| عزيزتـي الجزيرة
الحمد لله الذي جعل الدعوة الى سبيله منهاج أهل هذه البلاد قادة وعلماء وعامة وذلك فضل من الله ونعمة تذكر وتشكر ففي كل وقت وآخر نرى ونسمع من انجازات الخير ومبشرات الافعال لا الاقوال فقط ما ينشرح له قلب كل مسلم ويفرح كل مؤمن )قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون( ومعرض وسائل الدعوة ما هو الا حلقة ممن سلسلة ذهبية من مشروعات الدعوة العملاقة التي ترعاها حكومة هذه البلاد أدام الله عزها بالاسلام فلم تأل جهدا في تقديم وابراز وانجاح كل ما يعين على النهوض بالدعوة الى الله ويخدم الاسلام والمسلمين.
وقد هيأ الله لها رجالا صالحين وعلماء ناصحين ومسؤولين مخلصين نذروا انفسهم للدعوة، بل العمل لتطوير وسائل الدعوة وتشجيع الدعوة وممارسة الدعوة يجري في دمائهم وتنبض به قلوبهم فكانوا على مستوى المسؤولية في تحقيق الآمال التي تتطلع اليها بلادهم حكومة وشعبا دعما للدعوة ونصرة للدعوة ومتابعة وتطويرا واشرافا وتنظيما. لا نقول ذلك اطراء ولكن حقيقة تميزت به هذه البلاد عن غيرها حتى غدت انموذجا عصريا في تطبيق الشريعة الاسلامية والعناية بالدعوة السلفية.
ومعرض وسائل الدعوة المقام بالدمام برعاية صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز ومعالي وزير الشؤون الاسلامية الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ صورة من صور حرص ولاة امر هذه البلاد على تجسيد اهمية العمل لدعم الدعوة الى الله تعالى الذي تتبناه الدولة ممثلة في وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد وما يتبعها من فروع المناطق ومراكز الدعوة ومكاتب تعاونية للدعوة ومراكز اسلامية في الخارج كل يصب في خدمة الدعوة الى الله تعالى.
ولا شك ان فكرة معرض وسائل الدعوة فيه لفت الانتباه لضرورة مضاعفة العمل الدعوي عبر وسائله المتاحة الامر الذي يتطلب من اهل العلم والايمان والغيرة بل جميع افراد المجتمع المسلم كل حسب قدرته ان يضاعفوا الجهود. فصاحب العمل عليه من الواجب ما ليس على غيره ومن حفظ علما عليه من الواجب ما ليس على من لم يحفظ، فالمسلم يجب ان يكون داعية الى الله حسب موقعه وبحدود ما يعلمه. قال تعالى: )قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين(. وقال تعالى: )ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن(. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: )من دعا الى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيء(.
فالدعوة الى الله تعالى عمل صالح لا ينبغي للمسلم ان يفرط فيه وإلا فاته أجور كثيرة. فكن داعيا الى الله ايها المسلم ولا تزهد بثواب الدعوة، بل ساهم في نفع نفسك اولا ثم نفع اخوانك المسلمين. )ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين(.
فما أحسن شعار هذا المعرض كن داعيا الى الله فلو اشتغل كل مسلم ووظَّف نفسه داعيا الى الله ماذا يتحقق من الخير والى أي نسبة يتلاشى الشر فكيف لا يأمل المسلم ويحرص ان يقوم بوظيفة الانبياء والمرسلين.
ومما يزيدك وضوحا في اهمية القيام بواجب الدعوة من قبل كل مسلم ما يُشاهد من اجتهاد أهل الباطل في نشر شرهم وبلائهم وبضاعتهم الرديئة عبر كل وسيلة وطريقة فكان على المسلم ان يقاوم هذا البلاء ويبذل نفسه صابرا مجاهدا بخالص التوحيد مستعينا بالله وحده متوكلا على الله لا متكاسلا ولا منهزما، فالمؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف وهو في ذلك متوخيا العلم والحكمة لا مندفعا ولا متوانيا مستنيرا برأي العلماء مقدما درء المفاسد وتقليلها على جلب المصالح صادق اللهجة رحيما بالناس حليما على المخالف.
فكن داعيا الى الله اخي المسلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
عبدالعزيز علي المحيني
عضو الدعوة بحائل
|
|
|
|
|