أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 8th June,2001 العدد:10480الطبعةالاولـي الجمعة 16 ,ربيع الاول 1422

تراث الجزيرة

الحميدي والناصر ورواة الشعر
عندما نجتهد ونخطئ ثم نصحح الخطأ فلا عيب في ذلك بل هو الشيء المطلوب لاننا بشر نخطئ ونصيب نظن ونخمن والعلم الاكيد عند الله ومن قال انه ملم بكل شيء فهو لا يعرف شيئاً.
في عدد الجزيرة رقم 10459 الصادر يوم الجمعة الموافق 24/2/1422ه كتب الاستاذ الشاعر الحميدي الحربي في عموده الاسبوعي «كلمة التراث» تحت عنوان «احمد الناصر والابداع المتجدد» وقد اورد ابياتاً نسبها للشاعر الكبير احمد الناصر الشايع وفي عدد الجزيرة رقم 10466 في 2/3/1422ه كتب في نفس العمود تحت عنوان «الرواة آفة الشعر» ذكر فيه ان الابيات التي اوردها الاسبوع الماضي لم تكن للشاعر المذكور وهي للشاعر ابن دويرج - رحمه الله - حسب ما ذكره الشاعر احمد الناصر نفسه في اتصال هاتفي بالقسم الشعبي بصحيفة الجزيرة وهو موقف يسجل لصالح شاعرنا الكبير ويدل على الشهامة والرجولة والثقة بالنفس وارجاع الحقوق لاصحابها ولا يختلف اثنان على ان هذا الشاعر يعتبر من اعلام الشعر الشعبي ليس على المستوى المحلي ولكن على مستوى منطقة الخليج العربي سواء في شعر النظم او المحاورة وهو ليس في حاجة لشهادة من احد في هذا المجال.
الأمر الآخر لاشك ان الاخ الحميدي اصاب عندما صحح الخطأ الذي وقع فيه بنسبة تلك الابيات لغير شاعرها الحقيقي. لكنني في نفس الوقت اعتقد انه اخطأ في اختيار العنوان الذي صحح به الخطأ لان هذا العنوان فيه تعميم على جميع الرواة بأنهم آفة للشعر وهذا غير صحيح بشكله المطلق لانه ينبغي التفريق بين هذ الروائي وذاك فالراوي الحقيقي عندما تكون امامه قصيدة او قصة لا يعرف صاحبها فعليه الاعتماد على اكثر من مصدر والاستماع لاكثرمن رأي ومن ثم وبحكم خبرته يستطيع ان يرجح احد الاراء او عدة اراء اجتمعت على وجهة نظر واحدة في هذه الحالة نقول انه اجتهد وتحقق من المعلومات التي تلقاها من المصادر المختلفة. لكنه رغم ذلك كله قد يخطئ لكن نسبة الخطأ هنا تكون قليلة ومقبولة وقد تجد من يصححها وهذا الامر ليس في رواية الشعر فقط ولكن حتى في مجال الابحاث العلمية هناك نسبة خطأ تكون مقبولة ولا تؤثر على نتائج البحث.
هناك فئة اخرى لا نستطيع ان نطلق عليها صفة الرواة وهي تنقل ما تتلقى دون تحقق من هذه المعلومة او تلك وحتى النقل قد تخطئ فيه بالزيارة او النقص وقد اختار الشاعر الحميدي وصفاً دقيقاً لها عندما وصفها بآلة التسجيل التي تحفظ ما يودع بها دون فرز. ولاشك ان خطأ الراوي الذي لا يتعدى مجلس به عدة اشخاص اقل من خطأ ينشر في صحيفة يوزع منها الاف النسخ اليومية في الداخل والخارج واذا كان الراوي مطالباً بالتحقق من صحة المصادر فان الاعلامي بصفة عامة والصحفي بصفة خاصة مطالب بالتحقق بصورة اكثر قبل نشر اي معلومة.
كلمة اخيرة التعميم غير مطلوب في اي موضوع مطروح للنقاش لان الامور تقاس دائماً نسبياً فلا يوجد صواب مطلق ولا خطأ مطلق الصواب قد يحمل جزءاً من الخطأ والخطأ قد يحمل جزءاً من الصواب والرواة الحقيقيون ليسوا آفة الشعر ولكنهم ارشيفه الذي يحفظ الحقوق الادبية للآخرين من اجل تحقيق هدف اسمى واكبر من تحقيق مكاسب مادية او معنوية لهؤلاء الرواة وهذا الهدف هو اعطاء كل ذي حق حقه حسب القدرة والاستطاعة والامكانات المتاحة لتحقيق هذا الهدف.
مشاري خالد الدعجاني

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved