| محليــات
ابتهجت بالدعوة التي تلقيتها من كلية الملك عبدالعزيز الحربية لحضور حفل التخرج للابن أحمد.
وقد أثارت هذه الدعوة الكريمة التراكم العلمي والوجداني عن الوطن وبناة الوطن، وصروح العلم التي أشادها لا سيما في الجانب العسكري، فقد دون الشعر مراحل التطور العسكري استهلالاً بقيادة القائد الأول الملك عبدالعزيز، فقد تبارى ثلاثة من فرسان الشعر يحدون أمجاد الملك المظفر ومنهم محمد بن عثيمين، ومحمد بن بليهد، وأحمد إبراهيم الغزاوي الى جانب جمع من الشعراء أقل ملازمة للأحداث. ولما استقر الأمن وتوحدت البلاد، واتجهت الدولة إلى بناء المؤسسات، فقد كان القطاع العسكري يحظى بالرعاية، فقد أوفدت المملكة عددا من الطلاب للدراسة في الكلية الحربية المصرية وقد سجل الشعر لنا منهم اللواء الشاعر علي زين العابدين الذي تسلم قيادة الكلية في إحدى مراحلها.
وقد سجل الشعر قدوم أول دفعة من الطيارين السعوديين في محرم عام 1355ه يقول احمد العربي:
أهلا بقادمة النسور
طليعة العهد النضير
الرافعين لواء مجد
بلادهم فوق الأثير
والغزاوي يدون ان تلك المجموعة تعلمت قيادة الطيران في «روما» فقال مستبشرا بقدوم البعثة:
حي بالإعجاب احفاد الصقور
واشد بالفخر وقل حان النشور
وتولاني شعور صادق
يملأ القلب اغتباطا وسرور
وبكم «روما» تواصت ورأت
حجة الصحراء في السرب الوقور
يا شبابا فيه شدوي مطرب
وبه اسمو وأزهو وأمور
انتم البرهان في السعي الذي
هو في الطامح من عزم الأمور
وقد تبارى الغزاوي مع الشعراء في افتتاح مصنع الأسلحة في الخرج الذي يمثل الآن مدينة صناعية، ومازال الشعر يصاحب الانجازات العسكرية والمنشآت الضخمة من مدن عسكرية، ومبان تعليمية، وكليات عسكرية، ومشاف كبيرة. وقد استوقفتني الدعوة بعلم من أعلام الوطن المعاصرين وبمعلم علمي عريق فالعلم الأول ذلكم هو سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي كان احد اعمدة بناء الوطن المعاصرين، فقد خاض عباب المسؤولية وحمل الأمانة شابا يافعا، فأسس عددا من الوزارات وما لبث ان تسلم قيادة وزارة الدفاع الناشئة فعمل على تحقيق أهداف الملوك من اخوته والدولة الرشيدة، وكلنا يدرك المراحل التطويرية فقد حاول نقل العسكري من الخيام الى المباني الخرسانية التي يجتمع فيها الافراد الى جانب التطوير المعرفي والنوعي ثم تحول الأمر إلى بناء المدن العسكرية في أرجاء الوطن وكل مدينة يعادل بناؤها ميزانيات دول وما هذا الانفاق إلا من أجل راحة العسكريين وتهيئة الجو المناسب للقيام بمهامهم المناطة بهم، ولكي يجد العسكري سكناً له عند انتقاله من منطقة الى منطقة. وتلك المدن العسكرية من المفاخر الوطنية الكبرى وعظمتها تدل على عظمة المفكر والمنفذ انه الأمير سلطان القيادي الماهر.
وهو الذي خطط وأسس القواعد العسكرية الكبرى في أرجاء الوطن وشيد الصروح العلمية الكبرى للكليات العسكرية كلية الملك عبدالعزيز الحربية وكلية الملك خالد البحرية، وكلية القيادة والأركان، وكلية الملك فيصل الجوية وكلية الدفاع الجوي التي نتطلع الى افتتاحها هذا العام. اذن فسلطان حقق اهداف دولتنا وأمتنا، فحمل الأمانة وانجزها جعلها الله في ميزان حسناته. وهذه الأعمال جعلت الأمير سلطان حاضرا في الابداع الشعري في ادبنا المعاصر مما يمثل رسائل وابحاثاً كثيرة، ويجمع ديوانا شعريا ضخما يسطر تطور الحياة في المملكة ويكشف عن الأعمال الشامخة المؤثرة في بناء الوطن وحمايته والدفاع عنه وعن منجزاته. أمّا المعلم الثاني، فهو كلية الملك عبدالعزيز الحربية تلك المؤسسة التي قدمت خدمات جليلة للوطن، قدمت عقولا ناضجة تزهر بالمعرفة، وتزهو بالقوة، وتتحلى بالقيم النبيلة، وتدفعها العزيمة للبناء، وقد صقلت عقولا اثبتت جدارتها وتميزها بما تحمله من روح العقيدة الصافية، والحب الوطني الذي يتجسد في الاخلاص والتفاني، انني حين اجول بفكري حول اولئك الرجال الذين تعرفت عليهم بأعمالهم، وبالتواصل الشخصي فإن هذه الكلية تكبر في نفسي ويعظم شأنها عندي وعند كل مواطن. إن أولئك الأشخاص كثر لا يحتمل المقام تعدادهم ولكن لكل منهم تحية عرفان وتقدير ومحبة وهم في قمة مجتمعنا سواء منهم من هو قائم على رأس العمل ومنهم اولئك الذين أدوا واجبهم، وفسحوا المجال لغيرهم فهم نجوم في مجتمعنا. إن تأثيرها يتبارى مع تأثير جامعتنا فثناء عاطر لأولئك البناة لمثل هذه الصروح اولئك الرواد من ملوك وأمراء آل سعود وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد وولي عهده سمو الأمير عبدالله. إنني أعجب بما وصلت إليه هذه الكلية في مدينتها العسكرية الكبيرة وبصروحها القيادية ومبانيها التعليمية، وميادينها الفسيحة، ومساكنها الكثيرة، وتلك الأماكن الترفيهية المتعددة. تلك المدينة التي يتمنى كثير من الناس الالتحاق بها ليحظى بتلك العوامل المساعدة على رفاء المعيشة فضلا عن ضرورياتها وكمالياتها.
إن الأمير سلطان من مفاخر الوطن، والكلية من مفاخر الوطن وحُقَّ لهما العناق والتلاقي الحولي أدامه الله ليعم الخير والفضل، فريادة الأمير سلطان لهذه الكلية، ورعايته لأبنائه والاخذ بأيديهم، وتوجيههم ذلك من جليل الأعمال التي تزرع المحبة والألفة والتواصل والتعاضد بل تزرع الفداء. ومن الجدير أن انوه بتواصل الأمير سلطان مع القادة العسكريين وسائر الضباط المتقاعدين فكل منهم يشيد بمؤازرة الأمير له شخصياً، ومتى ادلهم عليه أمر من الأمور فسرعان ما يستجير بالأمير فيلبي طلبه فجزاه الله خيراً فهو جابر عثراتهم رعاه الله.
* عضو مجلس الشورى
|
|
|
|
|