| الاقتصادية
عندما ننظر إلى الأطباء والطبيبات السعوديين الذين يعملون في المراكز الصحية والمستشفيات التابعة لوزارة الصحة، فإنه يمكن تقسيمهم لعدة فئات، الفئة الأولى وهي فئة الأطباء الذين تركوا العمل بالمستشفيات التابعة لوزارة الصحة واتجهوا للعمل في مستشفيات القطاع الخاص أو في المستشفيات الحكومية الأخرى غير التابعة لوزارة الصحة، فتلك الفئة أنعم الله عليها بوجود فرص هيئت لها فرص الانتقال من مستشفيات الوزارة لغيرها من المستشفيات الحكومية الأخرى «نظراً لتعدد المميزات التدريبية والتعليمية والمالية التي توفرها تلك المستشفيات»، والفئة الثانية هي فئة الأطباء الذين مازالوا يحاولون البحث عن فرص تهيئ لهم انتقالهم من مستشفيات وزارة الصحة لغيرها من المستشفيات الحكومية الأخرى، والفئة الثالثة وهي فئة الأطباء غير المبالين «او المتسيبين إن صح التعبير» فالملاحظ على تلك الفئة أنها لا تعمل ولا تنتج ولا تلتزم على المواظبة، كما ان عملها بالمستشفى يأتي في آخر اهتماماتها مما ينعكس سلباً على الخدمات التي تقدمها مستشفيات وزارة الصحة، وبصراحة فإن وجود تلك الفئة في مستشفيات وزارة الصحة هو كعدمها، والفئة الرابعة، وهي فئة الأطباء المخلصين الذين يحترقون من أجل مرضاهم ويقدمون أكثر مما هو مطلوب منهم دون اي تقدير او شكر ولا نملك هنا سوى ان نحترم تلك الفئة ونقدرها.
الحقيقة التي لابد من التطرق إليها تتمثل في ان فئة الأطباء المخلصين في مستشفيات الوزارة والذين لا يترددون في بذل كل ما في وسعهم من وقت وجهد في سبيل راحة وشفاء مرضاهم دائما ما يتذمرون من ان هناك تسيباً وإهمالاً وعدم التزام لا بساعات العمل ولا بأصول المهنة من قبل فئة الأطباء غير المبالين مما يؤدي إلى زيادة العبء على فئة الأطباء المخلصين، وما ذلك إلا بسبب عدم تفعيل مبدأ الثواب والعقاب بالشكل الذي يفترض ان يكون من قبل الجهات المختصة بوزارة الصحة، فوفقاً لما يدلي به الكثير من الأطباء العاملين بمستشفيات الوزارة، فإن المعيار الشائع في تقييم ومتابعة مدى جدية وانضباط الأطباء يقتصر على شكوى المراجع أو المريض فقط، ومما لاشك فيه ان اقتصار عملية تقييم الأطباء على هذا المعيار قد لا يؤدي إلى نتائج مرجوة ودقيقة، خاصة ان بعض شكاوى المرضى قد لا يتجاوز كونها شكوى كيدية، مع التأكيد على أهمية إدراك ان عدم تقديم شكاوى من قبل المرضى يجب ألا يعني بالضرورة ان ذلك القسم او ذلك الطبيب يؤدي عمله على الوجه المطلوب.
ولذا فإنني اتقدم لمعالي الدكتور اسامة شبكشي وزير الصحة والذي عُرف عنه حزمه في مواجهة التقصير الذي يبدر من قبل أي من منسوبي الأجهزة والمستشفيات التابعة للوزارة بأن يوجه بتفعيل كافة آليات التقييم الدوري من قبل المسؤولين والمعنيين بالأمر في إدارات التفتيش والمتابعة بالوزارة.. لمتابعة الجميع حتى يتسنى لهم محاسبة المقصر ومكافأة المخلص.
dralsaleh@yahoo.com
|
|
|
|
|