أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 8th June,2001 العدد:10480الطبعةالاولـي الجمعة 16 ,ربيع الاول 1422

العالم اليوم

المرجعيات الكبيرة تحجم عن إعطاء رأي في المرشحين
قرية إيرانية من أصل باريسي تقسّم أصواتها بين خاتمي وتوكلي
* طهران- أ.ف.ب:
^^^^^^^^^^^
نوفل لو شاتو الإيرانية قرية صغيرة على مشارف مدينة قم )140 كلم جنوب طهران( عند ابواب الصحراء في الجنوب أعلنت نفسها توأما للضاحية الباريسية التي استقبلت الإمام الخميني منفيا بعدما ابعدته بغداد طوال الاشهر الخمسة التي سبقت انتصارالثورة )بين اكتوبر1978 وفبراير 1979( وحتى عودته في فبراير 1979.
^^^^^^^^^^^
نوفل لو شاتو تنتظر الاستحقاق الرئاسي يوم الجمعة وقد حسمت امرها وستتوزع اصواتها بين الرئيس محمد خاتمي والمرشح المحافظ احمد توكلي.
والقرية التي تتناثر مساكنها فوق ارض صحراوية قاسية وتبدو الخضرة القليلة فيها واحات صغيرة متباعدة، تسكنها قلة لا تتعدى الفي نسمة فيها مقهى ومطعم يعرفه اهل قم ويقصدونه وهي فخورة باسمها الذي تحمله الى جانب الاسم الفارسي)كهاك( «اعترافا بالجميل للضاحية التي استضافت الامام والتي خرجت منها كلمةالسر للثورة الإسلامية كما قال خسروي 45 عاما وهو استاذ للتاريخ يعمل في قم.
في المقهى الصغير حيث كان خسروي. طالبان يتابعان دراستهما الثانوية في قم عادا الى القرية القريبة لان اليوم عطلة لمناسبة الذكرى السنوية لغياب الخميني، وفي زاوية بعيدة في الباحة الخارجية عائلة كانت في الطريق الى طهران وبضعة عمال يعملون في ورشة بناء قريبة،.
رضا 17 عاما طالب قال دون تردد «سأشارك للمرة الاولى في الانتخابات الرئاسية.. السنة الماضية انتخبت النواب الاصلاحيين من جبهة المشاركة وطبعا سأنتخب خاتمي».
واضاف رضا الذي يعمل والده في مزرعة للدواجن«اهلي ايضا سينتخبون خاتمي .. لكن هناك كثيرون ايضا اعرفهم سينتخبون )احمد( توكلي»المرشح المحافظ الاوفر حظا لاحتلال المركز الثاني مع المحافظ الاخر عبدالله جاسبي.
لماذا خاتمي؟ يقول منوشهر وهو طالب ثانوي ايضا «لانه يؤمن بالحرية ولاننامعه سنكون افضل .. لقد خفت الديون خلال ولايته الاولى رغم انهم )المحافظون( يعرقلون كل ما يدعو اليه .. خذ مثلا حرية الصحافة .. كم من الصحافيين في السجن وكم صحيفة عطلت».
وتوقع منوشهر ان تكون نسبة المقترعين لخاتمي على صعيد البلاد كلها «اكثر من 70 في المائة لان الجميع يعرفون من هو خاتمي ومن هم اهله وكم هو مثقف ونظيف اليد».
غلام حسين عامل بناء 28 عاما قال من جهته انه لن ينتخب لا هذه السنةولا السنوات اللاحقة لكنه اضاف مبتسما «انهم لا يسمحون للافغان ان ينتخبوا». حسن جعفري 60 عاما وهو خباز القرية كلها قال «انا لا اهتم كثيرا بالسياسة لكنني اذا انتخبت فسانتخب توكلي».
ويعتبر الكثيرون في محافظة قم ان متوكلي هو المرشح غير المعلن للسلطة.. ويشيرون الى انه مقرب من آية الله علي خامنئي، والرأي نفسه يراه خسروي الذي يضيف«ان مدينة قم التي تعتبر مركز القرار الديني ولها نفوذ معنوي كبيرمنقسمة بين مرشحين اثنين كبيرين خاتمي وتوكلي .. قسم كبير من الحوزات الدينية وكذلك من سكان قم سينتخبون من يوصي به مدرسو الحوزات .. لكن العلماء انفسهم منقسمون والمرجعيات الكبيرة درجت في الفترة الاخيرة على الا تعطي رأيا».
ويبرر خسروي الذي تابع لفترة دروسا دينية قبل ان يتحول الى الهندسة«ان المنحة الدراسية التي يتلقاها طلاب العلوم الدينية )35 دولارا تقريبا في الشهر( لا تلزمهم نظريا.. لكنها في واقع الامر ملزمة ادبيا.. والجهة التي تقدم أكبر عدد من المنح معروفة للجميع وكذلك مرشحها».
