| العالم اليوم
ليست هذه المرة الأولى ولا الأخيرة التي تؤكد فيها المملكة من خلال أعلى قياداتها على مواقفها الواضحة والمبدئية تجاه القضايا العربية والإسلامية الأساسية وبخاصةٍ القضية الفلسطينية التي تعد القضية المركزية للعرب والمسلمين جميعاً.
في البدء كان المغفور له الملك عبدالعزيز الذي أرسى الدعائم وفق ما يجب أن تكون عليه العلاقات بين العرب والفلسطينيين وأبان الكيفية التي تنتهج لمنع اليهود من الاستيلاء على فلسطين.
كان رحمه الله يدعو ويحث على وجوب دعم الفلسطينيين بالرجال والمال والسلاح وجعلهم يقودون الجهاد لتحرير بلادهم، لا أن نجعلهم تحت وصاية الحكومات العربية آنذاك التي كان جلُّها تحت حكم المستعمرين.
يومها قرن الملك عبدالعزيز القول بالعمل فأرسل الرجال والمال والسلاح للإسهام في تحرير فلسطين ولكن لأن الإرادة العربية كانت مرهونة للمستعمر، لم يُؤخذ برأي المجاهد عبدالعزيز بن عبدالرحمن فضاع نصف فلسطين.
وتواصلت مواقف المملكة الثابتة والمبدئية في عهود سعود وفيصل وخالد وفهد، كلٌّ أسهم وأضاف لمواقف المملكة ومبادئها، والقارئ المتمعن لمواقف المملكة في الفترة المنصرمة من تاريخ الصراع العربي/ الإسرائيلي لا يرى أي تغير في الموقف السعودي المبدئي الذي وضع أسسه الملك الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن.. مساعدة الجهاد الفلسطيني بالرجال والسلاح والمال.. وتماشياً مع طبيعة العصر الحديث أضافت القيادة السعودية الدعم السياسي الفعّال، فأصبحت القضية الفلسطينية القضية السياسية الأولى في السياسة الخارجية السعودية.. وأصبحت فلسطين هي البند الأول في أي مباحثات يجريها مسؤول سعودي بدءاً من الملك إلى أي مبعوث وزيراً كان أو سفيراً.
والآن، وكما في جولات دولية سابقة، تحظى القضية الفلسطينية بالأولوية المسبقة في كل ما يبحثه ويهتم به الأمير عبدالله بن عبدالعزيز،
ففي دمشق وقف الصمود العربي بوجه الغطرسة الإسرائيلية.. وفي برلين حيث يبتز اليهود الألمان مستغلين جرماً ارتكبه عهد سابق.. وفي استوكهولم حيث ترأس السويد الاتحاد الأوروبي.. وغداً في المغرب التي يرأس عاهلها لجنة القدس الإسلامية.. في كل هذه البلدان، وفي كل المباحثات واللقاءات فلسطين هي الهمُّ.. وتحريرها هو المطلب.. ورفع الظلم عن الفلسطينيين ووقف عدوان الإسرائيليين هو ما يسعى إليه عبدالله بن عبدالعزيز في كل جولاته وزياراته ناطقاً بالحق، منافحاً ضد الباطل متحدياً القوى التي تدعمه في كل مكان.
لمراسلة الكاتب
Jaser@Al-Jazirah.com
|
|
|
|
|