أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 10th June,2001 العدد:10482الطبعةالاولـي الأحد 18 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

أخضر.. وأحمر!
سلمان بن محمد العُمري
لكل مسؤول أو موظف باب، وهنا أقصد بالباب معناه الحقيقي، أي باب الدخول والخروج إلى المكتب، بعيداً عن كل استخدامات المجاز من باب الوساطة، أو باب السلوكيات، أو ما يدعى ببواب الباب أو حارسه، لقد قصدت ذلك الباب الأصم الأبكم الذي لا يعرف إلا أن يفتح، ويغلق، ولا يفقه ما يجول خلفه، ولا ما يحدث أمامه، إنه الباب الذي يلجه المدير ليغلقه وراءه، مع أنه في دوامه ويبقى مغلقاً والوظائف والأعمال معطلة حتى يفرغ فنجان القهوة أو كأس الشاي عن بكرة أبيه، ومن ثم يفتح ليطل علينا موظف أو مدير بلا بسمة على محياه، وبلا رونق في كلامه، وبلا لطف في استلامه، وبلا لباقة في أداء واجباته، وأؤكد أن هذا ما يحدث أحياناً، وليس دائماً، فهناك الظريف العفيف، ولكنني أسوق كلامي وأقوالي على من ينطبق عليهم القول.
المهم يقبع ذلك الذي ذكرنا وراء مكتب طويل عريض وبكرسي فخم يليق بالمقام، وبعدد معاملات لا تتعدى أصابع اليد يغلق الباب ويضيء ضوءاً أحمر، وهذا يعني فيما يعني أنه ممنوع الدخول لأي سبب كان، فصاحب المقام وعالي الشأن يشرب قهوته، ويريح نفسه من عناء يوم طويل، ويمضي الوقت بطيئاً وبانتظار حصول مفاجأة قل مثيلها، وطال انتظارها، ألا وهي اشتعال الضوء الأخضر على الباب المسكين، وهنا يسمح بالدخول، وهيهات هيهات أن تنتهي المأساة ولطالما، حلمنا أن ينكسر، ويتحطم ذلك الضوء الأحمر، كما تهاوى من ذكرنا.
هل المكاتب لأكل التمر يا سادة ولالتهام السندوتشات، هل هذا المكان اللائق بذلك، ألا يحق لنا أن نتساءل، وخصوصاً أن معظمنا شاهد الحضارة التي يحياها غيرنا، لماذا يحصل عندنا ذلك، ونحن الأجدر بأن نكون أهل الحضارة وبناتها، فنحن عنواننا العمل، وديننا الحنيف يحثنا على العمل والتفاني فيه والإخلاص فيه، وبذل كل جهد لتطوير النفس والأمة والمجتمع، علامة استفهام خضراء كبيرة نضعها مقابل إشارة التعجب الحمراء الأكبر، عسى أن تصل إلى من يهمه الأمر. والله ولي التوفيق.
alomari1420@yahoo.com


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved