| مقـالات
يعتمد الإنسان في غذائه على الحليب او اللبن، وهو كما هو معروف بداية الغذاء للإنسان في طفولته. ويدخل في تركيب عدد من الأغذية الأخرى والحلويات. ولتميزه الغذائي جعله الله من أنهار الجنة فهو طعام متميز وجيد وضروري لحياة الإنسان في بداية التكوين، وحتى بعد استواء الإنسان خلقاً متكاملا . والذين يعيشون على الألبان الطبيعية في بداية حياتهم يكونون أقوى من غيرهم.. وأبناء البادية معظمهم ممن يمتلك الإبل الممتازة يكونون غالبا ذوي بنية قوية لأن العظام تشرّبت من الصغر باللبن الطبيعي من تلك الإبل.
ومن المعروف ان الألبان تختلف من حيوان الى آخر في نفعها .. ويرون في لبن البقر علاجا منقهاً للمرض في الأدوار الأخيرة لعلاجهم وبرئهم من أمراضهم.. ولبن الماعز أخف دسماً من غيره.. لكن يبقى لبن الإبل مصدر قوة وبناء للجسم وللقوة الجنسية .. وأهل الإبل يجدون مشقة في حليب إبلهم .. لكونها تخضع لطرق ووسائل منها وجود الحاشي وهو ولد الناقة بجانبها واستدرارها بلين وصبر ، وعدم وجود ما ينفرها .
ومن الغريب أنها تبدأ في الادرار حتى إذا وجد ما ينفرها اختفى اللبن بسرعة وكأنها لم تكن تدر من قبل. إذن فهو يخضع لحساسية مفرطة .
ويقول الخبراء إن لبن الأتان وهي أنثى الحمار صالح لمرضى الربو وكذلك أنثى الحصان.. ويصفه الأطباء الشعبيون لهؤلاء المرضى .
وقد يتغذى بعض الأطفال لدى الأزمات لأمهاتهم على لبن بعض الحيوانات. ويلاحظ أن الإنسان الذي يحرم من لبن الأم في بداية تكوينه يكون ضعيفا وذا عظم هش. كما أن العاطفة لديه تكون في مستوى متدنٍ لكونه لم يبن من خلال صدر أمه ما يكون علاقة قوية بينه وبينها .
ومن لطف الله أن هذا اللبن يأتي من خلال ضرع الدابة صافيا ونقيا مكتملا في تكوينه الغذائي حيث يمر بالدم والفرث .. فيأتي بعد ذلك لبناً صافيا نقيا ومفيدا.
قال تعالى «وإنّ لكم في الأنعام لعبرةً نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين».
وكونه يأتي سائغا فإنما ذلك من تمام فائدته العظيمة وهو لطف ونعمة عظيمة من الله.
|
|
|
|
|