| العالم اليوم
* طهران رويترز:
^^^^^^^^^^^^
بابتسامته اولا ثم بدموعه بعد ذلك نجح الرئيس الإيراني محمد خاتمي في كسب قلوب الناس، وهو يحقق فوزاً ساحقاً في انتخابات الرئاسة الايرانية.
وبعد الثورة الإسلامية وثمانية أعوام من الحرب الضروس مع العراق يبحث الشبان عن مزيد من الحريات وزعماء اكثر مسؤولية وعن المساواة أمام القانون.
^^^^^^^^^^^^
ولكن خلال فترة الرئاسة الأولى خلع العديد من أنصار خاتمي من مناصبهم وحوكموا أو سجنوا من جراء المقاومة الشرسة التي يواجهونها من جانب المتشددين الذين يعارضون بشدة الإصلاحات.
واغرورقت عينا خاتمي بالدموع وهو يعلن ترشيح نفسه لفترة رئاسة ثانية رغم المعاناة التي واجهها خلال الفترة الأولى مضيفا «أُفضّل ان اكون في مكان آخر» إلا انه اضطر لترشيح نفسه بسبب مطالب المواطنين وجماعات الضغط.
وبالرغم من الانتكاسات التي واجهها إلا ان بعض الأمور تغيرت أثناء فترة حكم خاتمي فأصبحت هناك حرية أكثر في التعبير عن الرأي، ولا يخشى الناس الآن التحدث علنا ومطالبة زعمائهم بالمزيد.
وقال خاتمي: ان أعظم إنجازاته هو ان منافسيه التسعة وبعضهم من المتشددين شعروا انهم مرغمون على التحدث عن الإصلاحات.
وظهرت صور كل المرشحين والابتسامة تعلو وجوههم بدلا من العبوس التقليدي.. ولكن دون جدوى.
وقال مصطفى تاج زادة مستشار الرئيس المقرب «صوت الناس منذ اربعة اعوام لصالح ابتسامة خاتمي واليوم تسعة مرشحين آخرين يبتسمون ولكن الناس يصوتون الآن لدموع خاتمي».
وأشارت النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة إلى ان 78 في المائة من الناخبين يؤيدون الرئيس الإيراني ويعززون دعوته بأن «السلطة للشعب».
وبعد التراجع عن رفضه ترشيح نفسه لفترة ثانية شن خاتمي حملة انتخابية هادئة. ولم يظهر إلا في تجمع حاشد كبير واحد ولم يترك العاصمة طهران للقيام بجولة انتخابية في شتى انحاء البلاد كما حثه كثير من مستشاريه.
وقال هادي سيماتي استاذ الشؤون السياسية بجامعة طهران والقريب من المعسكر الإصلاحي عن خاتمي ان «الناس يعرفونه جيدا ويعلمون جدول اعماله وانه اراد تفادي اي شكوك باستغلال منصبه».
وكان كثيرون يخشون ان تتأثر حملته الانتخابية من جراء ذلك.
وقال سيماتي «من المفارقات ان يكون لابتعاده عن الحملة الانتخابية معظم الوقت هذه النتيجة العكسية.. أصبح الناس أكثر فضولا وسادت مخاوف بين المثقفين مما قد يحدث إذا لم يحقق فوزا كبيرا».
وعندما ظهر علنا أثناء الحملة الانتخابية قوبل بترحاب شديد في كل مكان ذهب إليه.
وما حاول خاتمي تحقيقه هو فتح طرق اصلاحية كان هذا ممكنا ثم التراجع عن حافة الهاوية كلما هددت المعارضة المحافظة برنامجه بالكامل. وقاوم مطالب بخروج أنصاره إلى الشوارع خشية ان تنتهي الامور بحمام دم. وبدلا من ذلك يفضل تقليص سلطات المتشددين.
وأعلن اثناء حملته الانتخابية «لن استسلم للعنف والتطرف في هذه البلاد» مشيرا إلى الراديكاليين في كل الاطراف. وقال احد مستشاريه: «انه مقتنع بأن الوقت في صالحه من جراء العولمة والثورة الإعلامية وحقيقة ان إيران مجتمع صغير للغاية».
والتعهدات الغامضة بدلا من تقديم التزامات ثابتة تمنح خاتمي فرصة للمناورة وتعفيه من أي اتهامات في المستقبل بعدم تنفيذ تعهداته.
وأضعف نقطة في حملة خاتمي هي الاقتصاد بالرغم من انه تعهد بمنح الاصلاحات الهيكلية الاولوية في فترة الرئاسة الثانية. ويقول دبلوماسيون: ان خاتمي علم المستشار الالماني جيرهارد شرود امورا لم يكن يعلمها عن فلاسفة المان عندما اجتمعا العام الماضي إلا انه لم يكن منتبها عندما تحول الحديث إلى التجارة والاستثمار.
وكان خاتمي الحاصل على درجة علمية في الفلسفة صوتا معتدلا في ايران منذ الثورة الاسلامية عام 1979. وارغمه المحافظون الذين اغضبتهم سياساته الانفتاحية في فترة سابقة عندما كان وزيرا للثقافة على الاستقالة عام 1992. وعندما تولى الرئاسة كان يشغل وظيفة متواضعة فقد كان رئيسا للمكتبة القومية وتقاعد. وولد خاتمي لعائلة دينية بارزة في بلدة ارداكان وكان اكبر اخوته السبعة.
وكان والده آية الله خاتمي مفكرا مشهورا وكان إمام مسجد يزد في صلاة الجمعة بعد الثورة.
ورسخ آية الله خاتمي التعاليم الدينية في عقول ابنائه وكذلك تقدير الثقافة الشرقية والغربية والفلسفة والسياسة. وشغل خاتمي عدة مناصب صغيرة بينها ناشر في صحيفة. ورأس مركزا إسلاميا في هامبورج حيث تعلم الألمانية والإنجليزية.
وهو متزوج وله ابنتان وابن إلا انه يبعدهم عن دائرة الضوء السياسية.
|
|
|
|
|