| الطبية
يعتبر مرض ارتفاع الدم من الأمراض الشائعة في عصرنا هذا، وهو على نوعين الأول أسبابه مجهولة ويشكل نسبة 90% من المصابين أما الــ 10% الباقية فتكون الإصابة كنتيجة لأمراض في الكلى أو الشرايين أو زيادة بعض الأملاح في الدم.. كما أن حدوث بعض الاضطرابات في الغدد المختلفة في الجسم يؤثر بشكل مباشر في ارتفاع ضغط الدم، ومن جهة أخرى ينبغي عدم تجاهل الظواهر التي شاعت في هذا العصر والتي أثرت بشكل مباشر على زيادة نسبة المصابين بارتفاع ضغط الدم ومنها اختلاف نمط الحياة، فمثلا قبل عشرين سنة كانت الحياة أكثر صحية والناس مضطرة للحركة والقيام بكل المهام سواء في العمل أو في البيت ولم تكن هناك تراكمات للدهون في الجسم وبالتالي لم تكن هناك زيادة في الوزن، كما أن النظام الغذائي ونوع الغذاء لم يكن كما هو اليوم وكذلك وجود الكثير من وسائل الترفيه والراحة في هذه الأيام والتي تشجع الإنسان على الكسل وعدم بذل المجهود بالإضافة إلى عوامل الضغط النفسي والتي سببها إيقاع الحياة السريع كل هذه الأسباب هي عامل مباشر لارتفاع ضغط الدم أو الأسباب المهمة في ارتفاعه.
تشخيص المرض:
إن تشخيص وجود ارتفاع ضغط الدم يتطلب إثبات ارتفاع في مستوى ضغط الدم لثلاث قراءات في ثلاث جلسات مختلفة المواعيد حيث لا يمكن القول ان الشخص لديه ارتفاع في ضغط الدم إلا إذا تم قياس ضغط الدم لديه ثلاث مرت في ثلاث جلسات مختلفة ووجدنا أن القراءة أكثر من 140/90. وبعد تشخيص المرض يتولى مختص إكلينيكي استبعاد وجود الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع الضغط المذكور سابقا، أيضا عمل بعض الفحوصات كفحص شامل للدم والسكر والدهون في الدم، كما ينصح المريض الذي عمره أكثر من 40 سنة أن يقوم بعمل تخطيط للقلب حتى نتأكد من عدم وجود تضخم بالقلب حيث أن وجود تضخم بالقلب وبعض النتائج غير الطبيعية قد تؤثر بشكل مباشر في طريقة العلاج والخطة العلاجية.
العلاج:
وبعد أن يتم التأكد من أن الشخص مصاب بارتفاع الدم يتم إعطاء العلاج أولاً عن طريق نصح المريض باتباع بعض الإرشادات خاصة إذا كان يعاني من بدانة مفرطة يجب أن يبدأ بتخفيض وزنه، وذلك بالتقليل من تناول السكريات والدهون حيث أثبتت الدراسات العلمية أن خفض الوزن يساعد في إنقاص ضغط الدم وأحيانا لا توجد حاجة لاستعمال الدواء إذا نجح المريض في خفض وزنه كذلك ننصحه بتغيير بعض العادات الغذائية والتقليل من أكل الدسم والشحوم والمواد الغنية بالكولسترول كما ننصحه بممارسة الرياضة والابتعاد قدر الإمكان عن التعرض لضغوط الحياة المختلفة بعد ذلك نحاول نصح المريض باتباع هذه الإجراءات لمدة من ثلاثة إلى ستة أشهر ثم إذا لم تنفع كل هذه الخطوات نبدأ بإعطاء المريض أدوية خفض الضغط.
د. علي الحقوي
استشاري طب الأسرة- مستشفى الملك فهد
|
|
|
|
|