أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 12th June,2001 العدد:10484الطبعةالاولـي الثلاثاء 20 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

نوافذ
ثلاث سنوات
أميمة الخميس
هناك الكثير من الرسائل الالكترونية التي توزع عبر الشبكة والتي تصل الى البريد الشخصي بطريقة عشوائية، ويغلب على هذا النوع من الرسائل الطابع الدعائي الترويجي سواء الأفكار أو لمقتنيات، أو لربما مواقع.
وكانت أطرف رسالة وصلت الى بريدي من هذا النوع الأسبوع الماضي هي رسالة أرسلها شخص ما تتحدث عن أعجوبة بشرية..!!
وهذه الأعجوبة البشرية تشير الى طفل حملت به أمه لمدة ثلاث سنوات، ومن ثم بعد هذه المدة الطويلة ظل هناك ينمو ويركل بل ويحاول المشي قرر أخيرا أن يظهر على هذا العالم ويشارك فيه كطفل سوي مكتمل.. استطاع ان يتكلم في المهد ويقوم بالكثير من الأعمال الخارقة!!
وإن لم تكن هذه الرسالة مفبركة يحاول صاحبها التفكه والاستظراف، فإنها تستحق الوقوف طويلا عندها والاستمتاع بحجم المفارقة التي تجعل آخر ما توصل اليه العقل البشري من وسائل التقدم العلمي والتقني المتميز في الاتصالات يروج الى آخر ما تفتق عنه العقل البشري من أساليب التفكيرالظلامي )الخزعبلاتي( الذي يهين بني البشر وقيمهم الانسانية، ويتعارض مع السنن الإلهية في الكون التي جعلت لكل سبب مسبباً ولم يخلق الله سبحانه وتعالى من شيء عبثا..!!
لكن باستطاعتنا أن نتعامل مع هذه القصة التي تشير الى الطفل الذي خرج من رحم أمه وقد تأبط حقيبته وتوجه الى المدرسة ضمن المناخ الذي من الممكن ان يستقبل هذا النوع من الحكايات الخرافية، ويهضمها ومن ثم تتحول الى فاكهة المجالس تنعش أمسيات النساء الساذجات.
وأنا لا أريد أن أشير هنا الى مجتمع بعينه يستقبل هذا النوع، فالمجتمعات جميعها بجيمع توجهاتها وباختلاف خلفيتها الفكرية قابلة لإنتاج هذاالنوع من القصص والمشاركة في ترويجها وتصديقها.
الولايات المتحدة التي تبرز كأبرز نموذج عالمي للتقدم التقني والعلمي المعتمد على التفكير المنطقي العقلاني الذي يمجد فردانية البشر وقدرتهم على السيطرة على الطبيعة من خلال العقل، ذلك المجتمع الأمريكي نفسه يمثل بؤرة لجميع الأفكار الغرائبية التي تستبد العقل بالنزوع الى الخوارق والأساطير مثل )زوار الكواكب الأخرى( وعبدة الجن، وما هنالك من هلوسات فكرية تصب في هذا المجال.
ولكن أعتقد بأن الفرق الحاسم والأكيد بين هذه القصص في المجتمعات التي تميز العقل والمجتمعات الأخرى بأنها قد تستقبل هناك بأنها نوع من الهرطقات والخرافات التي يحيط بها جو من التهكم والسخرية، وبالتالي لا تمتلك سلطتها على الجموع بل تتوارى خجلى كفقرة من سيرك مشوق، ولكن في مجتمعات أخرى من الممكن ان تستقبل وهي تحمل يقينها بين تلافيفها وتنتشر بين البسطاء والعامة بسهولة، ثم ترتفع رويدا رويدا لتصل الى مرحلة الحقيقة المطلقة التي لا تقبل النقاش.
وعندها يصمت الجميع وتبقى هي الحقيقة الوحيدة سواء تخرج هذا الطفل من الجامعة أو لم يوجد.. سيان بالامكان ان تتحول الى يقين غير قابل للمس...؟؟
وبامكان المهتمين مراجعة هذا الموقع على )الانترنت( ليشهد سيرك فريد ونادر من نوعه.
*******
ردود:
الأخت صباح، أو لربما الأخ صباح علما، بأننا نطلق اسم صباح على المذكر وليس المؤنث فنقول: هذا الصباح وليس هذه الصباح ، ما ذكرته عن القبول في الجامعة، قد يكون حقيقياً وأكيداً، إذا امتلكت أدلة تؤكد هذا الأمر، فلابد من رفع شكوى للجهات المعنية، حاولي وفقك الله.
e-mail:omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved