| فنون تشكيلية
*
اجتازت الزميلة الفنانة التشكيلية مها بنت عبدالله السنان مناقشة رسالتها لنيل درجة الماجستير في التربية الفنية تخصص رسم وتصوير والتي حملت عنوان «أثر التراث الثقافي على الرؤية الفنية، في التصوير التشكيلي السعودي وفاعلية المرأة في هذا المضمار» وقد حصلت على تقدير ممتاز مع توصية بطباعة البحث على نفقة الوكالة.
*******
تحددت مشكلة البحث في دراسة تأثير التراث الثقافي الخاص بالمملكة العربية السعودية على الرؤية الفنية لمصوريها التشكيليين في أعمالهم الفنية، والأساليب التي سلكوها في ذلك، مع التأكيد على أسلوب المصورة التشكيلية السعودية في هذا المجال وقد هدفت الدراسة إلى :
1 . دراسة التراث الثقافي للمملكة العربية السعودية، كمؤثر رئيس في الرؤية الفنية للتصوير التشكيلي المعاصر فيها.
2 . إلقاء الضوء على التصوير التشكيلي السعودي المعاصر، والأساليب التي سلكها لتكوين هوية متفردة، مع دراسة أثر التراث الثقافي السعودي على أعمال عينة من المصورات التشكيليات السعوديات، ومقومات الحركة التشكلية النسائية بالمملكة.
وجاء البحث ليجيب على الأسئلة التالية ...
1 . كيف كان تأثير التراث الثقافي للمملكة على الرؤية الفنية لفنانيها في تصويرهم التشكيلي؟
2 . ما هي الأساليب الفنية والفكرية في التصوير التشكيلي السعودي المعاصر؟
3 . ما دور الفنانة السعودية في الحركة التشكيلية القائمة؟
والبحث مقسم إلى خمسة أبواب تناولت ما يلي:
الباب الأول:
ويشمل مقدمة البحث ومشكلته وأهدافه... الخ.
الباب الثاني:
ويشمل الإطار النظري والدراسات السابقة ويتكون من أربعة فصول؛
1 . توضيح مفهوم التراث الثقافي بالإضافة إلى التعريف الثقافي الخاص بالمملكة العربية السعودية والتراث الحضاري الذي خلفته العصور السابقة كالعصر الحجري والإسلامي والتراث المحلي الذي خلفته الصناعات التقليدية في الفترة التاريخية القريبة قبل مرحلة التطور المعاصرة والانفتاح.
2 . دراسة نشأة الفن التشكيلي بالمملكة ومؤثرات الرؤية على التصوير التشكيلي المعاصر.
3 . دراسة للأساليب المعاصرة في التصوير التشكيلي السعودي من خلال نماذج مختارة من المصورين التشكيليين.
4 . دور المرأة السعودية في الحركة التشكيلية المعاصرة ومقومات نجاحها واستمرارها فيها.
الباب الثالث:
وقد تناول البحث في هذا الباب النقاط التالية:
أولاً: منهج البحث:
اتبعت الباحثة المنهج الوصفي المسحي في دراسة أثر التراث الثقافي على الرؤية الفنية.
ثانيا: عينة البحث:
اعتمدت على نوعين من العينات، عينة غرضية أو قصدية من الأعمال التصويرية لعينة الدراسة من المصورات التشكيليات السعوديات لدراسة أثر التراث الثقافي على رؤيتهن الفنية، وعينة قصدية أو غرضية من المصورات التشكيليات السعوديات اللائي بلغ عددهن 15 فنانة تشكيلية وهن حسب الترتيب الهجائي: أضواء بنت يزيد، الناصر، خلود آل سالم، رضية برقاوي، زهرة بو علي، سلوى الحقيل، شادية عالم، شريفة السديري، صفية بن زقر، فوزية عبداللطيف، منيرة موصلي، منى القصبي، نوال مصلي، هدى العمر، وهلا بنت خالد.
وراعت الباحثة في اختيار العينة التنوع من حيث مكان الإقامة، والجيل الذي تنتمي إليه المصورة، وتنوع الاتجاهات والأساليب والخامات المستخدمة في الأعمال التصويرية، وذلك حتى يتوفر في العينة الصدق، ويمكن أن تطبق على مجتمع العينة وهن جميع المصورات التشكيليات السعوديات.
ثالثا: أدوات البحث:
اشتملت على أداتين، الأولى هي المقابلة التي تم تطبيقها مع العينة البشرية، حيث تم إعداد أسئلة تناولت ثلاثة محاور: أسئلة عامة، تتعلق بالخلفية الثقافية ومؤثرات الرؤية والثقافة للمصورة التشكيلية، وأسئلة تتعلق بالناحية الفنية التشكيلية من حيث العمر الفني، والدراسة الأكاديمية، ونوعية الأعمال من حيث الخامات والمواضيع والاتجاهات، وأسئلة تتعلق بالتراث الثقافي كموضوع في العمل الفني.
والأداة الثانية هي التحليل كأداة بحث للصور الضوئية لأعمال العينة التشكيلية، لدراسة أثر التراث الثقافي على رؤيتهن الفنية بالإضافة إلى المؤثرات الأخرى التي ظهرت على أعمالهن.
إجراءات البحث:
وتم تطبيق إجراءات البحث )المقابلة، التحليل( على العينتين )المصورات التشكيليات وأمثلة من أعمالهن( حيث تم تطبيق المقابلة عن طريقتين، الأولى بطريقة التسجيل الصوتي، للإجابات، والثانية، بتدوين الإجابات من قبل المصورة، كما قامت الباحثة بقراءة نقدية وتحليلية لأمثلة من الأعمال التصويرية للعينة لدراسة مدى تأثير التراث الثقافي السعودي وأساليبهن الفنية والفكرية.
الباب الرابع:
نتائج الدراسة ومناقشتها كما يلي:
1 . أثبت البحث أن للتراث الثقافي والحضاري للمملكة العربية السعودية أثرا واضحا على الإنتاج التشكيلي السعودي المعاصر من ناحية الموضوع والأسلوب. فهناك أثر للبيئة الجغرافية بمناظرها المتنوعة بالإضافة إلى تأثير عناصرها على القيم التشكيلية في الأعمال التصويرية، كما أن للظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية من ناحية أسلوب ونمط حياة المجتمع بعاداته المتنوعة وتقاليده تأثير كذلك، أما البيئة الثقافية أو ثقافة المجتمع فتتكون من عدد من المؤثرات منها التراث الإسلامي في تأثيره على التصوير التشكيلي من ناحية العقيدة أو العبادات أو تأثير الفن الإسلامي، ومنها التراث العربي بما يحويه من قصص وآداب بالإضافة إلى استخدام الحرف العربي في الأعمال التصويرية، أما التراث المحلي الشعبي فكان تأثيره من خلال عناصر التراث المعماري أو إنتاج الصناعات التقليدية برسومها وزخارفها أو ما اندثر من أسلوب وعادات وتقاليد المجتمع السابقة. كما أن للتعليم الفني والثقافة الغربية تأثيرا كذلك على الأعمال التصويرية، فهناك علاقة بين عدد من المصورين التشكيليين السعوديين وبين أساليب المدارس الأوربية في الفن الحديث والمعاصر.
2 . اتضح من البحث أن هناك أساليب فنية وفكرية معاصرة في التصوير التشكيلي السعودي تستمد رؤيتها من تراثه، ولكن بروح عصرية تتناسب مع الفنون المعاصرة العالمية. ومن هذه الأساليب:
أسلوب عبدالحليم رضوي المتميز بالحركة والدوران المستمد من حركة ودوران الكون والمعتمر والحاج حول الكعبة كإحدى الشعائر الدينية، بالإضافة إلى استلهام الرمز من المفردات التراثية الشعبية المحلية.
أسلوب محمد السليم في ابتداع ما أسماه بالافاقية والتي استلهمها من خطوط الأفق التي نراها بشكل واضح في البيئة الصحراوية التي استمدها من جغرافية البلد، مستخدما عناصره التشكيلية من البيئة نفسها.
أسلوب عبدالجبار اليحيا المتأثر بالأساليب المعاصرة الغربية ولكن بعناصر مستمدة من تراثه الثقافي برمزية تشف عن قضايا وهموم الإنسان السعودي والمجتمع الذي يعيش فيه وهموم المرأة السعودية على وجه الخصوص.
أسلوب صفية بن زقر الذي تساهم من خلاله في حفظ التراث المحلي الشعبي عن طريق تدوينه بطريقتها الخاصة فتفردت بهذا الأسلوب مع الحفاظ على النقل الصادق لعناصر هذا التراث وكان ذلك بعد فترة كبيرة من الاطلاع والممارسة.
الأسبوع القادم نستعرض ما جاء في الرسالة من دراسة لتجارب بعض التشكيليات اللائي شملهن البحث.
|
|
|
|
|