أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 10th June,2001 العدد:10482الطبعةالاولـي الأحد 18 ,ربيع الاول 1422

عزيزتـي الجزيرة

عندما تغيب القدوة
تدخين النساء .. ظاهرة بحاجة إلى علاج
عزيزتي الجزيرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
يعجز القلم عن التعبير ويحار العقل في التفكير من هول الصدمة والمصيبة عن الظاهرة التي نشرتموها في التقرير المعد عن تدخين النساء، فلقد ساءني وساء كثيرا من الناس، هذه الظاهرة فأحببت أن أشارك بهذا المقال عله يكون إيقاظا للنائم وتنبيها للجاهل ورداً للمكابر والمجاهر.
لقد شهد التاريخ الإسلامي عبر عصوره المختلفة قدوات كانت بمثابة مرتكزات وثوابت للأمة الإسلامية، مما جعلها تتبوأ مكانة مرموقة بين الأمم، واليوم نرى أزمة في القدوة تتمثل في الأب والأم، بل الأسرة إن صح التعبير ونرى أزمة في المربين المعلم والمعلمة فهل هذا هو ثمن العولمة او التقدم او ثقافة العصر؟.
إن ما نشر في الجريدة عن نساء يدخن لهو تعبير صادق عن غياب القدوة والتربية الصحيحة، أين دور الأب في التربية أين دور الأم في التربية أين دور البيت؟ هل انعدمت عندنا القيم وتغيرت المفاهيم وانقلبت الموازين أم ماذا؟
إن كل ولي أمر مسؤول أمام الله عز وجل يوم القيامة عن رعيته، وفي ذلك يقول ربنا «يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة..» الآية ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه «كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالرجل راع ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها..» الحديث. وقوله صلى الله عليه وسلم أيضا في الحديث المتفق عليه «ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة» والنصوص والآيات كثيرة في هذا المقام.
ثم رسالة أخرى الى مربية الأجيال تلكم المعلمة التي لا أخالها درست سنوات عدة لكي نأتي في مقام التعليم والتربية والتوجيه أن تفسد البنات وذلك بتشجيعهن على الفساد وشرب الدخان كما حصل من تلك المعلمة. وهذا ليس تعميما ولكنه واقع حاصل ممن ينتسبن الى التعليم اسما لا فعلاً وصورة لا حقيقةً، فبالله عليكم هل هذه تصلح أن تكون مربية أجيال، أين القيم التي تعلمتها قبل أن تقف في مضمار التعليم أين الرادع الإيماني أين الحياء إن كان هناك ذرة حياء، إن مثل هذه المعلمة يجب ان يؤخذ على يديها وأن توقف عند حدها حتى لا ترتكب مثل هذه المغازي والعياذ بالله.
ثم إنه يجب علينا ان نبين موقف الشارع من هذه القضية فلقد أفتى علماؤنا بأن شربه «أي الدخان» حرام وبيعه حرام لأنه يؤدي إلى إتلاف الصحة والى إتلاف المال والله عز وجل نهانا عن ذلك بقوله: «ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة» وبقوله: «ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين» وبقوله صلى الله عليه وسلم «وعن ماله فيما أنفقه» لذلك ينبغي علينا أن نذكر المنظور الشرعي قبل المنظور التربوي والاجتماعي مع أن لهما أهمية ووقعاً على القارئ او المستمع ولا شك.
ثم إنني أحب أن أطرح اقتراحاً عله يجد اذناً صاغية من المسؤولين والغيورين وذلك بأن تفعل هذه القضية على نطاق واسع من خلال وسائل الإعلام المتنوعة وأن يكون هناك طرح جاد ومعالجة جادة.
وأخيرا ينبغي ألا يكون هذا الكلام مجرد عواطف بل ينبغي أن يكون علاجاً لهذه القضية ويبقى على المسؤولين في رئاسة تعليم البنات أن يولوا هذا الأمر أهمية لأنهم أهم جهة منوطة بهذا الأمر.
وهذا من الأمانة والله يرعاكم
ابراهيم صالح العيدهي - عنيزة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved