| الاقتصادية
دخل علينا فصل الصيف الذي نترقب فيه موسما للاجازات بعد نهاية الاختبارات والاجازات تعني الرحلات السياحية الداخلية على وجه الخصوص في ربوع بلادنا الحبيبة التي تزخر والحمدلله بثروات غالية القيمة، نفيسة القدر ليست على المستوى المادي فقط بل على المستوى الحضاري العظيم.. ومن هذه الثروات الغالية النفيسة كنوزنا الاسلامية وآثار بلادنا التاريخية الذي نفخر عن سائر البلدان.. أن بضعة حجارة في بلد ما تعتبر موردا سياحيا ضخما يعكس حضارة ما وتاريخا لتلك البلاد ويدر عليها أموالا هائلة على مر العصور، وبلادنا لا تسعى بحمد الله لأن تكون السياحة على أرضها مثل تلك البلاد التي يقصدها سياح المشرق والمغرب في زيارات متتالية ليشاهدوا جانبا من تاريخ البشروروايات الماضي.. ذلك لأن بلادنا لا تهدف الى الربح من هذا الجانب باعتباره مصدرا استثماريا ماديا.. فالهدف الأكبر هو بلا شك استثمار كنوزنا وتراثنا الحضاري الاسلامي العظيم لصالح الأجيال القادمة تأكيداً لمعنى الهداية وتجسيدا لمهبط الوحي وأهدافه المثالية. وقد أحسنت الدولة صنعا عندما أنشأت الهيئة العليا للسياحة والتي تمارس حاليا نشاطا مدروسا يعتمد على قواعد أصيلة من «العلم والتجربة والخبرة والقيم» وأعني ان الهيئة تخطط البرامج وفق أصول علمية وليست عشوائية وتضع نصب أعينها تجارب محلية وأخرى خليجية وعربية موضع الاهتمام لتأخذ منها وتطبق ما يناسب طبيعة بلادنا وأخلاق مجتمعنا وتلقى بعيدا بتجارب الآخرين الذين بلغوا فيها شأنا كبيرا من الفوضى وتقليد الغرب وعدم الاعتزاز بالشخصية والعادات. وتستفيد الهيئة من الخبرة التي يعرفها من قام برحلات سياحية واكتشف خلالها أسرار هذه الصناعة الحديثة والتي أصبحت في مقدمة صناعة العصر. أما القيم فهي قاعدة أصيلة تراعيها الهيئة في كل أقوالها وأفعالها وفي إعدادها لمستقبل السياحة في بلادنا على أسس قوية وفي إطار نظيف نقي يحفظ على هذه البلاد كرامتها ويعلي شأنها بين الأمم.
ولكن الهدف الذي أود أن أشير اليه هنا هو ان صناعة السياحة الداخلية هي مسؤولية مشتركة بين المواطن والمسؤول. هي شعور وطني صادق وقناعة ذاتية وتوفير خدمات وتحقيق رغبات وطموحات. السياحة الداخلية ناجحة جدا وعدد الذين يذهبون للخارج نسبة قليلة مع الذين يذهبون لمصايف المملكة، ولذلك فلا بد أن تكون نقطة الانطلاق في هذا المجال منذ الآن في بداية الاجازات، لا بد من حوافز وجوائز ومسابقات لتشجيع الشباب والعوائل على السياحة الداخلية، لا بد من توفير كافة الخدمات وبتخفيضات مغرية وتوفير كل ما يحتاجه السائح حتى نستطيع ان ندعم بالفعل صناعة )السياحة(.
للمراسلة ص.ب 783 الرمز البريدي 11421
|
|
|
|
|