أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 11th June,2001 العدد:10483الطبعةالاولـي الأثنين 19 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

وسميات
التأثير الإعلامي
راشد الحمدان
والمقصود.. التأثير على الإنسان.. وكان الذي يتحدث عن مشاكل الدنيا هم المثقفون.. أو.. قل.. المتلقون.. لكل خبر.. وأصبح الغالب من الناس.. حتى الذين لم يكملوا تعليمهم الابتدائي.. أصبحوا يتحدثون عن هذه المشاكل.. لقد غزا الإعلام.. كل شيء. ودخل كل بيت.. حتى في الصحراء.. تمر ببيوت الشعر.. وخيام «الكشاتين».. فترى وسيلة الإعلام تربض في الصحراء.. فاغرة فاها.. نحو الفضاء.
العجائز.. والنساء بشكل عام عندما يجتمعن عصراً على ابريق الشاي وكيس الفصفص.. يبدأن يتحدثن عن المشاكل العالمية.. وجاء في الاخبار أن غالبية الناخبين في ايران من النساء. وهو وعي سياسي جارف رغم أن الدستور الايراني لا يسمح للنساء بالترشيح لمنصب الرئاسة، والمراهقون يجيدون الحديث عن المشاكل العالمية خاصة في مجال التنافس الكروي.. أكثر ما يتحدثون عن مشاكلهم الدراسية وضعف أدائهم شيء يجتذب الذهن ويسيطر عليه. لأنه يصك الأذان كل لحظة وتجده هذه الأذان في محطات مختلفة.. وكان القليلون جداً الذين يملكون الراديو.. لذلك فإن الذي يتحدث منذ أكثر من خمسين سنة مضت عن مشاكل التعذيب في روسيا الشيوعية لايصدقه الناس.. لأنهم خاصة في مجتمعنا الخليجي لم يألفوا قطع الألسن أو كم الأفواه.. يعني لم يألفوا هذه الوحشية المؤلمة والمرعبة.
الإعلام.. أقلق الجميع.. ونقل المجتمعات على اختلاف أنواعها الى نوع من الحياة المضطربة. بل انه غيَّر من طباع الناس.. وصرف ذهن المراهق من تلقي العادات والتقاليد المستقيمة إلى غيرها من العادات السيئة.. واستمرأ كثيرون الجوانب الاباحية من الإعلام.. فركضوا خلف الأفلام الساقطة. وقلدهم أبناؤهم وبناتهم. واتسع الخرق على الراقع. لأن النفس بطبعها ميالة الي ما تستهويها وينسيها بعض آلامها المكبوتة.
الإعلام فيه جانب خيري.. زاد من ثقافة الفرد المعتدل والطامح لحياة آمنة مستقرة فكانت البرامج الدينية والثقافية المعتدلة..
وأمام هذا كله. فإن المجتمعات لم تعد تقاد من قبل الحكام والرؤساء بقدر ما أصبحت تقاد من قبل وسائل الإعلام.. قال تعالى.. «كل نفس بما كسبت رهينة، إلا أصحاب اليمين».

أعلـىالصفحةرجوع



















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved