أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 11th June,2001 العدد:10483الطبعةالاولـي الأثنين 19 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

لمَ التحيز..؟ لمَ الانفعال؟
د. خالد بن عبدالله القاسم
رداً على.. ليس معك شيء من الحقيقة.
فلان فقاعة لا أكثر.
فلان ليس منافساً لي، ولا أعيره أي انتباه.
عناوين صغيرة ومنفعلة كثيرة تحملها الصحف في صفحات الرأي وعبر المقالات والزوايا المتنوعة، وأبلغ ما تكون في الصفحات الرياضية والفنية، وأكثر منها ما في وسائل الاعلام المسموعة والمشاهدة، بل وفي المجالس العامة والخاصة، حيث ينسى كثيرون الحق الذي أمرنا به كتاب ربنا: )قل أمر ربي بالقسط( ) إن الله يأمر بالعدل( )فليملل وليّهما بالعدل( )فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا( ويندفعون مع الهوى لمجرد محبة إنسان )يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا( أو بغض لآخر )ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى(. العدل قيمة اسلامية عظيمة حتى مع الأعداء فلا يجوز لنا مع كراهة قوم ان نسلبهم الحق الذي معهم، أو نفتري عليهم وننسى حسناتهم. وقد وصف الله اليهود في كتابه فلم يغمطهم حقهم مع عداوتهم الظاهرة للدعوة الاسلامية: )ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من ان تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائماً( هذا مع العدو الكافر فما الحال مع مسلمين بينهما اختلاف شخصي أو خلاف دنيوي؟ ولا يقتصر العدل على تقويم الأشخاص، بل حتى الآراء والأفكار والمعتقدات والدول والطوائف. يجب علينا في هذا كله تحري الحق والعدل والقسط وخوف الله وخشيته والبعد عن الظلم والهوى والتحيز الذي لا يكاد يسلم منه أحد وان كان بنسب متفاوتة، فبالقسط والعدل قام كل شيء حتى السماوات والأرض )والسماء رفعها ووضع الميزان ألا تطغوا في الميزان. وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان(. ومما يعين على إصابة الحق واقامة العدل موازنة الحسنات مع السيئات، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة عندما أخطأ حاطب رضي الله عنه وأفشى سراً عسكرياً بارساله الى أهل مكة يبلغهم أن النبي صلى الله عليه وسلم يعد لغزوهم، وهو ما يسمى بالخيانة العظمى، ومع ذلك لم ينس النبي صلى الله عليه وسلم حسناته، وأجاب عمر لما قال: دعني يا رسول الله أقتله.. قال: دعه يا عمر، فإنه قد شهد بدرا! ومما يعين أيضا على العدل والقسط، تفهم الدوافع وتقدير البيئات والخلفيات المكانية والزمانية قبل اتخاذ الرأي والحكم. وهذا من العدل الذي أوصانا به الله عزوجل. ومن الدرجات العالية، عند اساءة الغير، عدم الاكتفاء بالعدل، بل تحمل الآخر وكظم الغيظ، وأفضل منه الاحسان والعفو: )والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين( ويتوج ذلك مقابلة الاساءة بالاحسان، وهي مرتبة عالية قليل من يبلغها، ودرجة شريفة صعبة المنال: )ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم(.

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved