| المجتمـع
* تحقيق فهد المطرفي
اجازة الصيف على الابواب.. ومع قربها وبدايتها تشتعل حمى الرغبة في السفر والاصطياف في الخارج.. وذلك رغبة في التنزه والمتعة.. ورغم ما قيل عن السفر وفوائده الخمس .. إلا انه مع مرور السنوات واختلاف النظرة والهدف من السفر اصبحت مضاره اكثر من فوائده.. وهذا ما يتبين لنا من خلال التحقيق التالي الذي ركزنا فيه على سفر الشباب من صغار السن وحدهم مما يعرضهم للكثير من المخاطر والامور التي تؤثر على سلوكياتهم وانضباطهم.. فالى تلك الآراء التي تضمنت تجسيدا للمشكلة..
آراء أولياء الأمور
التقينا بداية مع احد اولياء الامور وهو خالد اليوسف الموظف في شركة خاصة ورب اسرة حيث قال: احرص دائماً على السفر مع الاسرة فبعد عام قضيناه في العمل والجد نحتاج الى ان نأخذ قسطاً من الراحة وذلك بالسفر في الاجازات ومنها اجازة الصيف . فكل عام اسافر واسرتي الى إحدى الدول الاوروبية وقد تسأل لماذا الاوروبية فأقول ان مصايفنا جميلة ولا ينقصها شيء ولكن بعد سنوات من قضاء الصيف فيها قررنا قبل سنوات تغيير الوجهة الى خارج الوطن.
وحول الابناء يقول اليوسف: ان السفر وبالذات خارج المملكة يجعل ابنائي يكتسبون معرفة وثقافة جديدة ولكني احرص على الوجود معهم في كل زيارة، ورغم ثقتي في ابنائي الا ان المغريات كثيرة لذلك تجدني بجانبهم دائماً.
وعن اعمار ابنائه يقول: ابنائي الذكور ثلاثة الكبير )19( عاماً والوسط )17( والصغير )6( سنوات.
وبسؤاله عن لو طلب الابن الاكبر منه ان يسافر وحده مع اصدقائه فهل يوافق؟ فقال: اولاً لا يحق له حتى الآن السفر لانه لا يملك جواز سفر خاصا به ولكن عندما يكبر لا اعلم. ولكن اعتقد ان الامر يتعلق بمن يريد السفر معهم.
وحول رؤيته للشباب في الخارج بحكم كثرة اسفاره يقول اليوسف: للاسف الشديد اننا عندما نسافر للخارج نشاهد شباباً صغارا يسافرون بمفردهم ويقومون ببعض الممارسات البعيدة كل البعد عن ديننا وعاداتنا وتقاليدنا لذا ارجو من الاسر التنبه لهذا الوضع.
لا أرفض طلب ابني!
من جهته يقول مشعل الحربي احد منسوبي مطار الملك خالد : عندما نسافر مع الاسرة وبالذات الى الدول الاجنبية فإني احرص على ابنائي وبالذات الشباب منهم فليس من المعقول ان نعاملهم في المملكة بحرص ونترك لهم الحبل على الغارب في الخارج بل اكون اكثر حرصا كما قلت في الخارج.
وعن سفر ابنائه وحدهم يقول الحربي الحقيقة ان الامر لم يعد بيد الانسان ولو كان بأيدينا لمنعنا ابناءنا ولكن عندما يأتي ابنك ويطلب السفر مع اصدقائه ويقول ان جميع اصدقائه سيسافرون لا يكون لك حينها الا السماح له ولكن بعد محاضرة طويلة حول ما يجب عليه وتذكيره بما يجوز وما لا يجوز.
رأي الشباب
اما الشباب فان لهم رؤية خاصة بهم وهم المعنيون بهذه القضية وتحدث الينا:
«بدر العيشوي» طالب في جامعة الملك سعود قائلاً: السفر مهم جداً لتجديد النشاط بعد عام دراسي طويل اجتهدنا فيه بعمل البحوث وقراءة المراجع والتحضير للامتحانات لذلك لا اظن ان احدا من الناس لا يحب السفر وخصوصاً الشباب ويضيف: في الماضي كنت دائماً اسافر مع الاهل الى اي مكان يختارونه ولكن اليوم اصبحت شاباً واريد الاعتماد على نفسي لذلك اختار مع اصدقائي البلد المناسب الذي يتميز بطبيعته ووجود الاماكن الترفيهية )البريئة( ونذهب اليه. وعادة تكون هذه الدول من الدول العربية القريبة الى المملكة.
من جانبه يؤكد الشاب علي الروقي كلام العشيوي حول حب الشباب للسفر ويضيف: حقيقة السفر له عدة فوائد ولكن هناك فئة من الشباب تذهب للبلدان الاجنبية ليس بقصد السياحة ولكن لهم )مآرب اخرى!( وهناك فئة من الشباب تذهب بشكل مجموعات يكون هدفهم الاول والوحيد هو السياحة لمجرد السياحة وذلك برؤية مجتمعات اخرى وطبيعة اخرى والتعرف على البلدان المجاورة.
شاب آخر هو عبدالعزيز العيسى موظف في بنك له رأي آخر حيث يقول: اعتقد ان السفر للخارج يؤدي الى انحلال الشباب وذلك لوجود المغريات والفتن لذا اعتقد ان من يريد السياحة بحق فهي لدينا ويجب ان نحمد الله على ما منَّ على هذه البلاد من اماكن سياحية نحسد عليها وهي افضل من كثير من بلدان يذهب اليها الناس.
إقبال على الدول العربية
وحتى نتعرف على نسبة المسافرين من فئة الشباب واكثر الدول التي يفضلونها زرنا احد مكاتب السفر والسياحة والتقينا مع مدير المكتب محمد الرزين الذي قال: حسب خبراتنا وتجاربنا مع المسافرين فان كثيراً من الشباب يرغب في السفر مع اصدقائه ولكن قد يؤثر على نسبة هؤلاء وقوف بعض اولياء الامور بحزم امام رغبات ابنائهم لانهم يخشون على ابنائهم من الوقوع في المحرمات.
واما اكثر الدول التي يطلبها الشباب يقول الرزين: تأتي الدول العربية في المقدمة مثل سوريا ومصر والاردن ولبنان ثم تأتي بعد ذلك دول شرق آسيا مثل اندونيسيا وسنغافورة وماليزيا.
ويضيف الرزين: وهناك زيادة ملحوظة ايضاً على الرحلات الداخلية لان السياحة في المملكة بدأت تجذب الكثير من السائحين.
وحول سلبيات سفر الشباب وحدهم يقول الرزين: هناك سلبيات كثيرة لسفر الشباب بمفردهم وهي ليست خافية على احد. ولذلك فان انظمة الدولة تمنع سفر اي شاب لم يبلغ السن القانونية او سن الرشد دون الحصول على موافقة ولي امره.
رأي علم النفس
وحول رأي علم النفس بوجود هذه الظاهرة يقول الدكتور زين العابدين حسن - طبيب نفسي في احد المراكز الخاصة : اعتقد ان هذا الموضوع لا يشكل ظاهرة لان الشباب الذين كانوا يسافرون في الماضي اكثر من الذين يسافرون اليوم وذلك بسبب الظروف الاجتماعية والاقتصادية وتنامي الوعي بين الشباب اضافة الى وجود وتطور السياحة الداخلية. حيث اصبحنا نرى في السنوات الاخيرة قيام بعض المهرجانات في معظم مدن المملكة السياحية مما يقلل من نسبة الشباب الذين يسافرون للخارج.
وحول دوافع الشباب الذين يسافرون للخارج يقول الدكتور زين العابدين: ان الغزو الثقافي الذي يتمثل في القنوات الفضائية وما تبثه من مغريات تشجع بعض الشباب على السفر. وكذلك الانترنت وما يقدمه من صور خيالية عن بعض الدول. اضافة الى جهود بعض وزارات السياحة في الترويج لبعض الدول وخاصة العربية منها.
رأي الدين
ولمعرفة رأي الدين في سفر الشباب والسفر للخارج عموماً التقينا مع الشيخ عبدالله الرشود إمام وخطيب احد جوامع الرياض الذي قال: ان ما نراه اليوم من تلهف معظم الناس على السفر وقيامهم منذ فترة طويلة بتأكيد حجوزاتهم امر يدعو الى الاستغراب والتعجب. فأين يريد هؤلاء ان يذهبوا؟ ولقد اجمع كثير من العلماء على ان السفر الى البلدان غير الاسلامية لا يجوز إلا بشروط معروفة.
ويضيف الشيخ الرشود: معروف ان البلاد غير الاسلامية يكثر بها الفسق والفجور ولذلك لا يستطيع الانسان المسلم ان يأمن على حاله وتصرفاته.
وحول موضوع سفر الشباب وحدهم يقول: حال الشباب المسافر مع اقرانه اسوأ من سفر الاسرة لان الشباب يتميزون بخصائص تجعلهم يقعون في المحرمات اسهل من غيرهم ومعظم الشباب غير قادر على مقاومة المغريات التي سيواجهها بالتأكيد في الخارج. والسفر خطر يهدد عقيدة الشاب ويغير في سلوكه مما يشاهده من سلوكيات مختلفة معظمها لا يمت للاسلام بصلة.
ويضيف الشيخ الرشود: ادعو الله ان يجنبنا شر هذا الامر وان يبعد شباب المسلمين عن كل ما يجلب الفتن.
وتمنى الشيخ في الختام ان يذهب الناس الذين يريدون السياحة الى مصايفنا ومناطقنا الجميلة لان فيها كل ما يريده السائح.
|
|
|
|
|