عباسي )36 عاما( صاحب محل للبقالة في قم كان يجلس مع زوجته واطفاله في زاوية بعيدة رفض التحدث اولا لكنه عاد فقال باختصار «اتمنى ان ينجح خاتمي وسأصوت له انا وزوجتي» واضاف ردا على اسئلة اخرى «التجار هنا يهمهم الشغل.. وكل واحد ينتخب حسب مصلحته».
هذا وقد انتهت عند الساعة التاسعة صباح أمس الخميس الحملة الانتخابية للاستحقاق الرئاسي الثامن في الجمهورية الإسلامية فيما تتزايد الصدامات واعمال العنف ويشن المحافظون حملات تتسم بالحدة تستهدف المرشح الاوفر حظا في الوصول: محمد خاتمي.
وكانت الصدامات عندما بدأت الحملة في الثامن عشر من مايو تقتصر على هجمات تتعرض لها مقار المرشحين العشرة بواسطة قنابل المولوتوف .. دون اضرار كثيرة او ضحايا.
لكن اعمال العنف اخذت منذ ايام ابعادا مثيرة للقلق وتصاعدت حدة الهجمات التي يشكو منها المرشحون العشرة بحيث اخذت طابع المعارك المدبرة.
مساء الاثنين تعرض مهرجان انتخابي نظمه المرشح المحافظ احمد توكلي في مدينة اسلام اباد غرب )غرب البلاد( لمضايقات قام بها «عدد من المخربين» وتطور الأمر الى مواجهات في الشوارع اوقعت عددا من الجرحى واعتقلت الشرطة خمسين شخصا للتحقيق معهم.
وفي شمال غرب البلاد في زنجان تعرض اثنان من انصار خاتمي للطعن عند خروجهما من احد مراكز الحملة الانتخابية للرئيس المرشح.
وشكا محمد صادق مهدوي مدير الحملة الانتخابية للمرشح المحافظ عبدالله جاسبي يوم الثلاثاء من ان «مكاتب جاسبي تعرضت منذ بداية الحملة الانتخابية لمائة هجوم».
واتهم مهدوي في حديث مع صحيفة «افارينيش»المحافظة انصار خاتمي صراحة بشن هذه الهجمات وقال«ان مجموعات قريبة على ما يبدو من المرشح الرسمي )تعبير يقصد به خاتمي( تقف وراء الهجمات.
كما حمل توكلي الذي يعتبر ابرز منافسي خاتمي انصار الرئيس المرشح مسؤولية تصاعد العنف لكنه حرص في مؤتمر صحافي عقده امس على ان لا تطال اتهاماته الرئيس شخصيا، وقال«لا دخل لخاتمي على الاطلاق بهذا الامر لكن هناك من يرتكب ذلك باسمه».
والى الانصار الذين يعملون في حملة خاتمي بدأت الصحف المحافظة قبل ايام التنديد بمن يقف وراء اعمال العنف من «اعداء الثورة الإسلامية».
وجاء في مقال افتتاحي لصحيفة«طهران تايمز»الناطقة بالانكليزية تحت عنوان «الامن قبل الانتخابات» ان «عناصر معادية للثورة الى جانب الراديكاليين والمتطرفين )الاصلاحيين( تعمل على منع المشاركة الشعبية الكثيفة في الانتخابات».
والى جانب المسؤولية التي تنسب الى الاصلاحيين الذين يشتكون بدورهم من التجاوزات على مكاتب حملتهم الانتخابية. فان جميع المرشحين المحافظين نددوا خلال الايام الماضية بالظروف التي ترافق الحملة الانتخابية التي يقولون ان «الماكينة الإعلامية» لخاتمي تحتكرها.
ويحرص المرشحون المحافظون على ان تكون الصورة عنهم انهم من ضحايا«نظام خاتمي» على امل ان يجتذبوا بذلك ما يمكن من الاصوات المترددة من امام خاتمي.
وفي هذا السياق حرص توكلي على الشكوى امام المراسلين ووسائل الاعلام المحلية والاجنبية انه «ضحية التمييز لان اي هيئة حكومية لم توافق ان تضع في تصرفنا امكنة» نعقد فيها اجتماعات عامة.
من جانبه اكد وزير الدفاع على شمخاني الذي يصنف نفسه «معتدلا» وهو احد المقربين من مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي. انه ضحية «لحملة تضليل ظالمة»، وقال ان الاصلاحيين«يتهمونني بأنني ديكتاتور لانني عسكري».
ونددت صحيفة«سياست روز»المحافظة من جانبها بما وصفته «بالقصف الاعلامي الحقيقي«الذي قام به انصار خاتمي» واغرقوا البلاد خلال الايام الاخيرة بملايين الملصقات الانتخابية».
لكن خاتمي في مواجهة كل هذه الهجمات يلعب ورقة الهدوء ولا يتحدث ابدا عن منافسيه التسعة مكتفيا بالدعوة دون كلل الى «الاقبال بكثافة على الاقتراع من اجل «الحرية» ومواصلة الاصلاحات».

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved