| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة السلام عليكم ورحمة ألله وبركاته
فقد قرأت في الملحق الثقافي للعدد 10458 من جريدة الجزيرة الحوار المفيد مع الدكتور عبدالحميد ابراهيم رائد الوسطية العربية في الادب، حيث اعادني الى خمسة اعداد مضت من مجلة الادب الاسلامي، وهي العدد الثامن الذي نشر فيه حوار مع د. عبدالحميد ابراهيم حول الوسطية العربية والادب الاسلامي، والعدد الحادي عشر فيه مقال. د. عبدالحميد ابراهيم بعنوان «الادب الاسلامي والخروج من المأزق»، والعدد الخامس عشر وفيه رد الدكتور عبده زايد على المقال السابق بعنوان «مأزق الوسطية العربية لا مأزق الادب الاسلامي» في العدد 18 كتب الدكتور عبدالحميد ابراهيم بل الوسطية العربية هي وحدها الخلاص من المأزق تعقيبا على مقال مأزق الوسطية العربية.. ونشرت مجلة الادب الاسلامي للدكتور عبدالحميد ابراهيم بعد ذلك مقالين آخرين هما: الادب الاسلامي يطرح نفسه عند عجز الحضارة وغياب النموذج، وذلك في باب من ثمرات المطابع في العدد 20، وأدب الطفل من منظور اسلامي، في العدد 22، مما يدل على ان الخلاف في الرؤية لم يكن له أي أثر سلبي على طرفي الحوار.
ولأن رد الدكتور عبده زايد اتسم بالهدوء والمنطقية والإنصاف في نظري اردت ان افيد القراء الكرام ببعض النقاط المهمة في مذهب الوسطية العربية في الادب وعلاقته بالادب الاسلامي ملخصا من المقال المنشور في العدد 15 من مجلة الادب الاسلامي.
نقاط مهمة في الوسطية العربية في الادب:
1 ركزت الوسطية العربية في دراستها التطبيقية على الفن القصصي بالدرجة الأولى.
2 تهدف الى صياغة نظرية عربية اسلامية تجسد خصوصية الحضارة العربية الاسلامية.
3 صدرت فيها ستة كتب من تأليف. د. عبدالحميد ابراهيم تنظيرا وتطبيقا، آخرها كتاب القرآن الكريم والمذهب الوسطي.
4 الطموح الى تطبيقها في مجالات اخرى كالسياسة والقانون والتربية والفلسفة وسائر المعاملات التي نقتبسها من الحضارة الغربية.
5 تنظر الوسطية العربية الى الادب الاسلامي على انها جزء منه.
6 اعتبار الشكل هو الاساس في عملية الابداع، وان المضمون تبع للشكل ولاينفك عنه.
7 مرجعية الوسطية العربية هي الحضارة العربية الاسلامية.
8 ومحور الارتكاز فيها شكل يترجم عن موقف.
موقف الوسطية العربية من الأدب الإسلامي: يرى منظر الوسطية العربية ان الادب الاسلامي في مأزق كما جاء في عنوان مقاله في العدد الحادي عشر في مجلة الادب الاسلامي وهذا المأزق يتمثل في رأيه بأربع سمات هي:
1 التركيز على الماضي، 2 غلبة الوعظ المباشر على معظم نصوص الادب الاسلامي، 3 دور دعاة الادب الاسلامي في التعبير عن انفسهم في منطق رد الفعل، 4 غلبة المضمون على الشكل. رد الدكتور عبده زايد على الوسطية العربية وموقفها من الادب الاسلامي: 1 رؤية الوسطية العربية للادب الاسلامي ناتجة عن القراءة الناقصة لنصوص الادب الاسلامي، حيث اطلق د، عبدالحميد حكمه من قراءة رواية واحدة لنجيب الكيلاني الذي زادت رواياته على اربعين رواية.
2 عدم رجوع د. عبدالحميد فيما يكتب عن الادب الاسلامي الى اي كتاب تنظيري في هذا المجال.
3 مرجعية الادب الاسلامي هي الكتاب والسنة أولا.
4 محور الارتكاز في الادب الاسلامي تصور يظهر في شكل.
5 الشكل لايستدعي المضمون بالضرورة في الادب الاسلامي.
6 السمات الاربع التي يعدها د. عدالحميد مأزقا للادب الاسلامي ليست كذلك، فغلبة الماضي مثلا شيء تمليه الضرورة للرد على من ينكر الادب الاسلامي ليس في الحاضر فقط بل في الماضي ايضا.
7 يبرز د. عبده زايد الفرق بين الوسطية العربية والادب الاسلامي في قسمة رباعية على الشكل الآتي
1 شكل وافد ومضمون وافد.
2 شكل وافد ومضمون عربي اسلامي.
3 شكل اصيل ومضمون عربي اسلامي.
4 شكل اصيل ومضمون وافد.
فمذهب الوسطية يتسع للنوع الثالث وحده، ومذهب الادب الاسلامي يمكن ان يتفق مع الوسطية العربية في النوع الثالث اذا كان يحمل تصورا اسلاميا، ويتسع للنوع الثاني كذلك بالشرط السابق.
8 يترتب على محور الارتكاز في الوسطية العربية ان يتقدم الشكل على المضمون، وفي مذهب الادب الاسلامي تتقدم خصوصية التصور على خصوصية الشكل، وبناء على هذا الفارق الجوهري اصبح جمال الغيطاني رائد الشكل التاريخي في الوسطية العربية ولاموضع له في الادب الاسلامي لانه لايصدر في رواياته عن التصور الاسلامي.
وفي الختام يعد مانشرته مجلة الادب الاسلامي مثالا على الحوار الجاد والبناء بعيدا عن الانفعال، وتقبل الرأي الآخر، والحرص على الالتقاء لا الاختلاف فقد دعا الدكتور عبده زايد رائد الوسطية العربية الى مزيد من القراءة في نصوص الادب الاسلامي وإفادة رابطة الادب الاسلامي العالمية من خبرته في مجال الشكل .
كما دعا اعضاء الرابطة الى قراءة الوسطية العربية قراءة متأنية جادة للاستفادة من آرائها.
شمس الدين درمش - الرياض
|
|
|
|
|