| ملحق المعرض الاول لوسائل الدعوة
إن الدعوة إلى الله عز وجل من أعظم الأعمال، وأجل الواجبات، كما قال تعالى: )ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً، وقال إنني من المسلمين(، وهي وظيفة الأنبياء، ومهمة المرسلين، وقد أمر الله عز وجل بها، فقال تعالى : )ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن(، وهي سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: )قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني(.
وعندما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم وأمره بالدعوة إلى الله والصدع بالحق، اتخذ جميع السبل والوسائل المتاحة لتبليغ رسالة الله تعالى، وكانت تلك الوسائل تتمثل في فنون القول، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخاطب الناس بالوحي، وبما أعطاه الله إياه من جوامع الكلم، سواء في المنتديات أو الأسواق، ومواسم الحج، وعلى المنبر، واستغلال جميع المناسبات، وكان يحث الشعراء على الدفاع عن الإسلام، ونشر تعاليم الدين.
وهكذا سار الصحابة رضي الله عنهم من بعده، وكذلك التابعون، وبمضي الزمان تطورت الأمم، واستجدت وسائل وأساليب جديدة، وقد استثمرها المسلمون على مر العصور والأزمان أحسن استثمار.
وعندما وفق الله عز وجل الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله إلى توحيد أجزاء المملكة العربية السعودية تحت راية الإسلام اعتنى بالدعوة إلى الله تعالى عناية تامة، واتخذ في سبيل ذلك جميع الوسائل والإمكانات ما كان موجوداً من قبل، وما استجد منها، فبالإضافة إلى منبر الجمعة، والخطابة والشعر والأدب، استغل في الدعوة إلى الله تعالى الجرائد، والمنشورات والمذياع والهاتف وغير ذلك.
وقد استمر أبناء الملك المؤسس رحمه الله على هذا النهج الرشيد في العناية بالدعوة إلى الله، وتسخير جميع الوسائل والإمكانات في نشر الإسلام بين العالمين، حتى وصل الأمر إلى هذا المستوى المتقدم في عهد خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله ورعاهم وكان من أعظم الوسائل في ذلك إنشاء وزارة تعنى بالشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وهي الوزارة التي تعنى بتوجيه سديد ومتابعة حثيثة من لدن معالي الوزير باستخدام جميع الوسائل المتاحة، واستثمار كل السبل المشروعة في خدمة واجب الدعوة إلى الله تعالى، وخاصة أننا نعيش في عصر تطورت فيه وسائل الاتصالات، وبلغت درجة كبيرة من التعدد والرقي، حتى صار العالم كله يشبه قرية صغيرة، وذلك يستوجب من المسلمين أن يستغلوا جميع تلك الوسائل في الدعوة إلى الله، ونشر الإسلام.
وقد أدركت وزارة الشؤون الإسلامية هذه الحقيقة، فبادرت إلى إقامة معرض يحوي وسائل الدعوة المسموعة والمقروءة والمرئية، وما يرجى استخدامه مستقبلاً، كما يهدف المعرض إلى تعريف الناس بمختلف تلك الوسائل، والتشجيع على الاستفادة منها، وكيفية ذلك.
ويكتسي هذا المعرض أهمية خاصة، ويرجى منه أن يحقق نجاحاً كبيراً، لأن الذي يرعى هذا المعرض، ويشرف حفل افتتاحه رجل عرف باهتمامه البالغ بالدعوة إلى الله بعامة، وخاصة في المنطقة الشرقية، وهو صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود أمير المنطقة الشرقية حفظه الله وهو الأمير الذي يولي المساجد، والأوقاف، ومكاتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات وفرع الوزارة في المنطقة الشرقية كل عناية، ورعاية واهتمام، جزاه الله عن ذلك خير الجزاء.
ولا شك أن رعاية سموه الكريم للمعرض وافتتاحه، دليل ناطق على ما تلقاه الدعوة إلى الله تعالى، ونشر الإسلام من عظيم الاهتمام، وبالغ الدعم والمؤازرة من لدن ولاة الأمر في بلد الدعوة، وموطن المقدسات، ومهبط الوحي، ومهد الرسالة، المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله ورعاهم، وسدد إلى طريق الخير خطاهم، وأمدهم بالعون والسداد، وأدام على هذه البلاد المباركة نعمة العقيدة والتمسك بالإسلام، والرخاء والاطمئنان، إنه سميع مجيب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ü وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف
والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والفنية
|
|
|
|
|