| ملحق المعرض الاول لوسائل الدعوة
نحن أمة متميزة، أمة رسالة ودعوة، وأمة إصلاح للأمم، وأمة خاتمة للأديان والملل، ورسالة الإسلام عامة شاملة رحمة للعالمين، وهداية للناس أجمعين، )ومَاَ أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ( الفرد في هذه الأمة فاعل عامل مؤثر، مشارك إيجابي معطاء، في كل موقع يتبوءه، وفي كل عمل يتقلده، بدعوته تزداد منزلته منزلة، وتسمو مكانته مكانة، ويتعدد إسهامه، ويتنوع عطاؤه، وتختلف وسائله بقدر علمه الذي علمه، وقدرته التي يستطيعها، ومواهبه التي يملكها ووسيلته التي يتقنها، وليس في هذا الدين فرد سلبي العطاء، كلّ على نفسه وأهله ومجتمعه.
كل فرد في هذه الأمة مسؤول عن حمل رسالة الإسلام وأداء أمانة الدين هماً وعملاً وفرحاً وحزناً، وبذلاً وسخاءً، وفق الضوابط الشرعية، والقواعد الدينية، والقدرات البشرية.
وتحقيقاً لهذا المعنى وتفعيلاً لأداء هذا الواجب وتمكيناً في إتاحة الفرصة لتحقيق الإسهام والمشاركة، جاء معرض الوسائل الدعوية من جهود هذه الوزارة النشطة الفتية وزارة الشؤون الإسلامية بتوجيهات معالي الوزير المفضال، الفقيه العالم، والداعي النشط معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ الذي طابت بجهوده الدعوة وأثمرت، ومنها هذا المعرض أسلوباً دعوياً، ووسيلة توجيهية معاصرة.
ولا ريب أن الإحساس بوجوب التعاون بحمل مسؤولية الدعوة العظيمة انطلاقاً من قوله تعالى: )وتعاونوا على البر والتقوى( والصبر على أدائها وإتقان عملها عملاً بقوله تعالى: )وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر(، والشعور الحي بها، والهم في تبليغها يؤدي إلى صدق التمسك بها، وقوة تأثيرها، والانتماء إلى أهلها، وظهورها في الأرض ظهوراً عاماً ظاهراً، )هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق(.
وهذا الهم الدعوي، والإسهام الخيري، وهذه المشاركة الإصلاحية ليست واجبة مقابل التزام إداري وظيفي، وجزاء دنيوي مادي، وإنما هي واجبة ديناً وشرعاً، وطلباً لعلو الدرجات، ومسابقة في الخيرات، ورفعة في المنازل والمقامات عند رب الأرض والسماوات أخذاً بالمنهاج السلفي، واتباعاً للهدى النبوي.
قال صلى الله عليه وسلم :)بلغوا عني ولو آية(، وفي الدعوة فضل وأجر عظيم، وثواب جزيل ومن منا لا يرد خير لك من الدنيا وما فيها، ومن منا لا يبغى خير لك من حُمر النعم؟!. والدعوة إلى الله وحده على بصيرة هي سبيل الرسول صلى الله عليه وسلم )قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين(.
لا أخال أحداً منا إلا وسيسابق إلى الخير وينافس في المشاركة، ويبادر إلى الإسهام في الدعوة، فالرسالة رسالة أمة، والواجب واجب عين، والحاجة متعينة ملحة، والفرصة متاحة سانحة، والأذن سامعة منصتة، والفطرة والقلب مستجيب راغب ووسائل الدعوة وأساليبها متعددة منها موعظة رقيقة، ومحاضرة مفيدة، ونصيحة صادقة، وخُطبة بليغة، وفي صواب الرأي وبذل المال دعوة، وفي حسن التربية ونشر العلم دعوة، والقدوة الحسنة دعوة، وأمر بمعروف ونهي عن منكر دعوة، وطبع كتاب أو نشر رسالة، أو إعداد مقالة في الخير دعوة، والحديث الشخصي في المعاني الإيمانية والمواعظ القلبية دعوة، وفي نقل وتوزيع رسائل الدعوة دعوة، وفي ترك ما يضر ومالا يعني حصول السلامة من الشر والإثم )قل خيراً أو فصمت(.
ومجالات الأعمال والوظائف كلها ميادين خير ودعوة ما اغتنمها المرء في حياته، والليل والنهار يمضيان بما أدخر في خزائنهما من الأعمال.
ومن أهم الميادين الدعوية التربوية دور الأستاذ المربي بين صفوف طلابه، وفي ميدان مدرسته، وفي شرح موضوعات مادته ومنهجه، فهو داعي إلى الله بربط العلم بالعبادة، والتفكر بالطاعة، والأسباب بمسببها وموجودها.
والموظف الأجير في عمله، الأمين في وظيفته حين تحريره للخطابات، وتحبيره للأوراق، وتقريره للأمور والأشياء ينظر بمنظار المصالح الشرعية، ويراعي حقوق الواجبات الدينية، والمنابع الخيرية والدعوية، ويسطر ما يرجو به ثواباً وأجراً، وخيراً وبراً، ونجاة يوم العرض وأمنا، وجنة ورحمة وفوزاً.
وهي رسالة كل عامل يرجو، الخير، ونشر الدعوة، وإعزاز الدين في كل موقع وفي كل عمل، أما حال العاجز الذي اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني، فهي سلبية في الدعوة ضعف في صالح العمل، وشبهات وشهوات، وأعظم العجز، وأفدح الخسارة، وأشد البلية، أن يكون العاجز في الخير داعياً على أبواب جهنم، ومنادياً بالبعد عن الدين، والانحراف عن الصراط المستقيم.
والدعوة إلى الله، وتبليغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم واجب الأمة، وحق عليها، يقوم بالوفاء به كل من علم في دين الله، وفقه في شريعة الله، رجالاً ونساءً، ذكوراً وإناثاً، لا يحجز فيه على قول حق، ولا يمنع منه دعوة صدق، والخسارة والهلاك في الإعراض والكذب والجهل، والضلال والانحراف في الشرك والابتداع والقول على الله بغير علم.
ولكل داعٍ نصيب من الخير والفضل، ومراتب الدعاة مختلفة ومنازلهم متفاوتة علماً وفضلاً، وقوة وقدرة، فمن منازل الدعاة العلية العلماء الراسخون، والفقهاء المجتهدون أهل الفتوى والاختصاص، ومراتب أخرى دونهم في العلم والفضل، وهكذا مراتب ومنازل، وأنواع ومجالات، وكثرة أو قلة في الإسهام والمشاركات، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
وحسب المرء نشر الدعوة، والسخاء بالخير، وبذل العلم على قدر علمه، وقدرته )لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق(.
وأهل العلم الأكابر، والعلماء الراسخون، من أهل الفتوى المعنيين هم الأصل والمرجع، وجهة الفتوى الاختلاف، ومصدر التوجيه والإرشاد، يعظم مقامهم، ويجل شأنهم، ويحترم اجتهادهم، لهم التقدير والمحبة والفضل، ولهم الرأي والسمع.
وقامت هذه الدعوة السلفية المعاصرة المباركة بالارتباط بالعلماء، والطاعة للولاة، في نصرة الحق، ونشر الدعوة منذ التقاء الإمامين محمد بن عبدالوهاب رحمه الله، والأمير محمد بن سعود رحمه الله، وما زال العلم والولاية علي منهاج الحق، وطريق السلف إعزازاً للعقيدة، ونشراً للدين، ونفعاً للمسلمين.
ومن هذه الجهود في نشر الدين هذه المؤتمرات والمعارض، والمناشط الدعوية المتميزة برعاية معالي الوزير وتوجيهات ولاة الأمر حفظهم الله، وشملت الداخل والخارج، وكانت نبراساً في الخير، ودليلاً إلى الهدى.
ومن سُعد المرء أن يكون له نصيب في الخير، وحظ في الدعوة وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم، وفقنا الله جميعاً للعمل بما يرضيه، وللدعوة إلى صراطه المستقيم. والله الموفق
|
|
|
|
|