| وَرّاق الجزيرة
مؤلف هذا الكتاب هو الشيخ العلامة المؤرخ محمد بن عبدالله آل عبدالقادر؛ ولد سنة )1312ه - وتوفي سنة 1391ه( وهو كتاب حافل في تاريخ الحساء من جوانب متعددة.
وقد وضح المؤلف منهجه فيه وبعض الصعوبات التي واجهته بكلمة مختصرة حيث قال:
«فهذا تاريخ الأحساء جمعته من مصادر موثوق بها وعزوت كل نقل إلى مصدره؛ إلا ما كان من صفة الأحساء الحاضرة وحوادثها المتأخرة فنقلت ما خفي عليّ من الرجال الثقات؛ وقد يجد القارئ نقصا في استيفاء أخبار الحكومات منذ نشأتها إلى انقضائها أو تفككا في بعض حلقات التاريخ؛ وتنسيق الحوادث؛ وذلك لعدم المصادر الوافية بهذا الغرض؛ ولعدم وجود تاريخ خاص بهذه البلاد؛ وتاريخنا هو الأول من نوعه؛ ومن الطبيعي أن يكون غير تام؛ والبدر يبدو هلالا ثم يكتمل». بهذه العبارة المتواضعة والتماس عذر القارئ تحدث المؤلف في مقدمة كتابه؛ وأما الموضوعات التي سلط المؤلف عليها الضوء في كتابه هذا فهي تدور في ذكر المدن والقرى في هذه المنطقة من زمان الجاهلية وكما وردت في كتب معاجم البلدان؛ وتاريخ كل بلد وسكان كل بلد وإلى أين يرجعون؛ مع حديث عن عيون الأحساء؛ ثم تحدث المؤلف عن الأحساء في التاريخ الإسلامي بدءا بعصر الصحابة ومرورا بعصر بني أمية وبني العباس؛ إلى أن وصل به الحديث عن الأحساء واتصالها بالدعوة الإصلاحية في نجد؛ ثم انضمامها للدولة السعودية؛ مع تفصيل تاريخي مهم إضافة إلى تراجم نفيسة لأعلام الأحساء في القرون الماضية وحديث مطول عن العلم والأدب في هذه المنطقة إلى غير ذلك مما يدل على أن هذا المصدر الهام لا يستغني عنه باحث.
ومما يجدر ذكره في هذا المقام الإشارة إلى أن هذا الكتاب أعيد طبعه بمناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية؛ بعد أن أوصت اللجنة بذلك وعهدت بالكتاب إلى مختصين في التاريخ لمراجعته؛ وصدر في مجلدين كبيرين.
|
|
|
|
|