| مقـالات
إذا أردنا علاج مشكلة تضررنا منها فيجب أن نكون صريحين وصادقين في نفس الوقت.. لا شيء يمنعنا من الصدق مع أنفسنا ومع الآخرين ديننا يأمر بتوخي الصدق.. وجعله نبراسا.. «يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين»، ولا أروع ولا أجدى من الصدق مع النفس ومع الآخرين.. فهو وسيلة رضا.. ووسيلة سلامة.. وهو وسيلة استقامة ونجاح..
ولذلك .. فانني عندما أتحدث عن الواسطة.. وما جرت علينا من بلاء فإنه يجب أن أكون صادقاً مع نفسي ومع الآخرين.. وإذا كنا نريد ان نبني مجتمعاً سليماً وناجحاً ومتطوراً فيجب ان نعلمه الصدق.. والصراحة.. وهنا أقول.. إما أن نكون صادقين مع أنفسنا أو أن نلغي نسب النجاح التي تعلن عنها الجامعات كل عام.. لأنها إذا تدخلت فيها الواسطة.. تساوى من يحصل على 60% ومن يأتي بالرقم المتميز.. أيضاً.. تجنب الواسطة وإلغاؤها وعدم النظر اليها يجعلنا نحصل على كوادر فعالة وناجحة وعطائية.. كما أن ذلك سيجعل محيط التعليم يزخر بالجادين الذين يعلمون أنهم لابد وأن يأتوا بالأرقام المتميزة.. وإلا فإنهم لن يحصلوا على ما يريدون.
كما أنه يجب ان يدرك المتخرج من الجامعة عندما يبحث عن وظيفة يجب ان يعرف أن النظام الذي وضعته الدولة بالنسبة للمستويات والمراتب هو نظام صارم.. وفي مصلحة الجميع.. فاذا لان النظام لظروف اقتصادية يحتم وجود البند 105.. فيجب ان يعرف الجميع أنه ليس هناك سوى هذا البند. يعني.. لا يجب أن يتحدث الآخرون عن فلانة أنها وضعت على المستوى والأخرى زميلتها ورفيقة فصلها الدراسي التي قد تكون أعلى منها نسبة نجاح وضعت على البند 105.. كما أنني أرى ويرى غيري أن نقاش مشاكلنا وتبيانها للناس ليدركوها في صحيفة سيارة لا يعني التبرم بالعمل المعوج والقائم.. وإنما يراد إفهام الناس أن الدولة تود الخير للجميع لأنهم أبناؤها.. وهم أيضا لابد أن يدركوا أن من الواجب عليهم تقبل ما تقرره الدولة لظروف اقتصادية.. وهذا هو منتهى الولاء.
ارحمونا من الواسطة.. الغوا الواسطة.. اقبروا الواسطة.. دعوا القرارات التي تقرها الدولة هي التي تحكم وتقرر وتعطي كل واحد ما يستحقه.. وفي هذا فليتنافس المتنافسون.. لكن بصدق مع النفس ومع الاخرين.
|
|
|
|
|