| العالم اليوم
* صنعاء عبدالمنعم الجابري:
^^^^^^^^^^
حذرت مصادر سياسية من انعكاسات الخلافات القائمة داخل صفوف الحزب الاشتراكي اليمني على مستقبل الحزب وأوضاعه السياسية والتنظيمية في الساحة.
وأوضحت بأن استمرار حالة الخلاف والانقسام الحاصل بين بعض قيادات هذا الحزب أمر من شأنه ان يقود إلى تفاقم أوضاعه مما يؤدي الى إبقائه بعيداً عن واجهة العمل السياسي وغير قادر على الاضطلاع بدوره المؤثر على مستوى الساحة اليمنية.
^^^^^^^^^^
وأشارت المصادر الى تداعيات الخلافات القائمة بين الامانة العامة «القيادة العليا» للحزب الاشتراكي اليمني ومنظمته الحزبية في محافظة حضرموت والتي أفضت إلى اختيار قيادة جديدة لسكرتارية المنظمة في المحافظة.. وهو الاجراء الذي لم يحل المشكلة بل انه دفع بالعديد من اعضاء وقيادات الحزب الى تجميد نشاطهم الحزبي كما اعتبر بعض الاعضاء تشكيل قيادة جديدة لمنظمة الحزب الاشتراكي في حضرموت اجراء غير شرعي، وأعلنوا رفضهم لذلك.
ووجه بعضم الاتهام لمن أسموها قوى نافذة بالعمل من خلال القيادة المركزية للحزب على افتعال الأزمة التي تتواصل تداعياتها منذ فترة.
وترى بعض الأوساط السياسية في اليمن بأن ما يحدث داخل صفوف الحزب الاشتراكي اليمني يعود لأسباب واعتبارات عدة يتمثل أبرزها بوجود تراكمات سابقة لخلافات سياسية وحزبية وايديولوجية لازمت الحزب بأجنحته المختلفة خلال مسيرة عمله في الفترة الماضية.. وتعتبر هذه الأوساط بأن التراكمات المشار إليها بما تشتمل عليه من أبعاد وحسابات جعلت الحزب يتقوقع في وضعية صعبة لا يحسد عليها.. خاصة في ظل الظروف والتحولات والمعطيات السياسية الجديدة وغيرها التي أخذت تعيشها الساحة اليمنية خلال السنوات الأخيرة.. ذلك انه ووفقا لما يطرحه المراقبون فإن الحزب الاشتراكي في اليمن ونتيجة للأسباب المشار إليها اضافة الى ما هو حاصل من تباينات في مواقف قياداته والعناصر المؤثرة في مراكز القرار، الى جانب رؤاها المتباعدة لتوجهات وأساليب العمل الحزبي والسياسي وكيفية التعامل مع مختلف المستجدات والقضايا الوطنية، وجد نفسه غير قادر على استيعاب معطيات المرحلة الجديدة ومواكبة المتغيرات والتحولات المختلفة.. ومن ثم العمل وفق مقتضيات ومتطلبات هذه المعطيات والتحولات للمرحلة الراهنة والمستقبلية.وبحسب المراقبين فإن التباين القائم هنا يعود بدرجة اساسية الى وجود تيار في داخل هذا الحزب ما يزال متأثرا بأفكار وأيديولوجيات الماضي فيما يتعلق برؤيته وتوجهاته وكذا تعامله مع أحداث ومعطيات الواقع الجديد.. وهو الأمر الذي لم يعد ممكنا اليوم في ظل ما هو حاصل من مستجدات وتحولات كثيرة مختلفة في السياسات والرؤى والمفاهيم وكذلك في تراكيب أوضاع وأنظمة الحياة بشكلها العام تقريبا والتي أصبحت حقيقة قائمة سواء على مستوى الساحة الداخلية أو العالمية.. مما يعني أنه لابد من وجود رؤية ومنهجية جديدة للعمل تتلاءم مع معطيات العصر بأبعادها ومضامينها المختلفة.
ومن هذا المنطلق يرى المراقبون أن الاختلاف الحاصل حول أساليب ومنهجيات العمل لدى قيادات الحزب الاشتراكي اليمني بتياريها اللذين يرى أحدهما انه لابد من التغيير والتأقلم مع معطيات الواقع المعاش والآخر يرى عكس ذلك.. هذا الاختلاف يعد من أبرز الاسباب الرئيسية وراء حالة الانقسام والاوضاع المتردية التي يعيشها الحزب، والذي لم يستطع حتى الآن الخروج من مختبئه وتجاوز آثار الصدمة العنيفة التي تعرض لها وأدت الى انهياره في أعقاب حرب صيف عام 1994م.
وإزاء ذلك يؤكد كثير من المتابعين على ضرورة ان يراجع الحزب الاشتراكي حساباته وأن يعمل المسؤولون فيه على تدارك الموقف قبل فوات الأوان.. وذلك من خلال وقفة تقييمية جادة ومسؤولة أمام مختلف مشاكل الحزب وأوضاعه، ومن ثم اتخاذ قرارات شجاعة على صعيد توجهات العمل واعادة النظر في الأساليب والسياسات المتبعة في التعاطي مع مجمل الأوضاع والقضايا والمستجدات القائمة، والتي تحتم ضرورة أن تكون هناك رؤية ومفاهيم جديدة تتفق وهذه المستجدات وتتواكب معها.. ويجد المتابعون انه يمكن لمثل هذه الخطوط ان تساعد الحزب الاشتراكي اليمني على الخروج من دوامته واعادة ترتيب صفوفه وأوضاعه والسير في الاتجاه الذي يقود الى النهوض من جديدوالعودة الى واجهة الساحة بشكل يجعله قادراً على لعب دور فاعل ومؤثر في كثير من مناحي الحياة.
|
|
|
|
|