| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة .. بعد التحية
مع نهاية العام الدراسي ونجاح المتفوقين وتميز المبدعين ومع اخفاق اولئك المقصرين تتضح الرؤى وتدرك الاهداف وتتحقق الآمال وعندها يحصد الزارعون مازرعوا.. وبما ان الطلاب والطالبات هذه الايام قد تنفسوا الصعداء واستردوا الانفاس جراء ذلك الاحتدام الشريف «والنزال العلمي» مع الاختبارات والكل بانتظار ما ستؤول اليه نتائج تلك الجهود المبذولة طيلة العام الدراسي المنصرم احببت الاشارة الى وقفة يسيره حول هذه المناسبة وازاء هذا الحدث والذي يتكرر كل عام لذا اهمس في آذان اولئك بهذه الخاطرة:
اخي الطالب اختي الطالبة.. هاهو العام الدراسي اوشك على الرحيل واذن بالمغادرة وينوء بحمله بكل مخرجات التعليم القيمة وأوزانه الثقيلة.. فهل وقفت مع نفسك وحاسبتها على التقصير ومكامن الخلل في امور دينك ونصيب دنياك؟.. ام هل سألت نفسك ماذا قدمت من العمل الصالح وافعال الخير التي تعود على ذاتك ومجتمعك بالنفع والفائدة؟.. وعسى ان تكون قد استفدت الفائدة الكبرى والنفع الاعظم من تلك العلوم والمعارف التي تلقيتها وتعرضت لنفحاتها في ذلك المحضن التربوي!!.. وهل وسعت مداركك ونميت ثقافتك من خلال الفرص المتاحة والعروض المجانية لتحقيق ذلك كله؟! ألم تكتشف ذاتك حتى الآن؟! ألم تر كيف نجح الناجحون وتميز المبدعون فتعمل وفق مايعملون وتخطط كما يفعلون.
ألم تعلم.. ان لديك القدرة على الابداع والتميز وان باستطاعتك زيادة الانتاج العلمي وتنمية السعة المعرفية بيد ان احتقار النفس وتهميش الذات سبب من أسباب الفشل والتعثر الدراسي الذي ربما سيطر على نفسك وخيم على قلبك؟!
عزيزي الطالب.. أختي الطالبة: هل تذوقت حلاوة النجاح ان كنت من الناجحين ام تجرعت مرارة الاخفاق ان كنت كذلك؟؟؟ واعلم ان النجاح والفشل طريقان متوازيان مع اعتبار الفارق بينهما غير ان لكل فرد توجهاته وطموحاته حسب رغبته وقوة الدافعية لديه. لذا فإن كنت «مبدعاً ومتميزاً» فالحمدلله على ذلك ونريد منك المزيد حتى نراك كوكبا يتلألأ في سماء العلم والمعرفة وان كنت غير ذلك فإن المجال مفتوح والفرصة مهيأة إذ أن «العلم بالتعلم» فشمر عن ساعد الجد والاجتهاد وانفض غبار الكسل والخمول وذلك من خلال اعداد نفسك وتطوير ذاتك وشحذ همتك ولتكن لديك الرغبة والدافعية للعلم والتعلم فإن «الارادة سر النجاح» كما يقال.
وابدأ عامك المقبل إن شاء الله بتخطيط سليم ومنهج حيوي ومنتج على خلاف ماكنت عليه هذا العام ولن تتعثر بإذن الله.
وأخيراً فإن الإنسان الناجح والفاعل هو ذلكم الشخص الذي ربما كان الخطأ في حقه خير معين بعد الله في تجاوزه وتدارك ثغرات في حياته لايعلم عنها شيئاً لولا حصول هذا الخطأ وحدوث ذلك الزلل وقديما قالوا:
«الذين لايعملون لايخطئون». وللجميع تحياتي والسلام
خالد بن عائض البشري - الرياض
|
|
|
|
|