| شرفات
تيبوت دامور أحد المختصين الكبار بالنظرية النسبية العامة وأحد المدققين لهذه النظرية - اليوم في عملية التحضير لتجارب فضائية مكرسة لاختبار نظرية تشتمل وتتجاوز نظرية آينشتاتين :
«نظرية الأوتار».ولد عام )1951( في مدينة ليون، أنهى دراسته في عام )1970( في معهد Ecole Normal Suerieure de Paris كما حصل عام )1974( على شهادة ما بعد الدكتوراه في جامعة برينستن في الولايات المتحدة وشغل منصب مدير البحوث في المركز الوطني للبحث العلمي عام 1985 درس الحركات البولساري المزدوجة بالتعاون مع جوزيف تايلور )الحائز على جائزة نوبل( اكتشف الأمواج الجاذبية. وفي عام )1989( عين بروفسيورا في معهد الدراسات العلمية العليا )IHES( وعمل في مجال الموجات الجاذبية. الربط بين الجاذبية ونظرية الأوتار. وعلم الكون الرئيسي. 1990 حصل على الجائزة الكبرى من أكاديمية العلوم في فرنسان كما حصل عام 1996 على ميدالية آينشتاين من جمعية البرت آينشتاين في مدينة برن.
* لقد مضى على نظرية النسبية أكثر من 80 عاما، هل لا تزال هذه النظرية صحيحة؟ وهل تطورت؟
- إن الفكرة الأكثر أهمية في نظرية النسبية العامة، هي أن هندسة الفضاء والزمن هي هندسة متذبذبة، مرنة ،خاضعة لتأثير وجود المادة. تبقى المعادلات الأساسية، التي كتبها آيشتاين في يناير 1915، هي نفسها التي نستخدمها اليوم.لكن بعدها استخرجنا الكثير من الأمور التي لم يتوقعها آيشتاين: خاصة نظرية الثقب الأسود ونظرية تمدد الكون إنها مكثفة جدا لدرجة لا نستطيع القبض على كل غناها، حتى مع مرور جميع هذه السنوات!
* هل كان لنظرية النسبية العامة آثار وتطبيقات تقنية ... ؟
- بقيت هذه النظرية لوقت طويل ثابتة على حالها. وكانت تصف بطريقة دقيقة جدا الجاذبية، لكنها لم تتطرق لبقية الفيزياء. وتبعا لذلك لم تفد بشيء )تقريبا(:كانت نظرية نيوتن كافية لإعطاء التفسير العلمي لجميع ظواهر الجاذبية المعروفة في تلك الفترة. ومع نهاية القرن العشرين صارت نظرية آيشتاين تلعب دورا هائلا. ففي علم فيزياء الفك )Astrophysique(، أتاحت لنا تخيل أجرام قوى جاذبيتها أكبر بكثير مما عليه الحال بالنسبة الى أجرام المنظومة الشمسية: النجوم النترونية، التي اكتشفت لاحقا، والثقوب السوداء. إنها نظرية النسبية العامة التي تسمح لنا بتوصيف بنية هذه الأجرام وتفاعلاتها مع بعضها البعض. وهي أيضا أصل علم الكون وهو مجال هائل للبحوث الحالية.
أما فيما يتعلق بالتطبيقات العملية، فإننا نصادفها في الحياة كل يوم فطريقة تحديد المكان بدقة غير مسبوقة هي طريقة )GPS( النظام الكوني لتحديد المواقع، وتسمح هذه الطريقة بتحديد موقع ما على سطح كوكب الأرض بدقة تصل الى سنتيمتر واحد، وذلك بفضل الإشارات المبثوثة بوساطة الساعات الذرية الموضوعة على متن الأقمار الصناعية.
فلا يمكن تحديد مكان وجودكم بدقة إذا لم نأخذ بالحسبان أن الساعة الذرية الموضوعة على ارتفاع آلاف عدة من الكيلو مترات فوق رؤوسنا لا تقيس الزمن نفسه مثل الساعة الموضوعة على الأرض.إنها فكرة آيشتاين الرئيسية: الزمن مرن، يخضع لتأثير الجاذبية، واليوم، تستخدم الطائرات أنظمة GPS من أجل الهبوط وفي المستقبل القريب ستتزود السيارات به. إنه أثر غامض لنظرية آيشتاين - الزمن ليس هو نفسه في كل مكان - وهو الأثر الذي لم يرد الناس تصديقه، والذي يلعب الدور الأساسي هنا!.
* هل ما زال هناك أشياء يمكن اكتشافها واختبارها في نظرية النسبية العامة .. ؟
- انتظرنا الى نهاية أعوام الستينيات حتى صارت التكنولوجيا دقيقة بما فيه الكفاية لاختبار نظرية آيشتاين. وندرك اليوم أنها صحيحة عندما يكون حقل الجاذبية ضعيفا، كما هو الحال في المنظومة الشمسية )أفضل اختبار لها هو قياس البعد بين كوكب الأرض والقمر بوساطة الليزر، وبدقة كبيرة تصل الى سنتيمتر واحد، مما يثبت صحة نظرية آيشتاين بتقريب حتى الجزء من الألف لكن حتى عندما يكون الحقل كبيرا - جرى اختبار صحة آثار الحقل القوي هذا في منظومات مكونة من نجمين نترونيين ندعوه بـ«البولسار المزدوج Pulsars Binaires».وماذا بقي للاختبار؟ أولا: نبوءة حقل القوى القصوى )Champ Fort Ultime( أي الثقب الأسود. إنها منطقة تشوه المادة فيها هندسة الفضاء والزمن الى درجة عميقة وتعطي بنية لا يمكن للضوء الخروج منها أبدا. نحن متأكدون من وجود الثقوب السوداء، والبراهين على وجودها غير مباشرة لكنها متماسكة جدا، إنما لا يوجد برهان مباشر عليها بعد. ونأمل بالكشف عنها عبر مراقباتنا لوصول موجات الجاذبية الى الأرض.إن هندسة الفضاء عبارة عن شيء ما مرن للغاية مثل الهلامة وعندما نهز الهلامة، نخلق موجات تشويه. وموجات الجاذبية هي موجات التشويه لهندسة الفضاء والزمن. وتنبعث عبر حركة أجرام معينة في الفضاء وتنشر على مسافات هائلةجدا. ولم نلحظ هذه الحركات على الأرض بعد. لكن هناك مكشاف فرنسي - إيطالي مصمم للكشف عن موجات الجاذبية وسوف يطلق من إيطاليا، بالإضافة الى مكشافين اخرين في الولايات المتحدة. وفي غضون سنين الى ثلاث سنوات يجب أن تسمح لنا هذه الأجهزة برؤية الثقوب السوداء.
وفي الواقع، عندما يلتحم نجمان نترونيان هائلان مع بعض، فإنهما يولدان ثقبا أسود، يهتز بترددات مميزة. لذلك إذا وجدنا موجات الجاذبية مع طيف الترددات هذا، سيكون برهانا قاطعا على وجود الثقوب السوداء. هناك تجارب أخرى ستنفذ في العقد المقبل. لقد استثمرت NASA )الوكالة الوطنية في تجربة ستجريها في أكتوبر العام 2000: سيقوم القمر Gravityprobe B بوضع غيروسكوبات في مدار الأرض من شأنها أن تتحقق من أن الفضاء غير ثابت، إنما ينسحب مع دوران الأرض.
في علم الكون Cosmologie وضعت برامج كبيرة كهدف لها دراسة إشعاع يسمى بـ«Fonde radio micro onde»، هذا الاشعاع البارد والموجود في كل مكان من الكون قد أتى من الانفجار الكبير )Big Bang( وسوف يقوم قمر أمريكي MAP، وقمر Planck Surveyor من ESA )وكالة الأقمار الصناعية الأوروبية( بقياس دقيق لتذبذبات هذا الاشعاع. وسيتيح هذا لنا في غضون أقل من عشر سنوات فرصة الاجابة عن أسئلة كثيرة حول أصل الكون، أبعاده وتمدده.
* لم تتعرض نظرية النسبية العامة للهزيمة أبدا. هل ينبغي لنا اعتبارها نظرية نهائية، أم سيأتي يوم تحل مكانها نظرية أخرى؟
- اليوم، وضع علم الفيزياء غير مقبول. فمن جهة، تصف النظرية الكوانتية )الكمية( العالم الميكروسكوبي )المتناهي الصغر( للجزيئات، ومن جهة أخرى تصف نظرية النسبية العامة العالم الماكروسكوبي، الفضاء - الزمن والجاذبية. لقد أمضى آيشتاين ثلاثين عاما من حياته وهو يبحث عن نظرية توحد الجاذبية مع التفاعلات الأخرى.
ولكننا لاحظنا في عقد الخمسينيات، أن حقل الجاذبية لا يمكن قياسه كميا مثل الحقول الأخرى الموصوفة بالقوى.
هناك نظرية ربما ستتمكن من المصالحة بين نظرية آيشتاين وميكانيك الكم )الكوانتي(: إنها نظرية الأوتار «Theorie de cordes» فمنذ زمن الاغريق القدماء، اعتبرت المكونات الأساسية للمادة على أنها الجزئيات الدقيقة. وجاءت نظرية الأوتار لتعمل قطيعة مع هذه الفكرة تقول إن جميع الجزيئات هي عبارة عن نماذج اهتزاز لوتر وحيد ومتناهي الصغر )10 سم(2 على غرار وتر البيانو الذي يمتلك توافقات كثيرة، وعندما نقيس الوتر كميا، نجد طيفا كاملا من الاهتزازات، وعلى كل نمط من الاهتزاز أن يتطابق مع جزئية أو حقل وعندما نقوم بدراسة جميع حالات الاهتزاز هذه سنجد، ويا للعجب، أن حقل الجاذبية الذي يخرج منها كما لو أنه يخرج من القبعة! وستقوم حقول أخرى أيضا، كما نأمل بتقديم المادة التي نعرفها والتفاعلات الأخرى.تتنبأ نظرية الأوتار أن ثوابت الفيزياء ليست ثابتة حقيقة، وأنها مرنة وقابلة للتحول، فإذا ثبتت صحة هذه النبوءة، ستنتهك أيضا، إحدى مسلمات آيشتاين، وهو مبدأ التكافؤ .
لقد جرى تدقيقها بتقريب يصل الى )10(12، لكن للتأكد من صحتها بدقة أكبر، يجري التحضير لتجربتين: مشروع ميكروسكوب فرنسي ومشروع ستيب أمريكي - أوروبي )STEP اختبار القمر الصناعي لمبدأ التكافؤ(، ومن المقرر أن تطلق هذه الأقمار ابتداء من هذا العام، وسيكون بإمكانها أن تقول لنا إذا كان هناك شيء ما أبعد من النظرية النسبية العامة.
نقلا عن الثقافة العالمية
كتب أبو العلا السلاموني ما يزيد عن ثلاثين نصا مسرحيا، ومع تدهور أحوال المسرح بحث لنفسه عن متنفس آخر، فلجأ الى الدراما التليفزيونية مثلما فعل محفوظ عبدالرحمن ويسرى الجندي.تُرى ما سر انتقال كتاب المسرح الى التليفزيون؟يرى أبو العلا السلاموني أن هناك أسبابا للانتقال، بجانب أن تجربته سواء في المسرح أو التليفزيون تبقى مميزة ومتماسكة، حيث تعتمد على استلهام التراث العربي، فكما قدم مسرحية رجل في القلعة قدم أيضا للتليفزيون نسر الشرق عن الناصر صلاح الدين.. وباستثناء تجربتين مع المسرح التجاري يبقى أبو العلا السلاموني أحد فرسان الدراما الجادة!
|
|
|
|
|