| مقـالات
في وزارة المعارف الآن وعي كبير بأمور الإعلان والعلاقات العامة، وقد انعكس هذا الوعي في عدة اجراءات، سوف تحول الوزارة بإذن واحد أحد، لتكون الوحيدة التي تمول نفسها ذاتيا إما من الطلاب وإما من المؤسسات والشركات التابعة للقطاع الخاص، وقد بدأت وزارة المعارف هذه الخطوة بطلب تمويل اعلاني لمطبوعاتها ذات الصفة الاعلامية أو الصحفية، فهي تحصل اضافة الى التمويل الاعلاني، نسبة من دخل المطبوعة وقد قيل الكثير عن الطرق التي بواسطتها استطاعت الوزارة ان تجعل مطبوعاتها موجودة في كل مدرسة أهلية كانت او خاصة، وكل ذلك يصب في النهاية في جيب الوزارة وجيب المؤسسة التي تقوم بتسويق المطبوعة.. هذه واحدة!
أما الثانية فهي حكاية الكمبيوتر، حيث كل أب يطمع لان يتعلم ابنه التعامل مع هذه الوسيلة العصرية، ليشب عن الطوق، وقد اصبح في الفورمة المطلوبة للطلاب او المتعلمين او المنخرطين في الحياة العملية. وقد سبقتنا العديد من الدول في فرض الكمبيوتر كمادة اساسية )نظريا وعمليا( في مدارسها وهي تفعل ذلك مجاناً، اذا كان التعليم كله مجانا برسوم مندرجة ضمن رسوم دخول المدارس المطلوبة، اذا كانت مدرسة أهلية، اما وزارة المعارف فقد بدأت الخطوة المباركة والحضارية، بالاتفاق مع شركة او شركات، نثرت مجموعة بسيطة من اجهزة الكمبيوتر في بعض او كل المدارس، وارفقت هذه الخطوة منذ العام الماضي، بتوجيه خطابات لاولياء الامور، لطلب اشتراك ابنائهم في تعلم الكمبيوتر، وقد جاءني خطاب في العام الماضي يطلبون فيه )500( ريال رسم تعلم الكمبيوتر لنصف عام ـ اذا لم تخني الذاكرة ـ اما في هذا العام فقد جاءني خطاب تهنئة بالعام الهجري ومعه شرح حول تعلم الكمبيرتر حيث يقوم الطلاب بممارسة مهارات البحث والاستقصاء المعقدة بل والدخول الى مصادر المعلومات في الموسوعات الالكترونية وغيرها للقيام بقص المعلومات ولصقها لعمل مشاريع وانجاز دراسات خاصة بالطالب.. نأمل دراسة ابنكم لهذه التقنية التي سوف يبهركم باستخدامها في تأليف مشاريعه، مع العلم بأن رسوم الحاسب الآلي 200 ريال فقط للوحدات المتبقية خلال العام الدراسي!!
اسأل كم مليونا سوف تدخل في جيب وزارة المعارف او جيب الشركة التي اتفقت معها على عمل هذا المشروع، مئات الملايين من طلاب بعضهم فقراء وبعضهم محدودو الدخل ولا تقولوا ان المشروع اختياري فضعف الأب مهما كان محدود الدخل امام رغبة ابنه وشعوره انه سوف يكون وحيداً وسط اكثرية قد لا تفكر اصلا في مدى جدية وزارة المعارف وحرصها على تعلم ابنائنا هذه الوسيلة، ولو كانت جادة لقدمتها مجاناً، ولجعلت في كل مرحلة دراسية قاعة كاملة ومجهزة لهذا العرض، ولدفعت الهدايا لمن يبرز ويتميز، لا ان تطلب نقوداً!!
اما الخطوة الثالثة فهي تفكير الوزارة في اخذ وديعة مقدارها خمسمائة ريال من كل طالب يستردها عند انتهائه من الدارسة، وبهذه الوديعة سوف تصبح وزارة المعارف مالكة ايضا لمئات الملايين، التي سوف تستثمر في البنوك، حيث من ريعها سوف تبنى وترمم المدارس.. وهكذا!!
اخشى ما اخشاه ان تقوم وزارتنا المبجلة بتأجير الطاولات وبيع الكتب المدرسية وبيع الماء واخذ رسم على الشهادات، كل ذلك يحدث وهؤلاء الطلاب يعيشون في مدارس حماماتها ومكيفاتها في غاية الرداءة، بل ان اكثر من 60% من هذه المدارس غير مؤهلة اصلاً لتكون مدارس، من حيث التفصيل وحجم الفصول والساحات والملاعب.. اصلحوا الدار واطلبوا الاجر الذي ترغبون!!
|
|
|
|
|