| العالم اليوم
للذين يمتلكون ذاكرة، لا بد أنهم يستعيدون ما ذكرناه هنا بأن التحركات والاتصالات وزيارات المبعوثين الأمريكان والأوروبيين جميعها تستهدف وأد الانتفاضة وأن ما تمخض عن لجنة ميتشل لتقصي الحقائق والذي حمَّل فيما بعد مسمى تقرير ميتشل والذي قايض وقف الانتفاضة بوقف الاستيطان، هذا التقرير الذي كان «الثمن الأدنى» لوقف الانتفاضة التف حوله الأمريكان من خلال مقترح مدير وكالة المخابرات المركزية جورج تينيت الذي استحدث مقايضة جديدة، تتركز على وقف الانتفاضة بوقف الاجراءات الانتقامية التي أقدم عليها الإسرائيليون لمواجهة الانتفاضة نفسها.. مما يعني أن الإجراءات الإسرائيلية بكل ما حملته من تجاوزات وما يسمونه بالقوة المفرطة التي يجب تسميتها باسمها الحقيقي.. «إبادة الشعب الفلسطيني».
وهكذا يمكن القول بأن الأخذ بمقترحات تينيت يعني نجاح الإسرائيليين في وقف الانتفاضة دون أن يحقق الفلسطينيون أي شيء.. فالمقترحات التي ناقشتها الاجتماعات الأمنية التي رأسها جورج تينيت شخصياً وضمت رؤساء الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والفلسطينية وصيغت في الوثيقة الأمريكية تطالب الفلسطينيين ب:
1 الاعتقال الفوري لناشطي حركتي حماس والجهاد.
2 جمع ومصادرة مدافع الهاون الموجودة في أراضي الحكم الذاتي.
3 وقف التحريض على العنف والهجمات على المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
فيما تطالب الإسرائيليين ب:
1 وقف الهجمات على مناطق الحكم الذاتي الفلسطيني.
2 انسحاب القوات الإسرائيلية إلى الخطوط التي كانت عليها قبل اندلاع الانتفاضة.
3 الحد من التدابير التي تسيء إلى الأشخاص والممتلكات في الأراضي الفلسطينية إلى أدنى درجة..!!
وهكذا تتجاهل مقترحات جورج تينيت والوثيقة الامريكية أي شيء عن بناء المستوطنات وتوسعها.. ولا تذكر أي شيء عن المفاوضات ومتى تستأنف.. وهل تطبيق هذه المقترحات يتبعها استئناف للمفاوضات أم يبقى الحال على وضعه وعلى المتضرر اللجوء إلى مجلس الأمن الخاضع لإرادة المندوب السامي الأمريكي..!!
لمراسلة الكاتب
Jaser@Al-Jazirah.com
|
|
|
|
|