| العالم اليوم
التاريخ العربي المعاصر يحفل بالعديد من الوقائع والأحداث والمراحل والمحطات التي يمكن أن نصفها بالمفرحة والمحزنة، وكما الحياة التي لا يمكن أن تسير على وتيرة واحدة.. كذلك تاريخ الأمم.. وأمتنا العربية الإسلامية مثلها مثل باقي الأمم الحياة تاريخها حافل بكل شيء.. وإن ظلت مأساة استلاب الأرض العربية في فلسطين والجولان ومزارع شبعا.. الحالة الأكثر سوداوية ومأساوية في تاريخنا، فإن الإشعاع التاريخي يمدنا بالتفاؤل الدائم بأن لا ديمومة للاحتلال.. وإذا كان الصليبيون قط طردوا من هذه الأرض الطاهرة على يد البطل صلاح الدين ، فإن مساحات التفاول تكبر وتتسع عندما نستقرئ ما ينتظرنا من تاريخ مشرق رغم ما يعتقده البعض من ضيق مساحات الأمل بسبب زيادة غطرسة الصهاينة والتفاف الأشرار من حولهم يهدونهم بالسلاح والمال والدعم السياسي إلا أن الذي يقوي إيماننا بأن حقوقنا المسلوبة وأرضنا العربية عائدة لا محالة، هو أن الأمة العربية الإسلامية ولاّدة تمدنا بالرجال القادة.. المفكرين المجاهدين الذين شكَّلوا علامة بارزة في تاريخ النضال العربي وسيظلون نبراساً يلهب الحماس في صدور الرجال والشباب.
والتاريخ العربي الحديث يفرد صفحات مضيئة لقادة عرب قضوا جل حياتهم دفاعاً عن قضية العرب المركزية الأولى..
ü فيصل بن عبدالعزيز شهيد القدس ..
ü جمال عبدالناصر الذي مات وهو يعمل لوقف ذبح الفلسطينيين..
ü حافظ الأسد الذي مات دون أن يفرِّط بالكرامة العربية ويخضع كل صور الإغراء والترهيب..
هذه الصور الثلاث الناصعة للقادة العرب تجعلنا أكثر تشبثاً بمواقفنا الصامدة، فالشهيد فيصل بن عبدالعزيز مات وهو يحلم بالصلاة في المسجد الأقصى.. وقتل لأنه حشد كل الإمكانات العربية ووضع العرب على طريق التحرير صاهراً القوى العربية وواضعها تحت تصرف سوريا الأسد ومصر الكنانة ليتحقق نصر السادس من رمضان عام 1973م.
وإذ لبى الشهيد فيصل بن عبدالعزيز نداء ربه وتبعه عبدالناصر، فإن القائد الصامد حافظ الأسد ظل يناكف ويجاهد صامداً في وجه الطغيان الإسرائيلي والتآمر الدولي.. حاصروا سوريا وأتعبوها اقتصادياً.. حاولوا جرَّه إلى معارك جانبية.. جرَّبوا إشغاله.. ظل حكيماً لا تشغله سوى قضية واحدة.. تحرير الأرض والحفاظ على الكرامة العربية.. انتقل حافظ الأسد قبل عام من مثل هذا اليوم العاشر من شهر حزيران.. ليترك سوريا.. والأرض العربية أمانة في أعناقنا جميعاً نحن معشر العرب... وإذ تلقف الرئيس بشار الأسد الأمانة للانطلاق بسوريا العربية إلى آفاق أوسع تحديثاً وتكريساً للصمود والصلابة.. فإننا كعرب مطالبون بالحفاظ على إرث حافظ الأسد بعدم الخضوع للهيمنة الإسرائيلية المدعومة بمحاولات الاستكبار العالمي.
لمراسلة الكاتب
Jaser@Al-Jazirah.com
|
|
|
|
|