أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 12th June,2001 العدد:10484الطبعةالاولـي الثلاثاء 20 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

السامية بريئة من دنس الصهيونية )1-2(
مضواح بن محمد آل مضواح
«العرب أفاع وأشرار يجب القضاء عليهم بالصواريخ وكل أنواع الأسلحة. العرب صراصير. العرب يشبهون الوحوش التي تسكن البراري. العرب عالة على العالم. أنجاس وقذرون لا يجوز لإسرائيلي أن يخالطهم. العرب إرهابيون. العرب لا يستحقون الحياة العرب جهلة أميون وإن قرأوا. العرب أعداء للسامية. إسرائيل حمل وديع وسط قطيع من الذئاب. العرب لا حضارة لهم، وحضارة إسرائيل هي أعرق حضارة في العالم فاليهود هم الذين بنوا الاهرامات».
هذا قليل مما صدر عن بعض أبرز حكام الصهاينة: بيغن، موشى دايان، شمعون بيريز. شارون شامير، نتنياهو. باراك. ليبرمان. عوفدايا، رافائيل إيتان، وغيرهم، ورغم هذا وغيره من الألفاظ النابية والممارسات الإجرامية الصهيونية ضد السامية والسلام والإنسانية نجدهم يصرخون في كل مكان مدعين بأن العرب يعادون السامية. في محاولة لإقناع العالم بأن اليهود أصل العرق السامي. ولدي الكثير من الشتائم التي تنطبق لفظا ومعنا على العصابة الصهيونية لكنني أعف عن ذكرها احتراما للقراء الأعزاء. وترفعا عن الأسلوب الصهيوني الدنيء الذي وصاهم به أحبارهم وزعماؤهم: «كن وقحا كي تنال ما تريد» وتلك مقولة أضحت من أشهر الحكم التي يتناصحون بها.
وكم أشعر بأن بعض أوجه الأداء السياسي والثقافي العربي في مواجهة هذه الدعوى الصهيونية غير كاف إذ كيف نكتفي بالقول أننا نحن العرب ساميون؟ فنحن بهذا أصبحنا في موقف الدفاع عن جذورنا وعن تاريخنا وعن كياننا. وكيف لا تجد مجموعة من المثقفين العرب مكانا آمنا في وطنهم يعقدون فيه مؤتمراً لمراجعة التاريخ اليهودي الصهيوني؟.. لقد غزتنا الصهيونية في مكمن كرامتنا وعقر ساميتنا وعروبتنا.
إنها مواجهة مصيرية بيننا وبين أعداء السامية والإنسانية.. مواجهة لابد أن نستخدم فيها كافة الوسائل الممكنة للدفاع عن كياننا. وأن نستعد للمواجهة على كافة الأصعدة العسكرية ، والدينية، والعلمية، والتاريخية، والتربوية والثقافية والإعلامية. وأن نوظف ما استطعنا من جهود وإمكانات مادية وفكرية لكشف وتعرية الخدع الصهيونية التي وقع فيها العالم الغربي والأمة العربية على حد سواء.
إن العالم أجمع، والأمة العربية أكثر من غيرها، بحاجة الى إجابات حاسمة على عدد من الأسئلة وسأورد بعضا من تلك الأسئلة معقبا على كل سؤال بما أستطيع من إجابة وتعليق. مع العلم أن هناك معلومات سياسية لم أستطع الوصول إليها وإلا لكانت اختصرت علي كثيرا من الجهد. وقدمت دعما معرفيا لبعض الجوانب في هذا المقال:
1- هل الصهاينة ساميون؟
كلمة )سامي( تدل عند الباحثين في العصر الحديث على صفات لغوية أكثر من دلالتها على محددات عرقية، فقد استخدمها العالم الألماني شلوتمر أول مرة عام 1781م للتعبير عن أوجه التقارب بين لغات ثلاث: العربية، والعبرية، والجمزية الحبشية. والتوراة البشرية - هناك توراة إلهية لم تعد موجودة تنسب الشعوب التي تتكلم بهذه اللغات الى سام بن نوح عليه السلام، وقد اتسع مدلول السامية عند الباحثين الغربيين ليشمل الأكاديين، والعموريين، والبابليين، والكنعانيين، والفينيقيين، والآراميين، والعبرانيين، والعرب، والأثيوبيين.
ومن أعظم المشاكل التي واجهت علماء الأنثروبولوجيا والإثنولوجيا والتاريخ واللغويات مشكلة المهد الذي خرجت منه هذه الشعوب، ويوجد ميل قوي لدى أولئك العلماء لتغليب الاعتقاد القائل بأن أصل هذه الشعوب هو الجزيرة العربية.
ومن الملاحظ أن كل الشعوب التي أصبحت تدل عليها كلمة )سامي( شعوب لها حضارات مادية وفكرية هائلة لا يزال الكثير منها يكتشف حتى يومنا هذا، باستثناء العبرانيين فليس من أثر سوى نصوص التوراة البشرية التي تحوي من الأكاذيب والافتراءات والتطاول على الله تعالى وأنبيائه الشيء الكثير. رغم أن اليهود الصهاينة - هناك يهود ليسوا صهاينة - يبذلون جهودا كبيرة للبحث عن أي أثر للعبرانيين فقاموا بالتنقيب تحت الأرض في أماكن كثيرة، وحفروا أنفاقا تحت مدن عربية كثيرة في فلسطين ومنها مدينة القدس. ولم يعثروا على شيء يمكنهم من إقناع العالم بأنه كان لهم حضارة. ويستطيعون بواسطته دحض ما ذهب إليه بعض الباحثين النزيهين من أن العبرانيين لم يكونوا سوى أقوام قضوا حياتهم في السير وراء قطعان الماشية، وإن وجد بينهم بضعة أشخاص استطاعوا كتابة أسفارهم. وحين لم تسفر الحفريات التي قام بها الصهاينة عن اكتشاف آثار مجهولة يمكنهم تزوير أصلها ومن ثم نسبتها الى العبرانيين، اتجهوا الى الكذب والتلاعب بالألفاظ وسرقة الإرث الحضاري للشعوب السامية جهرة، أو كما يقول مثل شامي: )على المكشوف والكل يشوف(. فأطلقوا مؤخرا تصريحات اتهموا فيها العرب بالعداء للسامية وكأن العرب ليسوا ساميين، ولا شك أن هذا يمثل منهجا جديدا تتبعه إسرائيل لسرقة هوية الأمة العربية بعد سرقة أوطانها.
وألحظ دلائل تؤيد صحة القول بأن العبرانيين القدامى لم يكن لهم أي حضارة، ومنها عدم العثور على آثار أو تراث مادي لهؤلاء الأقوام رغم العثور على تراث لحضارات سبقت العبرانيين في الوجود بمراحل زمنية كثيرة. هذا فضلا عن الحفريات الصهيونية في أماكن كثيرة زعمت أن ممالك إسرائيلية قد عاشت عليها. كما ألحظ أدلة على صدق القول بأن العبرانيين القدامى قضوا حياتهم في الترحال وراء ماشيتهم ثم تشتتوا بين الأمم لأنه لم يكن لهم كيان يجمعهم ومنها وجود شبه بين الصهيوني والحيوانات التي كان العبرانيون يسيرون وراءها. مثل: الأنانية. وجفاف العاطفة. وانعدام الانفعال تجاه مصائب الآخرين ، وعدم الاكتراث أو التأثير بالمناظر المروعة التي تنزل بالآخرين، والوحشية في التعامل مع الخصم. وانعدام الحياء. والراجح أن العبرانيين القدامى اكتسبوا هذه الصفات من حيواناتهم ثم انتقلت الى من تهود من الأعراق الأخرى الذين يشكل أحفادهم مجتمع الصهاينة اليوم في فلسطين وباقي بقاع العالم من اليهود غير الساميين. أما اليهود الساميون الذين بقوا في الوطن العربي حتى اليوم فيبدو أن الحضارة العربية الإسلامية قد هذبت أخلاقهم الى حد كبير.
وعليه فإنه يمكننا التصديق بأن يهوديا عربيا أو تركيا أو بلقانيا أو إيرانيا أو حبشيا.. يمكننا التصديق مبدئيا بأنه ينحدر من سلالة سامية. ويثبت هذا التصديق أو ينفيه مدى ما يتوافر له من شروط الانتماء الى العرق السامي، مثل الملامح الدالة على النسب الإثنولوجي السامي، وفئات وخصائص الدم والجينات الوراثية الغالبة على أفراد هذه الأمة. أما أن تكون له ملامح وصفات منغولية أو زنجية أو قفقاسية أو صينية، وأسرته تسكن الأوطان التي تسكنها هذه الأعراق منذ مئات السنين فإنه لا يمت بنسب الى العرق السامي وإن كان يهوديا، لأن اليهودية ديانة انتشرت بين جميع الأعراق، مثلها مثل الأديان الأخرى - بواسطة الغزوات أو الاحتكاك الثقافي الناتج عن الهجرات والرحلات التجارية والاستكشافية.
والعرب مدعوون للحفاظ على صفاتهم وخصائصهم السامية، وتنقيتها من الشوائب الصهيونية، وذلك من خلال توظيف العلم لتحديد هذه الصفات والخصائص السامية ونشرها عبر مختلف الوسائل وفي كل الميادين، قبل أن يسبقهم الصهاينة الى استغلال النتائج التي توصل إليها العلم في مجال الجينات لإدخال صفات وخصائص معينة على اليهود ثم يروجون لها على أنها صفات وخصائص العرق السامي.. وبالطبع فلن تشمل العرب، وسيؤدي هذا الى تحول العرب من أمة سامية الى مجرد عشائر أو جماعات تائه لا تجد من يعترف بأصلها السامي وبالتالي تدخل أجيالنا في حالة مروعة من الفراغ القومي وفقد الهوية حتى تصل الى مرحلة التلاشي والذوبان في تلافيف الحضارات والثقافات المحيطة بها، من تركية وفارسية وصهيونية وحبشية وأوروبية وهندية.
2- هل التوراة التي يحملها الصهاينة ربانية أم بشرية؟
من يدرس نصوص التوراة دراسة موضوعية مجردة عن النفاق والمواربة، سيجد أدلة قاطعة على أن التوراة الإلهية لم تعد موجودة. وأن التوراة التي بين أيدي اليهود الصهاينة توراة بشرية موضوعة، فكذبها واضح وعميق، والافتراءات فيها سافرة، وأسلوبها منحط، وأفكارها دنيئة، مما يجعل القول بصدق المعلومات الواردة فيها لا يحدث إلا من معتوه أو منافق أشر. مجموعة من الإسرائيليين كتبوا تاريخا تمنوه لأنفسهم، وحياة تخيلوها لشعب لا وجود له على الهيئة التي تصوره بها أساطيرهم.. مجموعة أفاكة سخروا قدراتهم وخبراتهم في النفاق والكذب لتلفيق القصص الخرافية والافتراءات الظالمة ضد من لا يروق لهم، والطعن في الأعراض والأنساب ليكون الناس على منزلة وضيعة مثلهم. وإنه لمؤسف حقا أن يعتمد الباحثون والمؤرخون الغربيون على هذه التوراة البشرية الكاذبة في دراساتهم وتاريخهم للشعوب السامية. وشعوب منطقة نشوء الحضارات برمتها.
ومن يتأمل ولو جزءا يسيرا من إحدى قصص التوراة البشرية التي يحملها الصهاينة يدرك بما لا يدع لديه أدنى سبب للشك في أن تلك التوراة محض أكاذيب، وأنها أردأ في مستواها عن مستوى أي إنتاج قصصي أو تاريخي يصفه النقاد بأنه وضيع. وسأورد جزءا من إحدى القصص التوراتية المكذوبة لأبرهن على ذلك.
ولأبين الهمجية وخسة الأخلاق الصهيونية.. فقط مثال واحد من آلاف الافتراءات التي كتبها أحبار اليهود بمداد الكذب والكره والعنصرية.. تقول إحدى تلك القصص الظالمة عن أبينا إبراهيم عليه السلام :«كان فرعون قد أمر جنده أن يأتوا إليه بكل امرأة جميلة، فإن كان لها زوج قتله، وإن كان لها أب أو إخوة أغراهم بالمال والماشية حتى يهبوها إليه. وقد عزم إبراهيم على التوجه الى مصر طلبا للعيش الوفير. وعندما وصل الى حدود مملكة فرعون طلب من زوجته سارة ان تتظاهر بأنها اختا له وليست زوجته حتى لا يقتله فرعون.
وحتى يحصل منه على الأموال التي يفتقر إليها. وعندما شاهدها الجنود بهرهم جمالها فأخذوها الى فرعون الذي أغدق على إبراهيم من المال والماشية.. وبعد فترة اكتشف فرعون أن إبراهيم زوجا لها فغضب وقال: لماذا لم تخبرني أنها زوجتك قبل أن )...( ثم طرده ومعه سارة فخرج وقد حولته هبات فرعون الى ثري».
ومن يدرس هذه القصة الواردة في سفر التكوين، الإصحاح 10 --2، دراسة منصفة يجد أنها تحمل في مضمونها أدلة كذبها ومعاول هدمها. ومنها:
1- أن أبانا إبراهيم عليه السلام ما كان ليصطحب معه زوجته سارة الى أرض مصر لو أن فرعون ذلك الزمان كان يتصرف تجاه الزوجة أو الأخت بهذا التصرف.
2- أن أبانا إبراهيم عليه السلام ما كان ليتصرف هذا التصرف تجاه عرضه مهما كانت التضحية وتحت أي ضغط أو تهديد أو إغراء، فهو رجل ذو غيرة وكرامة، فضلا عن كونه نبيا وأبا للأنبياء.
3- تجمع الدراسات على أن سارة كانت في العقد السابع من عمرها عندما خرجت مع أبينا إبراهيم من أرض كنعان صوب مصر، فأي فتنة بقيت لامرأة في السبعين من عمرها.
وبالإضافة الى ذلك فإن هذه القصة تدل على أن بيع اليهود للأعراض طلبا للمادة والمصالح الأخرى منهج قديم جدا، وهي تكشف أسلوبهم في إقناع الناس وحثهم على ممارسة تجارة الدعارة، فإذا ما صدق الناس أن أبا الأنبياء قد مارس ذلك فالأمر أهون بالنسبة لغيره من البشر.
والتوراة البشرية مليئة بأمثال هذه القصة وغيرها من الافتراءات. ولولا أن تلك التوراة قد ترجمت الى اللغة اليونانية فيما عرف بالترجمة السبعينية في عهد بطليموس الثاني خلال الفترة من 284 - 246 قبل الميلاد، ومنها انتقلت الى لغات أخرى، لكان اليهود الصهاينة قد أضافوا الكثير الى توراتهم التي وضعوها في العصور القديمة. فهناك مصالح جديدة لابد أنه ظهرت لليهود منذ عهد تلك الترجمة، وكأن إضافة شيء بشأنها في التوراة سيحقق لهم مكاسب كثيرة وكبيرةجدا، فهم يضفون على النصوص التي يضعونها صبغة القداسة من خلال تغليفها بعبارات دينية مثل: )تجلى الرب وقال أراد الرب حكم الرب( وتعالى الله عما يأفكون.
وبالإضافة الى صبغة القداسة هذه نجدهم يتلاعبون بتلك النصوص شكلا وموضوعا. لكي تبدو وكأنها تعود الى عصور موغلة في القدم، حتى يكون لهم قصب السبق في ملكية مضمونها الماد ي والمعنوي.. لقد أحسن بطليموس الثاني صنعا أن أمر بترجمة تلك التوراة لحرمان اليهود الصهاينة من إضافة أكاذيب جديدة وإن كان لم يقصد ذلك. وليس لدي شك في أن اليهود قد ندموا أشد الندم على تلك الترجمة، كما ليس لدي شك في أن الباحثين الغربيين قد فطنوا الى أن قصص التوراة البشرية لا تشكل سوى مجموعة من الأكاذيب، غير أنهم يتعاملون معها وكأنها حقائق طمعا في الحصول على بعض التسهيلات من دور الطباعة والنشر التي يسيطر عليها الفكر أو المال الصهيوني.
والى جانب إصحاحات الكذب والافتراءات الكثيرة في التوراة البشرية، توجد إصحاحات أخرى كثيرة تنضح بالكره والعداء والارهاب، وتدعو الى التدمير والقتل، تقول إحداها: «تجلى الرب وقال لا تذروا أحدا، اقتلوا الجميع». وقد قصر بعض علماء الإسلام إذ لم يشنوا حملة للتشهير بهذه النواميس الصهيونية، على غرار الحملات التي يشنها اليهود ضد بعض آيات القرآن الكريم مطالبين بحذفها أو على الأقل عدم تدريسها وتلاوتها في المساجد ووسائل الإعلام، كشرط من شروط السلام، لأنها في نظرهم تسيء لبني إسرائيل، وتشوه سمعتهم، وتحث أجيال المسلمين على العداوة لليهود. فمن باب أولى أن تحذف افتراءات وأكاذيب التوراة البشرية وليس الآيات الربانية في القرآن الكريم.
3- كيف استطاعت الصهيونية أن تخدع العالم الغربي وتتكسب من وراء دعواها بوجود عداء عنصري ضد السامية قبل الحرب العالمية الثانية وأثناءها وبعدها؟.
منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية بزمن طويل انطلقت الدعوى الصهيونية بوجود عداء عنصري للسامية في الغرب، وحصد اليهود من وراء هذه الدعوى الكاذبة فوائد جمة، من أهمها صدور وعد من بريطانيا على لسان وزير خارجيتها )بلفور( عام 1917م بالعمل على إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وللحقيقة فإنه كان يوجد آنذاك عداء لليهود في الغرب لكنه لا يقوم على أسس عنصرية تجاه العرق السامي، بدليل أن أوروبا كانت تحتضن جاليات من العرق السامي وغيره يفوق عدد أفرادها عدد اليهود هناك، وإنما كان ذلك العداء قائما لأسباب موضوعية: فطبائع اليهود الفظة وأساليبهم الممقوتة في التعامل مع الآخرين، وأنانيتهم المفرطة وجشعهم المزري، وحبهم للنفاق والوقيعة بين الناس، وممارسة الابتزاز ولعب القمار، ودأبهم على تسهيل ممارسة الفساد، كانت هي الأسباب التي جلبت عليهم كره الآخرين ونقمتهم، والشعب البريطاني من أوائل الشعوب التي طردت اليهود عن أراضيها منذ مئات السنين لهذه الأسباب، وللتعويض عن الحب والقبول الذي افتقده اليهود لهذه الأسباب، أصبحت حياتهم تقوم على الخداع والكذب والمراوغة، والابتزاز والانتهازية، وأصبحوا خبراء في هذه المجالات.
وأثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها وظف الصهاينة خبراتهم تلك للاستيلاء على العاطفة الغربية المتأججة بمشاعر الكره والعداء لمذهب الدكتاتورية والتمييز العنصري، عن خلفية أن الحرب العالمية الثانية والمآسي التي خلفتها كان سببها اعتناق هتلر لهذا المذهب، ولامتطاء صهوة تلك العاطفة وتوجيهها لخدمة مصالحهم ربطوا بين عنصرية النازيين وبين العداء للسامية.. ومن هنا نشأت مقولة )لا تكن عنصريا(.
وفي الوقت المناسب زادت الصهيونية في وتيرة طرقها على طبول العنصرية، فركزت على زعمها بأن ما شاع في الغرب من عداء لليهود كان لأسباب عنصرية، وأنه لا فرق بين هتلر وبقية الغربيين في هذا الجانب، فالغرب عموما يكرههم لأنهم ساميون، وروج اليهود لمفهوم مؤداه أنه لا يكره اليهود إلا من كان عنصريا ومتخلفا مثل هتلر، ولما كانت العنصرية والتخلف شتيمة بالغة الإهانة في الغرب فقد تظاهر الجميع هناك بحب اليهود. وطالبهم اليهود بالتعبير المادي عن هذا الحب فطفق كل فرد يعبر عن حبه لليهود بوسائل مختلفة، لهذا يمكنني القول ان الدعم الغربي للصهيونية يقوم على دوافع نفسية غير موضوعية ومعظمها يندرج ضمن الحيل النفسية المرضية، ويتغذى على نتائج الأخطاء السياسية والثقافية العربية.
للتواصل الفكري: medwah@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved