أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 10th June,2001 العدد:10482الطبعةالاولـي الأحد 18 ,ربيع الاول 1422

العالم اليوم

«الجزيرة » تفتح ملف مآسي الفلسطينيين تحت نير الاحتلال
معتقل تلموند مقبرة للأطفال الفلسطينيين
* رام الله نائل نحلة:
^^^^^^^^^^^^
يوم في الشهر، وعلى مقربة من تل أبيب، تقف النساء الفلسطينيات أمام أبواب إحدى القلاع المحاطة بالأسلاك الشائكة والكلاب البوليسية المدربة لحراسة إحدى باستيلات الاعتقال الإسرائيلية المخصصة للأطفال الفلسطينيين والمعروف باسم سجن تلموند إحدى أمهات المعتقلين تقول «نحن هنا لزيارة أبنائنا، خرجت من بيتي مع أذان الفجر من مدينة رام الله، أربع ساعات ونحن ننتظر السماح لنا بالدخول لقاعة الزيارة».
^^^^^^^^^^^^
هكذا الوضع في معتقل تلموند المركزي المخصص للأطفال ما دون سن السادسة عشرة يقبعون في زنازين تتسع لثمانية أطفال في ظل ظروف صعبة للغاية وتتم معاملتهم كأي معتقل عسكري أو أمني. في العام 1998 كتب في إحدى الصحف الإسرائيلية عن محاكمة اصغر مخرب، حسب التعبير الإسرائيلي، هذا الطفل لم يكن يبلغ في حينها الخامسة عشر من العمر واسمه يعقوب مهيوب صلاح الدين من قرية حزما القريبة من القدس اعتقل على أيدي دورية عسكرية اسرائيلية ونقل في حينها إلى مركز توقيف بيت أيل القريب من رام الله حيث قضى اكثر من شهر في زنزانة انفرادية إلى حين المحاكمة ومن بعدها تم نقله إلى معتقل تلموند للأطفال.
يعقوب يبلغ اليوم الثامنة عشر من العمر يتذكر كيف كانت المأساة في ذلك المعتقل حيث يقول كنا نقوم في الصباح مع أصوات الشرطة الاسرائيلية وهم يوجهون إلينا الكلمات النابية والقذرة يجعلوننا في البرد وعلى الرغم من كل العذاب الذي لاقيناه وعلى الرغم من صغر السن كنا نقف في وجههم ونقابلهم بلغة التحدي. في العام 1990 وعلى أبواب مدينة رام الله وبالقرب من مركز الشرطة الاسرائيلية انفجرت عبوة ناسفة في شاب عمره 17 عاما أثناء محاولته إلقاء عبوة ناسفة على مركز الشرطة مما أدى إلى إصابته بجروح بالغة نقل على أثرها إلى المستشفى ومن بعدها إلى السجن. هذا الشاب يدعى باسم علي ابراهيم يبلغ اليوم من العمر 28 عاما يتذكر كيف كانت الشهور الخمسة التي قضاها في معتقل تلموند من مجموع حكمه الذي بلغ أربع سنوات.
يقول باسم كنا في الليل نتفاجأ بمجموعة من المعتقلين المدنيين من المتهمين بالمخدرات والقتل يدخلون علينا ويبدأون بضرنبا على مرأى من الشرطة الاسرائيلية التي كانت تتدخل بعد أن يتم الاعتداء علينا. ويضيف: قررنا في حينها وعلى الرغم من صغرنا نقوم بتشكيل مجموعات حماية لزنازيننا فكنا نحمل بأيدينا كل ما أمكن حمله وننتظر الشرطة أو الجنائيين حتى ساعات الفجر الأولى إلى أن نتأكد من أنهم خلدوا إلى النوم ويضيف ابراهيم: كثيرا ما اشتبكنا معهم ووصل الأمر إلى حد كسر يدي التي كانت مصابة أساساً جراء الانفجار الذي حدث معي.
اليوم أصبحت هذه الحوادث ليعقوب وباسم مجرد ذكرى يتحدثون بها ولكن ماذا اختلف على معتقل تلموند حتى هذه اللحظة، تقول محامية الضمير سحر فرنسيس بعد زيارة للأطفال في معتقل تلموند انه ومن خلال زيارتها للمعتقل وللأطفال القابعين هناك وجدت أن الأطفال يعانون من مشاكل نفسية كبيرة نتيجة وضعهم في زنازين انفرادية لفترات طويلة واعتداء المعتقلين الجنائيين عليهم إضافة إلى النقص الحاد بالغذاء والملابس. وذكرت المحامية فرنسيس عدة حوادث لأطفال اعتقلوا خلال الانتفاضة منهم الطفل محمد زغلول من قرية حوسان قضاء بيت لحم الذي اعتقلته القوات الاسرائيلية من أمام بيته واتهمته انه كان يقوم بإلقاء الحجارة واقتادته إلى منطقة عتصيون العسكرية بالقرب من القدس وقامت بالاعتداء عليه بالضرب المبرح وبعد ذلك نقل إلى معتقل تلموند حيث يعاني اليوم من حالة نفسية صعبة.
وتضيف المحامية فرنسيس أن الطفل أيمن الزربا من منطقة القدس تعرض إلى اعتداء من أحد المعتقلين الجنائيين اليهود حيث قام الأخير بسكب الماء الساحن على وجهه مما أدى إلى حرق جزء منه، كذلك الطفل محمد زيدان تعرض إلى عقاب جسدي عنيف لأنه قام بالاستفسار من مدير المعتقل عن طلبه الذي تقدم به للانتقال إلى معتقل مجدو.
وتقول المحامية فرنسيس إن هناك أكثر من ثلاثين فتى من منطقة القدس وغزة تم وضعهم في زنازين مع جنائيين يهود بواقع 3 5 معتقلين في كل زنزانة وان هولاء المعتقلين تعرضوا إلى سرقات من المعتقلين اليهود تحت تهديد السكاكين.
أما المحامي خالد قزمار محامي مؤسسة الدفاع عن حقوق الطفل فقد تحدث عن عدد الأطفال الذين يقبعون في السجون الاسرائيلية حيث قال ان هناك اكثر من مائتي طفل يقبعون في سجون الاحتلال منهم ما يقارب ثلاثين طفلا محتجزين في مراكز للتوقيف التي لا تتوفر فيها الحد الأدنى من متطلبات الحياة.
أهالي المعتقلين الأطفال في تلموند اشتكوا من منعهم من زيارة أطفالهم الذين هم أصلا مكانهم الحقيقي بينهم وعلى مقاعد دراستهم ومنذ انتفاضة الأقصى الأخيرة ورفضت إدارة المعتقل كافة الالتماسات التي قدمت لها للسماح لأهالي المعتقلين بزيارة أبنائهم. ويقول ذوو الأطفال إن على المفاوض الفلسطيني اليوم وقبل أن يتحدث عن إمكانية التوصل لأي اتفاق ان يقوم بطرح موضوع الأسرى وبالذات الأطفال منهم الذين يشكلون اليوم ماسأة حقيقية وباتوا يحملون هماً أكبر من عمرهم ...

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved