| مقـالات
كسب قلوب الآخرين مهارة وفن لا يجيده إلا القليل جدا من الناس. كم هو انجاز رائع ان تنجح في جعل أفئدة الناس تهوي اليك فتنفتح مغاليقها لما تنادي به، وكم هو أروع ان يقترب اليك الناس مدفوعين بسجاياك الحسنة وبخلقك الرفيع وبقناعتهم المطلقة لما تدعوهم اليه. وفي هذا الشأن خرجت علينا الكثير من الكتب التي تحدثنا عن أساليب كسب الأصدقاء. الحديث في مثل هذه الكتب يتمحور عادة حول الاستراتيجيات التي يمكن بواسطتها ان تنقل علاقتك بانسان من الحيادية الى علاقة تتسم بالود والتقدير المتبادل، لكن ما بالك بأسلوب ينقل علاقتك بانسان من العداوة المكشوفة الى الولاء والحميمية. انه أسلوب «ادفع بالتي هي أحسن». كثيرا ما يواجه أحدنا من قبل الآخرين بمواقف تضطره الى ردود أفعال تنفرهم منه وتثير لديهم شعورا بالسخط والعداء. كان يمكن «لأحدنا» هذا ان يستخدم أسلوب «ادفع بالتي هي أحسن» وهو أسلوب يقابل بواسطته الفرد اغضاب الآخرين له بالصبر، ويواجه جهلهم عليه بالحلم واساءتهم اليه بالعفو، ان مثل هذا الأسلوب كفيل بأن يقلب العدو الى صديق حميم كما جاء في التوجيه الرباني.
إننا في التربية والتعليم مطالبون بأن نتخذ كل التدابير التي تجعل من أسلوب «ادفع بالتي هي أحسن» عملا يمارسه طلابنا عن قناعة مطلقة، خصوصا إذا كنا نعدهم ليتفاعلوا ويتواصلوا مع مجتمعهم المحلي والانساني بما يحقق الخير والرفاه لهم وللآخرين. ان معظم مصائب العالم عبر القرون تنبع من افتقاد الأجيال الى هذه القيمة الأخلاقية العالية.
أطباؤنا وأطباؤهم:
الذين قدر لهم ان يعيشوا فترة من حياتهم في الغرب ربما لاحظوا كيف تكون العلاقة بين الطبيب ومريضه أو أقارب مريضه. هناك تتحدث الى أحد جهابذة الطب في موضوع يتعلق بك أو بأحد أقاربك فتجده أذناً صاغية، يحاورك بمنتهى الجدية، بل قد تجده يطلب منك ان تبدي وجهة نظرك حول الموضوع المطروح. في مثل هذه الموقف يداخلك أحيانا شعور بأنك «تفهم» في الطب أو أنك مثقف طبياً. أقول قولي هذا بعد ان صك سمعي حديث أحد أطبائنا )متعاقد( وهو يقول لأحد أقارب مرضاه بلهجة حادة «أنت لست الذي يعلمنا كيف نؤدي عملنا». بالتأكيد هو تصرف فردي، ولكنه آثار لدي شجناً.
|
|
|
|
|