| مقـالات
صناعة الخدمات مزدهرة عند الشعوب المزدهرة..ضعيفة متخلفة لدى الشعوب النامية..والمقصود بصناعة الخدمات هي:
كل النشاطات التي تعتمد على الجهد البدني او الابداعي او المعرفي مثل..الصيانة والتشغيل، الاستشارات الهندسية والادارية والاقتصادية، التصميم والابداع الفني الطباعي او الاعلاني او الاعلامي..الخ.
تخلف تلك الصناعة لدى الشعوب النامية بعضها عائد الى الوعي بأهمية وجود الخدمة..او الى حداثة الخدمة ذاتها.
ولنضرب امثلة:
الصيانة والتشغيل..هذه الخدمة لا تعرف حقها ولا اهميتها الا حين التوقف او العطل بمعنى انه طالما ان التشغيل في المنشأة منتظم في المعدات والاجهزة والنظافة..فلا يتم السؤال او الملاحظة لكن حين يتعطل التكييف مثلاً هنا يتم الانتباه الى شركة التشغيل والصيانة..اي انه لا يتم الاعتراف بأهميتهم الا حين الاعطال.
ومن المؤسف ان هناك جهات حين طلب العروض لصيانة وتشغيل بعض المنشآت «بعضها عملاق» لا تضع مؤهلات العاملين والفنيين في الشروط بل العدد..والنظام يدعو دائماً الى ترسية المناقصة على اقل العطاءات والنتيجة في الغالب تقليل لعمر اجهزة المنشأة نتيجة لضعف الصيانة الوقائية.
الاستشارات الاقتصادية او الادارية..هؤلاء هم الاضعف في حلقة تقديم الخدمات وهناك قصة قول ان رجل اعمال دفع مليوني ريال لدراسة جدوى اقتصادية نتيجتها نصيحة رجل الاعمال بعدم تنفيذ المشروع..علق احد السامعين يا له من مفغل يدفع مليوني ريال حتى لا يعمل!؟ بالطبع فات على ذلك «العاقل» ان رجل الاعمال لو نفذ المشروع قد يخسر عشرة اضعاف ذلك المبلغ.
الاستشارات الهندسية..هؤلاء احسن حالاً «قليلاً» من مكاتب الاستشارات الاقتصادية والادارية فهم يخدمون قاعدة عملاء اوسع لكنهم يواجهون اشكالات تنظيمية..ومنافسة حكومية..وممانعة اجتماعية.
فالمكاتب الهندسية تشكتي ان علاقاتها مع امانات وبلديات المدن تحولت الى علاقات متوترة..وان كل جهة حكومية لديها ادارة هندسية..وان المواطن يرى توفير خمسة الاف ريال على مبنى يكلفه مليون ريال يستحق المخاطرة حتى لو كان ثمن ذلك توزيعاً غير مناسب وتنفيذاً يعتمد على امانة المقاول..وزيادة في تكاليف المواد تساوي اضعاف تكلفة التصميم الهندسي المناسب له.
الابداع الاعلامي والاعلاني..هذه ضعفها في حداثتها في مجتمعنا وحيث ان بضاعتها تعتمد على الابداع والوقت..وحيث ان صاحب القرار النهائي في القبول او الرفض هو صاحب او مدير الجهة الممولة للعمل والذي هو ليس بالضرورة ذا معرفة او حتى ذائقة فنية في مجالات الابداع الاعلامي الاعلاني..لذا فهم في الغالب بين يدي من لا يرحم لانه لا يقدر لانه لا يعرف.
المبدعون في الارض في كافة الازمنة والعصور هم الاقل تقديراً «الا من رحم ربي».
|
|
|
|
|