أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 10th June,2001 العدد:10482الطبعةالاولـي الأحد 18 ,ربيع الاول 1422

محليــات

مستعجل
هذا ما يجري في جامعاتنا وكلياتنا: فأين يذهب أبناؤنا وبناتنا؟! )2(
عبد الرحمن السماري
** هل يمكن.. أن يصدق أحد.. أن جامعاتنا تعتذر عن قبول أبنائنا؟
** وهل يمكن.. أن يصدق أحد.. أن يقتصر القبول في كليات جامعاتنا على من حصل فوق ال«90%» أو ما حولها فقط.. وما عدا ذلك.. فلا مكان له؟!
** وهل يمكن.. أن يصدق أحد.. أن جامعاتنا.. هي التي تختار للطالب تخصصه.. فقد يحصل على «90%» ويطلب الطب والهندسة.. فيفاجأ أنه مقبول في الزراعة.. أو أن اسمه «ما ظهر مع المقبولين؟!».
** وهل يصدق أحد.. أن طلابنا بتقدير جيد جداً جالسون بلا دراسة.. وبلا كلية.. وبلا مستقبل؟!
** كيف تتخيل نفسية إنسان في ريعان شبابه.. تخرج من الثانوية العامة بتقدير جيد.. أو جيد جداً ثم قيل له.. اجلس في بيتك مع اخواتك.. فلا مجال لك.. ولا مستقبل تعليمي.. وعليك أن تبحث عن وظيفة «على قدك؟!».
** يتلفت يميناً ويساراً.. ويركض بملفه في كل طابور وظيفي.. وعندما يضرب معه الحظ.. ويجد واسطة قوية.. يتم تعيينه «سكورتي» أمن في إحدى الشركات أو الدوائر.. براتب شهري قدره «1500 ريال» كحد أقصى.. على أن يعمل «12» ساعة يومياً.. ويستمر على هذا الراتب الهزيل عدة سنوات.. ولو تأخر يوماً أو مر بظروف صعبة.. لوجد ملفه «مَنْطُول» عند موظف الاستعلامات غير مأسوف عليه..
** فلا وظيفة.. ولا اتمام دراسة.. ولا كلية أخرى.. ولا خيار آخر.. حتى الكليات أو المعاهد التقنية التي يطالبون الشباب بالتوجه لها هي ترفض أكثر هؤلاء.. أو تأخذ نسبة محدودة.. والباقون «تمسكهم الباب» أو «رح لامّك؟!».
** أين يذهب هؤلاء.. وماذا تنتظر منهم؟!
** حتى الكليات الأهلية.. هي الأخرى لديها نسبة محدودة.. وحد أدنى.. وامكانية محدودة.. لأنها كليات محدودة جداً.
** إن مشكلتنا.. هو الربط بين وجود الوظيفة في القطاع الحكومي وبين القبول في الجامعة.
مشكلتنا.. أننا نحدد القبول في الجامعة وفي الكلية والقسم الفلاني.. لأن المجال الوظيفي فيه محدود أو معدوم أو شبه معدوم.. وننسى أن مهمة الجامعة.. هي التعليم والتخريج فقط.. وما عدا ذلك.. ليس مسؤولية الجامعة.. وتبعاً لذلك.. ليس أيضاً مسؤولية الدولة.. إذ ليس بوسع الدولة أن توظف كل الخريجين.. وليس معقولاً أن تعالج الدولة.. البطالة.. بترهل وظيفي حكومي.. وكل مواطن يدرك هذا جيداً .. ولكن ما لا يدركه هو.. لماذا توصد أبواب الدراسة الجامعية أمامه في وطنه.. في بلده.. في «ديرته؟!»
** إن القطاع الخاص.. ما زال يستوعب مئات الآلاف من شبابنا.. ودول خليجية أخرى تعاني من خلل في التركيبة السكانية بسبب طغيان العنصر الأجنبي.. وهي ترحب بخريجينا.. اذاً.. المجالات موجودة وليس الاحتياج يقارن بحاجة القطاع الحكومي..
** ثم إنه كحل لهذه المعادلة وبشكل سريع يتناسب مع حجم المشكلة.. لماذا التعامل مع القطاع الخاص بشكل أكثر جدية؟!
** شركات ومؤسسات كبرى.. لا تشاهد فيها مواطناً سعودياً واحداً.. حتى موظفي الاستقبال والأمور الادارية والمالية.. كلهم أجانب.. وحتى الذين يلبسون الغترة والشماغ والعقال في هذه الشركات والمؤسسات هم أيضاً.. أجانب..!
** لماذا لا تشكل لجان عاجلة من قطاعات مختلفة تخترق هذه الشركات والمؤسسات وتحصر الوظائف لديها و «تطعمها» بالعنصر السعودي مجرد تطعيم ولا نقول تعميم؟!
** لماذا تحولت السعودة في بعض الأماكن الى مجرد حيلة وأرقام وهمية واحصائيات غير دقيقة؟!
** هل نحن سعداء بهذه الأرتال من شبابنا الذين يذهبون لجامعاتنا ويعودون حيث أتوا؟!
** هل الحل الأمثل لمشكلة خريجي الثانوية.. هو رفع نسبة القبول في الجامعة عاماً بعد آخر؟!
** وكيف تقبل قطاعات أخرى = سينقلب الوضع عليها وستتأذى من هذا الاجراء= كيف تقبل بهذا الوضع المغلوط؟!
** ماذا تتوقع من مراهق في العشرين من عمره.. قيل له.. لا جامعة.. ولا وظيفة.. ولا مستقبل.. ولا بيت.. ولا زواج.. والحل «اقلب وجهك؟!» ولا تحلم بشيء من ذلك؟!
** ما الحل البديل في نظره.. هل يستمر يأخذ المصروف من الوالد أو الوالدة.. أو أخته الموظفة.. مع ما يصاحب ذلك من اذلال واحتقار و«فشيله؟!»
** هل يستمر ينام طوال النهار ثم يخرج في الليل مع مجموعة مثله.. أوصدت كل الأبواب أمامها؟!
** ثم ماذا يعمل هؤلاء اذا خرجوا؟!
** أخيراً.. هل وظيفة الجامعة.. التفنن في رفع نسبة القبول واغلاق القبول في بعض الأقسام أو الاتصال بوزارة الخدمة المدنية.. وسؤالها عن مجالات العمل.. وكأن المسألة ليست مسألة علم ولا جامعة.. بل مجرد تخريج مجموعة «عمال» على قدر الحاجة فقط؟!
** نحن لا نلوم بعض المدارس الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية اذا رفضت قبول طالب بسبب زيادة عدد الطلاب..
** نحن لا نلومها لأن البدائل أمامك عشرات المدارس الأهلية ولكن.. البدائل في التعليم الجامعي «مفقودة» محلياً..
** ونحن ندرك أيضاً.. ان ايجاد جامعات أو كليات أهلية ليس بالشيء اليسير الهين.. ولكن ليتم التخطيط لذلك من الآن.. وعلى جامعاتنا «أن تتكرم علينا وتأخذ على نفسها شوي» وتتوسع في القبول حتى يأتي الفرج بكليات أو جامعات أهلية.
** ونعود الى نقطة البداية ونقول.. لنفصل قضيتي القبول والتوظيف.. فأبواب الزرق واسعة.. وبلادنا بلاد خير..

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved