| مدارات شعبية
* تبوك ماجد العنزي:
أقام النادي الأدبي بتبوك مساء الاثنين الماضي أثنينيته الاسبوعية، وكانت ورقة هذا الأسبوع مقدمة من الشاعر صالح العمري بعنوان «العامية ومحدودية الرؤيا».
وهو محور كثر الحديث عنه في الأندية الأدبية مؤخرا وأصبح من الوجبات الشهية التي يحلو للأدباء والمثقفين تذوقها على موائدهم العامرة ثقافيا وفكريا.
بدأ المحاضر ورقته بهجوم متوقع حيث أوحى بذلك عنوان الورقة فقد وصف الجدل الدائر في الساحة بين الشعبي والفصيح بالجدل البيزنطي وقال سأتعرض لهذه الإشكالية الوبائية على مستوى العالم العربي!!
وقال: إن اللغة الشعرية هي الوعاء ويجب أن يحترم الشعر أيا كان شكله لأنه نتاج إنساني، ولكن هناك حسن وهناك أحسن. وقال إن الشعر العامي مقبول من الإنسان البسيط الذي لا يملك إلا هذه اللغة البسيطة، ولكن أن تصبح العامية ظاهرة تصبغ المجتمع فيجب عندها قرع الأجراس وأن نبحث عن العلاج لأن ذلك ظاهرة مرضية.
وقال: إن المثقف عندما يختار العامية وعاء لفكره وإبداعه فإنه قد أخطأ الطريق ووجهه وجهة الصحراء القاحلة في حين كان يبحث عن واحات وارفة، وأن إبداعه لن يتعدى حدود الوطن إن لم يكن حدود المنطقة التي يعيش فيها المبدع.
أدار هذا اللقاء الأستاذ سعد العريفي الذي سمح المجال للتعقيب والمداخلات، وكانت كثيرة وأغلبها لم تنل الورقة إعجابها ولم تشبع نهمها بحثا وتناولا لهذا الموضوع.
حسن الشبيلي قال: إن الشعر العامي هو كائن حي وموجود، وأن اللغة العامية ليست إشكالية بقدر ما حقيقة يجب التعامل على أساسها مع الشعر العامي على أنه فن وله قواعده الراسخة ومقوماته الأساسية، وليس هناك تعارض بين العامية والفصحى في الابداع.
الدكتور موسى العبيدان: عقب بقوله: إن اللغة وإن كانت تتكون من مفردات متشابهة على مر العصور إلا أنها تتغير وتتشكل. فلغتنا الأدبية اليوم غير اللغة التي كانت سائدة في العصور الأموية أو ا لعباسية مثلا، ونافح عن مقولة أن الأندية عندما تطرح مثل هذه المواضيع على منابرها فإنها تعترف علنا بمشروعية العامية كلغة إبداع، وقال لا يمنع أن يطرح أي موضوع ثقافي أوفكري يهم قطاعاً كبيراً من المجتمع مهما كانت أدواته المستخدمة أو التي تقدمه.
الأستاذ غرامة العمري: اتهم صاحب الورقة بأنه يدعو الى العامية بطرحه هذا تحت شعار الدفاع عن الفصحى حيث إنه يكتب الشعر العامي وقدم أمثلة كثيرة أثناء إلقائه ورقته وكأنه يدعو له على منبر النادي الأدبي.
الشاعر محمد توفيق محمد عقب بقوله: إن اللغة لا شك تغيرت كثيرا عبر العصور ولانستطيع أن نجزم بأن شعر المعلقات كان بهذه الصفة اللغوية التي وصلت إلينا فقد يكون هناك لهجات تفرض حضورها على لغة الشاعر وأدواته وقال إن المشكلة تكمن في الأساليب التربوية والإعلامية السائدة في العالم العربي وخاصة دول الخليج حيث الانفتاح الكامل على العامية لدرجة جعلت الصورة العامة للمثقف الخليجي أنه عامي لكثرة المطبوعات العامية بينما لا توجد مثل هذه الصورة في الواقع.
|
|
|
|
|