ:) والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله».
هذا من/ أسماء بن الحكم الفزاري/ رحمه الله تعالى ـ وهو تابعي كبير ثقة يروي عن علي بن أبي طالب ـ رضي الله تعالى عنه ـ هذا: الأثر، وهذا الحديث دال على امرين:
1- شدة التوقي والحرص على معرفة صحة المتن وذلك بمعرفة حامله من: الرواة والسند من الدين ولولاه لقال من شاء ماشاء.
ولايجوز التساهل فيه حتى في أخبار وروايات وسير التاريخ بعد الإسلام، وهذا هو الصواب الذي يدين العبد التقي به.. ربه سبحانه وتعالى وشرح وبيان هذا يطول.
2- ماجاء في الحديث:) ما من رجل يذنب ذنباً( يعني والمرأة كذلك، وهذا الحديث مطلق فليس كل من أذنب ذنباً ثم استغفر وتاب خلا من الذنب، كلا.
ذلك أن الذنوب في جملتها لافي تفصيلها تنقسم الى قسمين:
1- مابين العبد وربه/ فهذا بينه سبحانه وتعالى وبين العبد، إن شاء غفر، وإن شاء عذب،
2- مابين العباد أنفسهم فيما بينهم البين فهذا هو الذي يجب فقهه بتقوى وورع وأجل من ذلك بعد قتل النفس: هضم الحقوق حسها ومعناها فهي من المظالم الخطيرة، وإنما يكون الاستغفار بعد رد الحق إلى صاحبه واستباحته مهما وجد المرء صعوبة في ذلك فيعصي نفسه ويبادر إلى المساءِ إليه بكل حال.
قلت: وهو حسن حسب علمي، ولايصل إلى درجة الصحة بهذا السند إلى: أسماء
قلت: هند/ وخارجة/ ورجاء/ وأسماء/ نجدة/ من الأسماء المشتركة بين الذكور والإناث وقد سمى العرب الذكور بها، وهناك أخرى غيرها مثلها، لكن مالا يتطرق إلى الاحتمال فلا يسمى به إلا من هو خليق به مثل
/ فاطمة/ خديجة/ هيلة/ صفية/ كريمة/ حصة/ فهذا للنساء
و: علي وناصر ومحمد وخالد للرجال والضابط عدم الاحتمال، وماورد عن العرب سماعاً، «عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: «ياعبادي إنى حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا، ياعبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدونى أهدكم ياعبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم ياعبادي كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسونى أكسكم ياعبادى إنكم تخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم، ياعبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ياعبادي لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم مازاد ذلك في ملكي شيئاً»
قلت تمامه في صحيح مسلم، وهوحديث عظيم وهو من رواية أبي ذر الغفاري جندب بن جنادة رضي الله تعالى عنه أسلم هو وأبو هريرة/ عبدالرحمن بن صخر الدوسي قديماً أيام دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في دار ابن أبي الأرقم فقد بعث أبو ذر أخاه لكنه لم يشفه فجاء من غفار ليلاً، ودخل سراً على النبي صلى الله عليه وسلم مع علي بن أبي طالب فأسلم ونشر الإسلام بغفار ثم ورد المدينة بعد ذلك.
وأبوهريرة فقد غلط من ظن أنه أسلم/ سنة /7هـ/
عام خيبر/ بل أسلم قديماً على يد ابن الطفيل الدوسي فقد جاء الى مكة وأسلم ثم عاد إلى: دوس فأسلم أبواه وزوجه وولده ونفر من دوس منهم / أبو هريرة/ ضي الله تعالى عنهم أجمعين وتراجم الصحابة ومعرفة تاريخ إسلامهم وحياتهم وبلدانهم ووفياتهم ومارووه وتلاميذهم من كبار التابعين وتابعي التابعين أمر في غاية الأهمية لأنه تبنى عليه أحكام خاصة مايكون من حال: الرواية ومكانها ومن حملها من التابعين، وكذا الطبقات وحديث أبي ذر جليل القدر لمن تأمله ووعاه وغاص في المراد منه، فا الظلم أنواع، والهداية نوعان والطلب والسعي أنواع، ورد المظالم أنواع وهو موجب لبركة: الحياة والعمر والمال والذرية خاصة. والظلم قد يتخذ صورة الدهاء، وقد يتخذ صورة النصيحة، وقد يتخذ الهجر وقد يتخذ صورة التودد والملاحظة مع أن الظالم يسير في ظلم وهضمه للحق، «أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي المكسب أطيب، قال: عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور».
هذا رواه فرد لم يشاركه في اسمه أحد فيما علمت، رواه رفاعة بن رافع، وعداده في الأنصار فهو أنصاري بدري توفي ـ رضي الله تعالى عنه ـ في خلافة معاوية رضي الله تعالى عنه
قلت: خرجه البزار ولعل الحاكم قد صححه يعني صاحب المستدرك إن لم اكن قد ذهلت عن هذا، قلت كذلك قد أورده ابن حجر في )التلخيص( لكن عن رافع بن خديج ـ رضي الله تعالى عنه ـ والنص هذا دال على عظم عمل اليد والبذل فيه والسعي إليه، وهو أصل العمل لأنه يكون في خلو عن شبهة الكسب إذا صدق العامل في عمله وبر وزكى واتقى.
«كان ابن عمر ـ رضي الله تعالى عنهما ـ لا يأكل حتى يؤتى بمسكين يأكل معه فأدخلت إليه رجلاً يأكل معه، فأكل كثيراً، فقال: يانافع، لاتدخل هذا علي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المسلم يأكل في معي واحد، والكافر أو المنفق يأكل في سبعة أمعاء»
هذا ماقال: نافع رحمه الله تعالى، وهو: صحيح موقوف على ابن عمر/ وقوله: سمعت، مرفوع.
وابن عمر له إبن إسمه: نافع بن عمر، وله مولى اسمه كذلك: نافع كلاهما: ثقة ثبت «عن عبدالله بن عباس ـ رضي الله تعالى عنهما ـ قال :) طلق عبديزيد/ أبو ركانة واخواته/ أم ركانة واخوته ونكح امرأة من مزينة فجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فقالت: مايغني عني إلا كما تغني هذه الشعرة لشعرة أخذتها من رأسها، ففرق بيني وبينه فأخذت النبي صلى الله عليه وسلم حمية، فدعا بركانة وإخوته، ثم قال لجلسائه: أترون فلاناً يشبه منه كذا وكذا من عبد يزيد، وفلاناً لابنه الآخر يشبه منه كذا وكذا.
قالوا:نعم
قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد يزيد: طلقها ففعل.
ثم قال: راجع امرأتك أم ركانة واخوته
فقال: إني طلقتها ثلاثاً يارسول الله؟
قال: قد علمت، أرجعها، وتلا)ياأيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن(.
هذا قد رواه ابن عباس كما هو مرقوم عند الإمام أبي داود رحمه الله تعالى
قلت وهو حديث: حسن
)الاتصال ص.ب 7103 الرياض(

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved