| عزيزتـي الجزيرة
* عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد
حديثي في هذا المقال سيكون عن التربة والتعليم وسيتطرق إلى ركائز هامة لها دور بارز في نجاح العمل التعليمي، ولو بدأنا نحو ما تقوم به الوزارة ممثلة بمعالي الوزير ومساعديه فإننا نجد تطوراً مطرداً للعملية التعليمية في المملكة كل ذلك من أجل مسايرة التقدم العلمي المتسارع الخطوات، وهذا جهد ملحوظ يشكرون عليه.
هذا من حيث التطور التعليمي، أما من جهة التطور التربوي فإن الوزارة اتخذت بعض الاجراءات التي اعتقد الكثير في بداية الأمر أنها تطوير هام لمسايرة التطوير التعليمي المتميز لكن في حقيقة الأمر أن هذه الإجراءات التي اتخذت من قبل الوزارة قد أثبتت عدم اتساقها مع العمل الفعلي وأن هذه النظرية تعرضت للنكوص الذي كان متوقعاً من قبل العاملين فعليا في الميدان التعليمي والتربوي، بعكس من نظّر لهذه الخطوات ووجد فيها النجاح منقطع النظير.
ولو أخذنا بعض الإجراءات التي اتخذتها الوزارة ونوقشت من قبل الكثير من الاخوة سواء في الصحف أو المجالس العلمية والندوات والتي ما من شك في أن تعدد الآراء فيها عامل صحي تنبت فيه ثمار النجاح دائماً، لكن تعدد الآراء ذهب إلى ماهو أبعد من الراجح والمرجوح في صحة هذه القرارات حيث كان هناك شبه إجماع على عدم نجاح هذه القرارات التي يجب النظر فيها مرة أخرى.
ولو عدنا إلى هذه القرارات التي كان أولها منع الضرب لوجدنا أنه لم يتخذ على أسس علمية وأدلة قطعية، بل من أجل التطوير للتطوير فقط، رغم ان الشواهد الدينية كثيرة على وجوب استعمال الضرب عند الحاجة له لأن هناك حالات لايصلحها إلا الضرب لأن الهدف من ذلك تقويم السلوك غير السوي، وهنا أريد أن أسأل متى عرف في مجتمعنا الإسلامي خصوصا التعامل مع الحالات الشاذة باللين، أن الرسول )صلى الله عليه وسلم( أمر بضرب الطفل عندما يشذ ولا يؤدي الصلاة، والقرآن الكريم أعطى نماذج متميزة جدا لتربية المرأة الناشز، إذاً الضرب وسيلة تربوية يجب العمل بها بشكل مقنن مع أننا لاننكر وجود شواذ في مجتمع المعلمين يستحقون الردع لأنهم لايخشون أحداً في تعاملهم مع التلاميذ بكل قسوة ووحشية يندى لها الجبين ولكن هذا لايمنع من حذف القاعدة والبناء على الشاذ لوجود أخطاء فردية لاتذكر من حيث النسبة مع القاعدة.
وعندما اعتمدت الوزارة في قرارها الصادر بمنع الضرب، لم تظهر الآثار السلبية لهذا القرار مباشرة بل احتاج إلى وقت وعندما استقر الوضع على ماهو عليه تفشت بعض الظواهر الغريبة من هذه الظواهر تطاول التلاميذ على معلميهم بالقول أولا ثم الفعل ثانيا والدليل على ذلك ما نقرؤه ونسمعه في الصحف والمجالس من أعمال همجية خارجة عن كل الأعراف والقيم الإسلامية التي دعت إلى احترام المعلم وتقديره نظرا لما يقدمه للمجتمع من عمل جليل هو صناعة الإنسان المتعلم طبعا بعد إرادة الله تعالى، فلو كان الضرب موجوداً لما فقد المعلم هيبته وتجرأ عليه الطالب ووالده والقبيلة وكل من هب ودب من الأميين والمنحرفين.
ولو خرجنا عن إطار الضرب ومدى جدواه إلى قرار آخر ساعد بشكل جعل من ظاهرة الغياب والتسيب والإهمال من الظواهر العادية، بل الطبيعية ألا وهو حذف درجات السلوك والمواظبة حتى أصبحت الدراسة مجرد استلام كتب من المدرسة ثم بيات تام في المنزل حتى موعد الاختبارات، وعلى الطالب في هذه الحالة أن يستخدم أسلوبه الخاص في الغش أو أن يتقيأ ما أمكنه من معلومات اجترها بكل كسل وبلادة بعد بيات مفعم بالسهر خلف الشاشة المسطحة أو في المقاهي الخاوية من كل مفيد، بحيث إن لم ينجح في النهاية أخذوا يكيلون التهم للمعلم سواء بالتقصير أو صعوبة الأسئلة أو تقصد فئة معينة بعدم النجاح...
وبعد كل هذه القرارات، أفرزت العملية التربوية المتطورة نموذجاً مميزاً من الطلاب الذين يملكون أيادي فولاذية وقلوباً حديدية لا رحمة فيها لذلك المعلم المسكين الذي كل ذنبه أنه يعلم الأجيال ما يفيدهم ويجعلهم يواجهون المستقبل بكل شجاعة وإقدام لا خوف عليهم من المستقبل المظلم هذا والله المستعان، والحمدلله رب العالمين.
محمد عطاالله العنزي
متوسطة وثانوية الشنان - حائل
|
|
|
|
|