| الثقافية
المؤلف: وفيقة عبدالمحسن الدخيل.
الناشر: الرياض: مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، 1421ه )354،24سم(
تناولت هذه الدراسة الحصرية تطور حركة نمو ومشاركة المرأة السعودية العاملة في المجالات النسوية الحكومية المتاحة، كما حددت تلك المجالات، وركزت الدراسة على قياس تلك المساهمة كما ونوعا، وتأثيرها كقوة تنموية فاعلة عبر خطط التنمية الخمسية في المملكة، وتفصيلا لذلك قسمت المؤلفة دراستها الى ثلاثة أبواب وذلك على النحو التالي: تناول الباب الأول عمل المرأة العربية عبر التاريخ القديم مرورا بعملها في ظل الشريعة الاسلامية، ثم بداية النهضة للمرأة السعودية بعد استقرار المملكة السياسي، عبر بوابة التعليم التي استقطبت أعدادا كبيرة من النساء دارسات وعاملات. أما الباب الثاني فقد خصصته المؤلفة لتناول تلك القطاعات الحكومية التي أفسحت مجالا لعمل المرأة فيها، وذلك في المجالات التالية: الخدمات الاجتماعية، الخدمات الصحية، الخدمات الادارية. واقتصر الباب الثالث كما أرادته المؤلفة، على الديوان العام للخدمة المدنية، انطلاقا من علاقتها المهنية به أعواما طويلة، حيث تناولته نشأة وتطورا، أنظمة ولوائح، ثم عرضت لعدد من التحديات والمعوقات التي واجهت عمليات التوظيف النسائية، الى جانب عرض تلك اللوائح التي تحدد الحقوق الوظيفية للمرأة العاملة في القطاع الحكومي.
وقد ختمت المؤلفة دراستها الحصرية الاحصائية منذ بداية تأسيس الجهاز النسوي وحتى العام 1417ه، بعدد من النتائج جاءت كما يلي:
* تزايدت أعداد الأجهزة الحكومية التي أفسحت المجال أمام المرأة، واتسعت دائرتها حتى بلغ عددها )34( جهازا.
* تنوعت فئات الوظائف التي تشغلها النساء، الى الوظائف التعليمية والصحية والاجتماعية والادارية والفنية والفنية المساعدة وفئة المستخدمات.
* تزايدت قاعدة مسميات الوظائف التي تشغلها النساء بالجهات الحكومية.
* ارتفعت مستويات الوظائف التي تشغلها النساء الى مراتب عليا، إذ وصلت في المراتب الادارية العليا حتى الرابعة عشرة، والمستوى السادس ودرجة الأستاذية لعضوات هيئة التدريس.
* ارتقت نسبة شاغلات المستويات الوظيفية العليا.
* تزايدت أعداد العاملات في الأجهزة الحكومية، حيث بلغت أعدادهن حتى عام 1417 )653.181( موظفة سعودية.
* توسعت عملية إحلال السعوديات محل غير السعوديات في الوظائف الحكومية.
*******
الكتاب: التضامن الإسلامي: الفكرة والتاريخ ودور المملكة العربية السعودية
المؤلف: مانع بن حماد الجهني.
الناشر: الرياض، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، 1420ه )140ص، 24 سم(
يلاحظ المتتبع لمسارات التاريخ الاسلامي ان انجازات المسلمين الحضارية في جوانبها السياسية والعسكرية والفكرية والاجتماعية تتأثر مدا وجزرا بقوة التضامن الاسلامي بمظاهره الايجابية المتعددة او ضعفه، ولهذا السبب كان التضامن الاسلامي مكونا رئيسا لكل حركة اصلاحية شهدها التاريخ الاسلامي سواء اكانت هذه الحركة سياسية ام اجتماعية ام دعوية ام اقتصادية بل كثيرا ما كان يقدم التضامن الاسلامي بمفهومه الشامل لكونه المخرج الوحيد مما كانت تعانيه الامة من مشاكل ونكبات سواء كانت داخلية او خارجية ويؤكد المؤلف على انه بالرغم من اهمية التضامن الاسلامي وصلته بمفهومي الوحدة والاخوة الاسلاميتين الا انه لم ينل ما يستحق من البحث والدراسة التي تحدد مفهومه وتبين مظاهره وتبرز اهميته وتظهر آثار وجوده او نتائج غيابه على الرغم من وجود كوكبة من الشخصيات الاسلامية التي آمنت بأهمية التضامن الاسلامي وعملت على تفعيله في حياة المسلمين وأرست قواعده في كثير من مناحي الحياة الاسلامية طوال التاريخ وقد ارجع المؤلف غياب الدراسات الشاملة للتضامن الاسلامي واعلامه البارزين الى عدم ورود المفهوم الحديث للتضامن الاسلامي في المصادر الاسلامية القديمة الى جانب مناقشة بعض الكتاب في الماضي والحاضر بعض المفاهيم التي تندرج تحت التضامن الاسلامي ضمن موضوعات اخرى مثل التعاون والاخوة الاسلامية والنصرة والوحدة الاسلامية وغيرها.
وقد اثبتت حوادث التاريخ انه بقدر شعور الامة الاسلامية بأهمية التضامن الاسلامي وبقدر سعيها الى القضية وجعلها واقعة في حياتها تظهر قوة الامة الاسلامية وتستطيع التغلب على التحديات التي تواجهها كما اثبتت التجارب العملية انه كلما ضعفت الامة وطمع فيها الاعداء واخذت تبحث عن عناصر القوة الذاتية للخروج من مأزقها، كانت دائما تجد المخرج في التضامن الاسلامي.
وانطلاقا من هذه القناعة كانت دعوات الاصلاح التي ظهرت في الدول الاسلامية خاصة في العصر الحديث تنادي بالعودة الى التضامن الاسلامي وتفعيل دوره بين الدول والشعوب الاسلامية.
وفي هذا الكتاب يستعرض المؤلف في الفصل الاول منه مفهوم التضامن الاسلامي واهميته ونتائج غيابه وذلك برصد عدد من الاحداث الكبيرة في التاريخ الاسلامي غاب عنها التضامن فولد تمزقا وشتاتا عصف بكيان الدولة الاسلامية في عدة مراحل من تاريخها وبعد ان عرض المؤلف لنماذج من تلك الاحداث اتبعها بذكر الجهود المبكرة التي بذلت لإحياء التضامن الاسلامي حيث ارتفعت اصوات عدد من العلماء خلال تلك الفترات فشاركوا في الجهاد وتحفيز الناس عليه مثل شيخ الاسلام ابن تيمية والعز بن عبدالسلام ومن تلك الجهود التي تناولها المؤلف بالتفصيل جهود آل زنكي وصلاح الدين الايوبي ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الحركة السنوسية، الدعوة المهدية، الدعوات الاصلاحية الحديثة في الهند، ثم تطرق لجهود الحركات الاسلامية المعاصرة لإحياء التضامن الاسلامي، وتشمل: جهود الافغاني، الشيخ محمد عبده، محمد رشيد رضا، عبد الرحمن الكواكبي، حسن البنا، محمد اقبال، ابو الاعلى المودودي، السلطان عبدالحميد الثاني، ويعتبر القاسم المشترك بين هذه الحركات الداعية للتضامن الاسلامي، هو قناعة مؤسسيها بابتعاد المسلمين عن الاسلام واهمالهم كثيرا من جوانبه لذا كان اول ما دعا اليه اولئك هو العودة الى الاسلام منهجا وسلوكا وتطبيق تعاليمه.
وقد افرد المؤلف فصلين كاملين لتناول دور المملكة العربية السعودية في تفعيل التضامن الاسلامي وذلك من خلال استعراض مفصل للدور الذي قام به الملك عبدالعزيز في خدمة التضامن الاسلامي كما تناول دور كل من الملك فيصل والملك فهد، في تفعيل التضامن الاسلامي ودعم اوجهه اتبع ذلك بعرض نماذج رائدة للتضامن الاسلامي رعتها المملكة العربية السعودية مثل: رابطة العالم الاسلامي، الندوة العالمية للشباب الاسلامي، البنك الاسلامي للتنمية، مجلس التعاون لدول الخليج العربي، مجمع الفقه الاسلامي، وقد تمثلت هذه الرعاية كما اشار المؤلف، في الدعم المالي السخي، وتبني العديد من قضايا التضامن الاسلامي عبر هذه المؤسسات والاجهزة المتفرعة عنها.الجدير بالذكر ان المؤلف قد قدم ملخصا لهذه الدراسة الى فعاليات مؤتمر المئوية الذي عقد في الرياض في شوال 1419ه.
*****
الكتاب: الانتحار في الأدب العربي
المؤلف: خليل الشيخ
الناشر: بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1997م «263ص، 22سم»
ضم هذا الكتاب دراسات وقراءات تحليلية تناولت موضوعين منفصلين: حيث أفرد المؤلف الجزء الأول من كتابه لدراسة قضيةالانتحار كما تتجلى في الادب العربي، قديمه وحديثه. فظاهرة الانتحار وجدت عند العرب مثلما وجدت عند غيرهم من الأمم، واذا كان المجتمع الجاهلي لم يسجل موقفا فكرياً - عقائدياً تجاه هذه الظاهرة إلا انه عرف اساليب متنوعة للانتحار، ولعل الحديث النبوي الشريف الذي يرويه ابو هريرة يؤكد هذا، حيث ذكر الحديث بعض وسائل الانتحار المعروفة حينها وحرمها، الأمر الذي يدل على شيوعها من جهة، وقد يدل على رضا المجتمع الجاهلي عنها بشكل عام.
«من تردي عن جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم، يتردى خالدا مخلدا فيها أبداً، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا، ومن قتل نفسه بحديدة.. كانت حديدته في يده يجؤ بها بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبداً» «النسائي، ج4، ص66-67».
وبعد مجيء الإسلام، لم تتوقف ظاهرة الانتحار، على الرغم من رفض الإسلام وتحريمه الواضح له. ونحو متابعة هذه الظاهرة في التراث العربي، عمد المؤلف الى تقسيمها الى بعدين رئيسيين:
أ- بعد اسطوري: وفيه قام بتتبع هذه الظاهرة، وكشف تجلياتها المختلفة، من خلال دراسة ما خلفته الشخصيات المنتحرة من آثار مكتوبة، تفصح عن عذاباتها وغربتها ثم انتحارها، ولعل قصص الانتحار في بعدها الاسطوري ترتبط بالعشق، والانتحار عند العشاق لا يأخذ شكل الاحتجاج على القدر، وإنما يجيء كنوع من الخلاص من ألم الحب ومعاناته، او ضربا من الوفاء للمحبوب، والتراث العربي زاخر بنماذج عديدة من العشاق المنتحرين أورد المؤلف قصصهم على نحو تفصيلي، حيث تتحول العلاقة بين الحب وقتل النفس في عدد من الكتب التي تناولت اخبار العشاق، الى حكايات اسطورية مشوقة.
ب- بعد واقعي: ومن خلاله حاول المؤلف التعرف على دوافع وابعاد الانتحار عند أهم الشخصيات التراثية المنتحرة، عبر تقسيم دوافعها الى الأقسام التالية:
* الخوف من الوقوع في يد العدو.
* الانتحار تحت وطأة أزمة فردية.
وقد عالج المؤلف كلا القسمين بالقصص والشواهد وما ورد في التراث العربي من اخبار حول ذلك.غادر المؤلف العصر الجاهلي والإسلامي تاركا خلفه صفحات مليئة بأخبار المنتحرين بعد ان اختلفت دوافعهم واسبابهم واتحدت نهاياتهم، ليدلف الى الادب العربي الحديث عبر قراءة تحليلية مطولة لأبرز الأدباء العرب المعاصرين الذين اقدموا على الانتحار: «احمد العاصي «1930م» اسماعيل ادهم - 1940م، فخري ابو السعود 1940م، عبدالباسط الصوفي 1960م، تيسير سبول - 1973م، خليل حاوي 1984م.
وإذا كان الانتحار هو القاسم المأساوي المشترك بين هؤلاء الادباء، باعتباره ضربا من التدمير القصدي المباشر للذات، فإنه ظاهرة شديدة التعقيد، تختلف كثيرا في ابعادها، لذا تعددت الزوايا التي عالج من خلالها المؤلف هذه الظاهرة، وهو في دراسته لها، لم يفصل بين الذات والموضوع، أي ذات المبدع ونصه، فهما يتداخلان تداخل العلاقات التي تنسج كلا منهما، ولعلها من المفارقات المؤلمة، ان تمنح هذه النهاية الفاجعة للأديب المنتحر في كثير من الاحيان قدرا واسعا من الاهتمام والشهرة، وقد تضفي عليه طابعاً اسطورياً، وهذا يعني ان قراءة ظاهرة الانتحار، تتم عبر قراءة النص وربطه بسياقه التاريخي، وهذا ما فعله المؤلف في هذا الجزء من دراسته.
أما الجزء الثاني من الكتاب فقد وقف عند تجارب روائية ونصوص من السيرة الغائرة في اعماق الروائي، بغية الكشف عن العلاقة الجدلية بين السيرة والرواية، واكتفى بدراسة تجارب كل من: نجيب محفوظ، وجبرا ابراهيم جبرا، وجمال الغيطاني، حيث قدم قراءة لها لتبيان طبيعة علاقة نتاج جبرا الروائي والقصصي بسيرته الذاتية «البئر الأولى»، كما قام بإعادة تفكيك «المرايا» في ضوء رواية التكون الذاتي، وخلصت الدراسة الى ان هذا العمل الذي يتكون من خمس وخمسين قصة، يشكل سيرة موضوعية لمحفوظ، حيث يكمن خلف تفصيلات الحكايات الخمس والخمسين، الراوي الذي تتشكل ملامح شخصيته في طفولته وشبابه وكهولته. أما النص التراثي في رسالتين للغيطاني، فيحلل «رسالة في الصبابة والوجد» و«رسالة البصائر والذخائر» للتوحيدي، مثلما يستلهم حكايات التنوخي في «الفرج بعد الشدة».
|
|
|
|
|