| مقـالات
بعض الأفراد لا يؤمنون بالإمكانات والقدرات الشخصية فحين تنصحه بأن يتجه الى منحى آخر يتصور أنك بذلك توجه له نوعا من التحقير أو الاهانة أو التشكيك بقدراته. بل إنه يبادر الى الدفاع عن نفسه قائلا: وهل فلان أحسن مني؟ وهكذا وضع نفسه في منزل طرح قدراته وما يملكه من مواهب اذ ليس بالمستبعد أنه سوف يعدد انجازاته في حقول مختلفة مما يعني تمسكه برأيه وعدم استعداده لمناقشة ما التزمه موضع النقاش بينكما، وهو موقف لا يعطي الفرصة لتبادل الرأي طالما أصبح القرار جاهزا. وهذا الوضع ينسحب على الكثير من المناقشات التي تطرح على بساط البحث التي تكون سمتها التعصب الذي يصعب الالتفاف حوله لا سيما إذا ما كان لصاحبه سلطة أو هيمنة تتيح له التفوق - بسبب مركزه أو وضعه الاجتماعي أو موقعه في سلطة اتخاذ الرأي - ولهذا السبب تجد الكثير من اللجان التي تشكل لتدارس أو اتخاذ قرارات معينة تفشل في جعل حوارها متكافئا وتحت مظلة احترام الرأي الآخر، ولهذا يعمد البعض الى السخرية والأسلوب الاستفزازي حتى يحرم الآخر من التمسك برأيه أو يدفعه للإذعان بدون قناعة. وكنت مع بعض الزملاء نناقش موضوعاً لا يثار كثيرا ولكنه يطرح على استحياء واستعجال. وكان يتعلق بقدرات المرأة - خارج المنزل طبعا - وهو موضوع شائك وملتبس باعتباره يطرح توجهات معينة ايدلوجية ونفسية وفكرية. وليس الخلاف حول أمور شخصية تتعلق بالكفاءة والمواصفات لأننا نؤمن بأن الإنسان - بشقيه رجل وأنثى - لا يختلف فكريا وإنما جسديا مما يعني أنه متى أتيحت الفرصة لأي منهما فضمانات النجاح متساوية وكذلك الاخفاق قد يكون الفرق هو الاهتمامات المنبثقة من الاختلافات البيلوجية مما يجعل التركيز عليها لأسباب وراثية. فالمرأة - على سبيل المثال - حين تمر بمجموعة من الصبية في أي شارع - فأول ما يلفت نظرها نظافة الصبية وما يرتدونه من ملابس في حين أن الرجل يعنى بنوعية الألعاب التي يمارسونها والتركيز على من يتزعم مجموعة الصبية. المرأة تكون مشفقة بينما الرجل يطرح التصور الأفضل للموقف. وحتى لا ننجرف مع اتجاهات أخرى لا علاقة لها بما نريد أن نتوقف عنده كان تساؤل الزملاء هل نجاح المرأة في التجارة يعادل نجاحها في الجوانب الأخرى التي مارستها - خارج نطاق المنزل - وليس الموضوع هنا محاولة «التشاكل» مع الزميلات لأن ميادين الاختلافات كثيرة ولا تتعلق بأمر محدد طالما أن الطرف الآخر يحتفظ بمكانته. والزملاء يحذرون من الدخول في مناقشات مع الجنس الآخر الذي ما زال يعتمد على ذرف الدموع لفرض رأيه، وليس سبيله الاقناع المنطقي. ومن هذه النقطة يرى الكثيرون أن المرأة لا تنجح في الحقل التجاري الذي يعتمد الحوار الهادي لأن أسلحتها ضعيفة في المناقشة وتميل الى الجانب العاطفي وهو ما يتعارض مع مواقف الحوار - الأخذ والعطاء - خصوصاً وأن المرأة تميل الى الإيحاء بعدم التراجع في الموقف الذي تتخذه الذي يبرز التسلط والتمسك بوجهة النظر بينما التجارة تقوم على ترجيح الاقناع بالحجة والمنطق وليس بالفرض أو أية وسيلة.
وحتى لا نتوسع نعتقد أن لكل انسان قدرات معينة لا نطالبه بما لا يجيد تفاديا للتعثر.. وهذا لا يعني التقليل من عطائه في أمور أخرى. وإنما لنتذكر أن لكل - ما خلق له بعيدا عن أي إحباط آخر.
للمراسلة - ص.ب 6324 - الرياض: 11442
البريد الإلكتروني
I-al-Homidean@hotmail.com
|
|
|
|
|