| ملحق المعرض الاول لوسائل الدعوة
الحمد لله الذي من علينا بمعرفته وتفضل علينا بمعرفةآياته الموجبة لليقين بوحدانيته في القدرة التامة على خلقه. الواحد في ذاته وصفاته ، أرسل الرسل للدعوة إلى عبادته وحده لا شريك له ، فكانت الرسالة محصورة في دعوة الناس عموماً إلى عبادة الله وطاعته وفق منهج الله وما يريده من عبادة ، فمراد الله من عباده لا يعلم إلا عن طريق رسله ولذا فالعمل لا يكون صحيحاً إلا إن كان خالصاً موافقاً لشرعه المنزّل علي رسله وقد أبلى رُسُل الله في طلب هداية الخلق بلاءً عظيماً وحصل لهم من التعب والشقاء والحزن وسائر أصناف الأذى ما لم يعلم مداه إلا الله سبحانه ، فكان من الأنبياء من قتل ومنهم من رفع ومنهم من أوذي في نفسه وأهله بكل وسائل الأذى البينة والخفية ولكن الله نصر رُسُله وأتم دعوته كا قص علينا القرآن الكريم هزيمة أعداء الرسل وأنصار الباطل وهي سنة الله في خلقه ولقد تحمل أتباع الرسل ميراث النبوة وهو العلم الشرعي وعرفوا أعظم الأمانة التي تحملوها والخطر الشديد من التفريط في القيام بالواجب نحو الدين والدعوة إلى الله وقد مرّ على الناس زمان تزدهر به الدعوة ويخلص فيه الخلق لخالقهم ويأتي بعده زمان يغلب فيه الجهل والكسل ويقل العلماء العاملون الداعون المجاهدون فتندرس معالم الشرع ويحصل الضلال بغلبة المضلين ، لكن يبعث الله من يجلو الغمة ويعيد إلى الحق نضارته ووضوحه ومن يطّلع على أحوال الأمم في القديم والحديث يرى هذا الأمر واضحاً فأقرب مثالين لنا هما حالة البلاد الإسلامية مطلع القرن الحادي عشر وما هيأه الله من مطلع الإمام محمد بن عبدالوهاب والإمام محمد بن سعود اللذين تعاضدا للدعوة إلى الله سبحانه ونبذ الشرك ووسائله وجاهدا حتى حقق الله المراد من توحيد البلاد والعباد فالوحدة الصحيحة لا تكون إلا على أساس الانقياد لله والعمل بشرعه ثم جاء الملك عبدالعزيز وحمل لواء الدعوة إلى الله وإصلاح ما اندرس من الدين وما كان من الظلم والعدوان وقد أخلص في دعوته يدل على ذلك أقواله وأفعاله وأمره ونهيه فكان له ما أراد واستمرت هذه الحكومة في خدمة الإسلام حتى تاريخه وحتى إن شاء الله يرث الله الأرض ومن عليها فقد حكَّموا شرع الله في عباد الله وازدهرت الدعوة إلى الله في عهد خادم الحرمين الشريفين بالعناية الشخصية منه حفظه الله فأسس وزارة الشؤون الإسلامية وأطلق يدها في الدعوة إلى الله في الداخل والخارج لا يخاف في الله لومة لائم رغم كثرة أعوان الباطل وشدتهم وشراستهم لكن من كان مع الله كان الله معه ونحن نشاهد انتصارات الدعوة وكثرة الدعاة وما المعرض الأول لوسائل الدعوة إلى الله تحت شعار «كن داعياً» المزمع إقامته بالدمام خلال 1723/3/1422ه إلا أحد الأعمال الجليلة والمثمرة التي تقوم بها وزارة الشئون الإسلامية فهذه الوزارة بدأت تطالعنا كل يوم بجديد يهدف إلى تعريف الناس بدينهم وواجبهم نحو ربهم.
وإني بهذه المناسبة أشكر خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني الكريم على اهتمامهم الشخصي بأمر هذا الدين وأرجو الله أن يكتب لهم ولوالدهم الأجر العظيم ، كما أشكر معالي وزير الشئون الإسلامية وكافة القائمين على الدعوة إلى الله سبحانه علي جهودهم التي هي محل إعجاب الصالحين ومحل رضى رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
*رئيس محاكم منطقة المدينة المنورة
|
|
|
|
|