أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 10th June,2001 العدد:10482الطبعةالاولـي الأحد 18 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

شمس العصافير
نحن والغرب
ناهد باشطح
* قبس:
«ليس ثمة نسخة جميلة دون نموذج جميل»
حكمة يونانية
* **
ثمة خلل في علاقتنا بالغرب فنحن إما رافضون لكل ما يأتي منه مع انصياعنا له من خلال استقبالنا واستهلاكنا لما يصدر من سلع استهلاكية نهديه من خلالها امكاناتنا المادية ونسمح له بالإسهام في تشكيل ذوقنا المعيشي وإما خاضعون لشعور بالنقص تجاه الغربي يتضح ذلك في محاولة حثيثة منا لإظهار تقدمنا ورقينا في البنيان والانجازات الملموسة في الاقتصاد ومناحي الحياة المادية ونخفي عنه ما يتعلق بمجتمعنا وعاداتنا وكأنها جزء مشوّه لا يصح ان يطلع عليه.
هذه الفكرة هي التي تدعو البعض الى انتقاد الصحفي الذي يناقش قضايا مجتمعه بأنه يتحدث عما يتلهف الغرب لمعرفته من قيم المجتمعات العربية.
المثير للتساؤل اذا كنا سندفن رؤوسنا كالنعامة فلا نتحدث عن مشاكلنا عبر وسائلنا الإعلامية لنشكل قاعدة الوعي العريضة فمن الذي سيفعل ذلك؟
إذا كنا نخشى ان يطلع الغرب على مجتمعاتنا فهو شعور بالنقص لا مبرر له لأن المجتمعات الانسانية جمعاء تعاني مما تعاني منه المجتمعات العربية من مشاكل اجتماعية مع اختلاف القالب المجتمعي والظروف المهنية.
اقصد انه لا يوجد المجتمع المثالي إلا في خيال «افلاطون» ولا توجد المدينة الفاضلة إلا في خيال «الفارابي» وقد انتقلا الى رحمة الله دون ان يريا المجتمع المثالي واقعا معاشا.
من هنا وفي عصرالثورة المعلوماتية لم يعد يجدي ان ننتهج كأفراد مسؤولين في المجتمع سياسة تغطية الجروح الى ان تبرأ.
الجروح اليوم صارت معلنة فعدسات الكاميرات في القنوات الفضائية ترصد الصورة لتبثها وتعيدها عشرات المرات او اكثر.
اذا اردنا ان نواجه التحدي الغربي فعلينا كما قال الدكتور «هشام شرابي» ان نفطن الى امرين:
اولاً: الفهم الصحيح لحقيقة الغرب ولما نريده من الغرب.
ثانياً: القدرة على تجاوز نظرية التحديث ونظرية التقليد في مجابهتنا للغرب والسير في طريق حضاري مستقر.
الندّية التي تحدث عنها «شرابي» في كتابه «مقدمات لدراسة المجتمع العربي» هي المرتكز الأساسي لإنشاء علاقة ايجابية مع الغرب والإسلام يوجهنا الى ان الحكمة ضالة المؤمن اينما وجدها اخذ بها.
اذن علينا ألا نتخذ موقفا ضد الغرب وثقافته إلا فيما يتعارض مع الثوابت الدينية وهي مسألة غير مطروحة بالطبع للنقاش.
ما اقصده ان احساسنا بالندية يخلق نوعا من الثقة في ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا فنحن أمة بلا شك لها تاريخ وإن توالت عليها النكبات والازمات فالغرب عانى من ويلات الحرب ومازال يعاني الإنسان داخله من الاستغلال.
اما نحن.. خير أمة اخرجت للناس فمسؤوليتنا جسية ان نضطلع بدور أساسي لنهضة مجتمعاتنا.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved