|
| مقـالات
«قنبلة ثقافية».. وضع بها الأمير خالد الفيصل عنوانا لافتا للرياض عاصمة للثقافة العربية، هكذا قال الاستاذ محمد رضا نصر الله في مقالة بصحيفة «الرياض» عن دعوة الأمير لإنشاء مؤسسة أهلية لرعاية الفكر العربي عشية مغادرة الامير الى القاهرة لحضور الاجتماع التأسيسي لمشروع «مؤسسة الفكر العربي» الذي كان قد دعا اليه الصيف الماضي في بيروت والذي أشار إليه الأخ نصر الله.
وفي اعتقادي أن هذا المشروع العربي الكبير قد جاء تتويجا لمشوار فكري وثقافي طويل للأمير فضلا عن موروثه المتراكم بنسبه الى فيصل وعبد العزيز.
ولقد شهدت الحقول التطبيقية التي ارتادها خالد الفيصل ثمار فكره المستنير بإحداثاته في رعاية الشباب، ثم قيادته الناجحة لمشروع التنمية في عسير، ويعد نظره في التركيز على استغلال مواهبها الطبيعية في صناعة سياحة متطورة أثبتت نجاحها بجدارة، فضلا عن دوره في مؤسسة الملك فيصل الخيرية وجائزته العالمية وتأسيسه مجلة الفيصل، ودوره في خروج «الوطن» الى النور، وأربعة دواوين من عيون الشعر الشعبي، ونحو عشرة معارض محلية وعالمية في الفن التشكيلي، وغير ذلك.
وهذا غيض من فيض مكوناته الفكرية والثقافية التي هدته الى فكرة المشروع )الفانوس( في قلب ظلمة اللحظة العربية الراهنة، والتي جعلت القاهرة تستقبل الأمير بهذا الترحاب بدءا من لقائه الرئيس مبارك الذي ايد المشروع ووعد بدعمه ورعايته، ثم أمين عام الجامعة العربية الذي حذا حذو الرئيس في تأييد المشروع وحضر حفل ختام المؤتمر، وألقى فيه كلمة مؤثرة عن حاجة الساحة العربية الماسة لمثل هذه المؤسسة، وأعلن عن وقوفه شخصيا ووقوف الجامعة العربية وراء المؤسسة لدعمها.
ومنذ وطئت قدماه أرض مطار القاهرة لاحقته الصحافة وكاميرات التلفاز المصرية والعربية ولم يشهد حدث فكري عربي تغطية اعلامية على طول الوطن العربي وخارجه على نحو ما شهدت فعاليات «تدشين» «مؤسسة الفكر العربي» مما جعل المشروع يخاطب وجدان الجماهير، ويستقر في بؤرة شعورهم، فلم يكد مجلس في مصر وغيرها يخلو من أخبار الأمير ومشروعه.
وتوافد الأعضاء المؤسسون من كل صوب، وما كادوا يجتمعون حتى أجمعوا على اختيار الأمير خالد الفيصل رئيسا للمؤسسة، وبعد مداولات ومشاورات وصلوا الى اتفاق أذاعوه مقرونا بأربعة وعشرين مليون دولار تمثل الدفعة الأولى من رأس مال المؤسسة التزم بدفعها الحاضرون في الاجتماع الثاني خلال شهر اكتوبر القادم. وفي حفل ختامي لم تشهد القاهرة تظاهرة فكرية مثله، لبى دعوة الأمير بالحضور كوكبة من عيون المصريين والعرب يتقدمهم الوزراء وأمين عام الجامعة العربية الحالي والسابق والسفراء العرب ولفيف من رجالات الدولة والمفكرون وكبار الاعلاميين ومشاهير الفنانين المصريين والعرب شهدوا جميعا مولد الحدث الذي شغل الرأي العام العربي وقاده الأب الشرعي للمشروع الأمير خالد الفيصل الى بر النجاح بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف..
|
|
|
|
|
