| منوعـات
* الحديث عن جمرك مطار الملك عبدالعزيز الدولي، ليس عن ساحات سفر وقدوم الناس..عبر هذا المنفذ الجوي وكذلك البحري والعابرين، وانما هو عن الادارة الجمركية، التي تمر بها السلع التجارية، وما يخص الدولة وأمرائها والسلك الدبلوماسي والهيئات المختلفة، في مدينة عريقة عريضة.
* جدة البلد والميناءان..البحري والجوي، بوابة الحرمين، والبلد السياحي ومحط رحال الحجاج والعمار، ليس لاداراتها الجمركية بمينائها الجوي مبنى..يلم شتاتها وكيانها، وانما هي اكشاك موزعة هنا وهناك..في ساحاتها، وعبر دور علوي، يكدح المراجع بعناء..عبر ممرات ضيقة ليس فيها غنى، رغم تطور الحياة من حولنا، فمازلنا..في البدائيات في بعض مرافقنا المهمة، وما يقال عن كيان جمرك مطار جدة، يقال عن ادارة الزكاة والدخل ، التي تنتقل عبر مبان مستأجرة مختلفة، تبعد وتقرب، حسب أمزجة وزارة المالية عندنا، التي لا تريد ان يكون للادارات التابعة لها مقرات تليق بالبلد وسمعته، و لاسيما الادارات الجبائية، مثل ادارة الزكاة وكذلك الجمارك، وهذه الممارسات من وزارةالمالية غير اللائقة، تنعكس سلبياتها على الدولة، ويوهم ان البلد في تخلف، لعدم الاكتراث بالمرافق الواجهة ، التي يزورها المواطنون والاجانب، مثل «السلك الدبلوماسي»، حيث نوصف بالتأخر والاهمال، ويسمعون منا اننا نصنف انفسنا في قائمة وزمرة المتقدمين، واننا أكثر وعيا من كثير من خلق الله، وأذكّر بقول من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم:« لا قول الا بعمل»، ذلك ان القول وحده لا يصنع شيئا! وما اكثر الذين يقولون مالا يفعلون!
* منذ عقدين..سمعنا ان جمرك مطار الملك عبدالعزيز، سوف ينشأ له مبنى جيد، يستوعب اعماله ومراجعيه، ويليق باسم مؤسس الكيان الكبير الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وتليق بالبلد العريض، ولكن لم يتحقق شيء..! ومرد هذا التخلف وزارة المالية وحدها، التي تبخل بالانفاق على مرافق مهمة، وذات دخول وموارد، وما أكثر ما ينفق بإسراف بلا مردود!
* قبل أسابيع..كنت في مراجعة تخليص كتب للنادي، في مطار جدة، جانب السلع، وسِحْتُ عبر تلك الاكشاك والممرات الضيقة، في الادارة الجمركية، وادارة مراقبة الكتب المستوردة، ورغم التسهيلات التي لقيتها من الزملاء موظفي الجمارك، لانني كنت موظفا جمركيا..قبل اربعة عقود، ومازال في الجمارك من يعرفني، ورغم تسهيلات الاخوة المسؤولين عن فسح المطبوعات، ذلك ان مطبوعاتنا ليس فيها ما يعقّد فسحها، والشكر موصول الى الاخ الكريم الاستاذ مسفر المسفر ، وكيل وزارة الاعلام المساعد ووصاياه بتسهيل الانجاز، للوثوق فيما نقدم للطباعة والفسح من الشوائب..!
* ان الشيء المزعج..هو الدوران حول تلك الاكشاك الارضية، والمعلقة، عبر سلالم، الى خارج الاكشاك..قرب البوابة الرئيسية للدخول، من شعب الجمرك، كومبيوتر وتسجيل واحصاء، وكشف عن السلعة، ومراجعة فرع البنك لدفع ما يترتب، والحصول على الفسح، والتردد على مخزن السعودية الشاحنة، وهلم جرا!
* ان العمل المطلوب، ان يكون الكيان الجمركي..يجمعه مبنى واحد، في الدور الارضي..فيه جميع الاجراءات الجمركية، في مكاتب متلاصقة، تيسيرا على المراجع، ودور علوي للادارة وما يتبعها!
* ان الجمارك في الدنيا كلها..عنوان البلد، في تعسيرها وتيسيرها، ونحن نجوب الارض، ونرى جمارك العالم..في المطارات، والموانئ البحرية، وعبر القطارات، نرى كل التيسير والانجاز، لكن في الوطن العربي..ونحن جزء منه، نرى كل التقصير والتعقيد والعنت!
* انني موقن بالمصائب في الدنيا، وربما كانت اكبرها المخدرات وتهريبها..لتدمير الشباب والشعوب، أدرك هذا وأمثاله، غير اني اتحدث عن المباح، وهو كيان الجمارك، ومنها الزكاة والدخل، وينبغي على وزارة المالية المعسّرة في كل شيء ان تدرك ان من شدّد شدَّد الله عليه، كما قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم، والقائل:«يسروا ولا تعسروا فقد كفيتم».
|
|
|
|
|