أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 8th June,2001 العدد:10480الطبعةالاولـي الجمعة 16 ,ربيع الاول 1422

محليــات

المستشار الألماني يحتفي بسمو ولي العهد
الأمير عبدالله: نتطلع إلى عالم أفضل ينعم بالسلام.. وإسرائيل تدفع المنطقة إلى مصير مجهول بغطرستها وعدوانها
نناشد ألمانيا والاتحاد الأوروبي التحرك الفعّال واتخاذ موقف حازم لوقف العدوان وتحقيق سلام شامل وعادل لمنطقتنا
* برلين - رئيس التحرير واس :
أقام دولة مستشار جمهورية ألمانيا الاتحادية جيرهارد شرودر مساء أمس الأول حفل عشاء تكريما لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني والوفد المرافق
لسموه وذلك بمقر المستشارية في برلين.
وحضر حفل العشاء أصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال في جمهورية ألمانيا الاتحادية.
وقد ألقى دولة المستشار الألماني جيرهارد شرودر خلال الحفل كلمة أعرب فيها عن سروره وترحيبه بزيارة سمو ولي العهد لألمانيا وقال لقد مضى أكثر من عشرين عاما على زيارة الملك خالد لألمانيا منذ ذلك الوقت توثقت علاقاتنا وتعمقت.وأضاف قائلا وصرنا في هذه العشرين عاما شهودا على تغيرات خارقة وسائط جديدة وعولمة اقتصادية متزايدة أدت الى تقصير المسافات بيننا وتخلخل الحدود وازدياد الضرورة على التعاون وفي هذا ما يتيح فرصا جديدة وخلابة لمواصلة تنمية علاقات الصداقة الجيدة منذ القدم بين ألمانيا والمملكة العربية السعودية وهذا ليس بالنسبة لعلاقاتنا الاقتصادية فحسب بل وأيضا في مجالات أخرى مثل الثقافة والتنمية في ظل السلام والرخاء.
وقال: «صاحب السمو الملكي أنتم موجودون هنا في برلين على بعد أمتار معدودات من السور سابقا في مدينة اخترقتها حدود عسكرية وسياسية وعقائدية كانت محكمة جدا وعدوة للبشر بشكل لا يمكن اليوم تصورها الا بصعوبة لقد أسقط الناس هذا السور وكان في ذلك رمز لانهاء مجابهة الشرق والغرب».
واستطرد قائلا «يمكننا أن نستمد منه مرة بعد الاخرى عزيمة جديدة حين ينبغي أن نخترق خطوط صراع ثابتة في ظاهرها اذا ما أفلحنا في ألمانيا في اعادة الوحدة الوطنية في حرية وسلام فاننا مدينون بذلك أيضا لاصدقائنا في العالم أجمع على مناصرتهم لنا فقد شجعنا الملك خالد والملك فهد والامة السعودية بكاملها دائما على التغلب على تقسيم ألمانيا وأود صراحة أن أشكركم اليوم على ذلك مرة أخرى» .
وقال «لكن الوحدة الالمانية ليست إلا جزء من عملية توحيد أوروبا المتدرجة .. ان التكامل الاوروبي بالنسبة لنا نحن الالمان ضرورة سياسية واجتماعية حيث أن أوروبا المتحدة هي جواب الشعوب على قرن الصراعات الدامية والحروب وتعمل ألمانيا حاليا مع شركائها على توسيع الاتحاد الأوروبي وزيادة فرص الرخاء والتطور المستتب في جميع أنحاء أوروبا وتزداد خارج أوروبا أيضا أهمية التعاون الإقليمي وهذا ما يسري طبعا على شبه الجزيرة العربية أيضا احدى المناطق المجاورة الهامة بالنسبة لنا» .
وأوضح المستشار الألماني جيرهارد شرودر أن المملكة العربية السعودية قد ثابرت طوال عشرات السنين على تحقيق التكامل السياسي والاقتصادي لدول الخليج ووجد الاتحاد الأوروبي في مجلس التعاون الخليجى له شريكا كفيلا بالغد.
وقال تتضح سياسة مملكتكم الموزونة الوسيطية أيضا على صعيد سياسة الطاقة صاحب السمو الملكي من المعروف أنكم شخصيا تبذلون كثيرا من الجهد في سبيل تسوية الخلافات بين جيرانكم سلميا وتعطي بهذا المملكة العربية السعودية مثلا بارزا في التغلب على النزاعات من خلال التفاوض والتسوية السلمية ونحن على وفاق بأن المستقبل مكفول لهذا الاسلوب في حل التنازع لهذا فاننا نؤيد سوية أن تعود أيضا أطراف النزاع في الشرق الاوسط الى اشكال تسوية النزاع سلميا ويجب أن تنتهى معاناة الابرياء.
وأضاف شرودر لا يوجد حل عسكري للنزاع ويجب للدبلوماسية أن تحظى ثانية على فرصة .. ان المساعى الاخيرة لصد العنف أمارة مشجعة وتبدي مبادرة السلام المصرية الاردنية وتقرير ميتشيل طرقا لانهاء العنف واعادة الثقة والعودة الى مائدة المفاوضات وسوف نعمل سوية مع شركائنا في أوروبا وفي الولايات المتحدة الأميركية على تنفيذ هذه المقترحات بسرعة ويبقى الهدف هو تسوية سلام شامل عادل تفتح أمام دول وشعوب المنطقة أفقا لحياة في سلام وحرية وأمان ورخاء.
وقال «صاحب السمو الملكي لقد أظهرت محادثاتنا أثناء استعراض المسائل الاستراتيجية و العالمية العامة تطابقا في الرأي بيننا الى حد
بعيد اننا نرحب بزيارتكم التي جاءت حقا في وقتها فقد أكسبت العلاقات الالمانية السعودية العربية الوثيقة مزيدا من الحوافز وأكدت ثقتي واطمئناني في تنمية التعاون بيننا.
بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الكلمة التالية
بسم الله الرحمن الرحيم
دولة المستشار
أصحاب المعالي والسعادة
السلام عليكم
جئنا من منبع الاسلام ومهد رسالته ومقدساته الى ألمانيا قلب أوروبا وقطبها المؤثر حاملين اليكم والى شعبكم الصديق التحية والمودة الصادقة من عاهل المملكة العربية السعودية وشعبها الصديق الذي يحمل لألمانيا كل معاني الاعجاب والصداقة .
ان العلاقات العربية والالمانية علاقات قديمة ضاربة في أعماق التاريخ ونحن نتطلع أن يكون الحاضر والمستقبل امتدادا للماضي لا سيما أن هناك مصالح استراتيجية وهناك امكانيات ومجالات غير محدودة للتعاون بين ألمانيا والعالم العربي عامة والمملكة العربية السعودية خاصة .
اننا في المملكة نقدر ما أنجزته ألمانيا من انجازات في المجالات العلمية والتقنية والاقتصادية ونقدر على وجه الخصوص ذلك الانجاز التاريخي بتحقيق الوحدة الالمانية كما نثمن عاليا دور ألمانيا ومواقفها ونؤمن بأهمية وزنها ودورها الفعال ليس على مستوى أوروبا فحسب بل على مستوى العالم كله.
ان المملكة تبدي رغبتها واستعدادها للتعاون الشامل مع أصدقائها وألمانيا في مقدمتهم فنحن نعتقد أن لدى كل من البلدين ما يقدمه للآخر كما نتطلع لتعاون أشمل وعلاقات أقوى مع ألمانيا في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والتعليم والتدريب ونقل التقنية .
دولة المستشار
أيها الاصدقاء
ان المملكة العربية السعودية تعي مسؤولياتها تجاه استقرار أسواق النفط العالمية في اطار نظرة عقلانية واقعية توازن بين العرض والطلب
وتراعي مصالح المنتجين والمستهلكين في نطاق سعر عادل ومعقول .
ان المملكة العربية السعودية تتطلع الى عالم أفضل ينعم بالسلام والتعاون البناء وتسوده لغة الحوار والتفاهم في اطار احترام حقوق الآخرين وخصوصياتهم الدينية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية بدلا من لغة القوة والغطرسة والانانية والاستخفاف بالآخرين كما هو حادث في منطقتنا الآن حيث تتسلط قوة مشبعة بغطرستها وعقدة التفوق على شعب أعزل لا يملك غير ايمانه بالله جل جلاله ثم بحقه وأرضه وتمارس معه كل صنوف العدوان والقهر والاذلال.
وهنا نناشد ألمانيا والاتحاد الأوروبي بالتحرك الفعال واتخاذ موقف قوي وحازم لوقف هذا العدوان والسعي لتحقيق سلام عادل وشامل يعطي كل ذي حق حقه ويوفر لمنطقتنا أجواء الاستقرار والتفاهم والمحبة ويمنح شعوبها
الفرصة لتعويض ما فاتها من التنمية والبناء بدلا من دفع المنطقة الى مصير مجهول اذا لم تكف اسرائيل عن غطرستها وعدوانها.
وفي الختام نعرب لكم عن جزيل الشكر والامتنان على الدعوة لهذه الزيارة وما لقيناه منكم ومن الشعب الألماني الصديق من مظاهر الترحيب والحفاوة ويسعدنا أن ندعو دولتكم لزيارة المملكة العربية السعودية استمرارا للتواصل بين البلدين الصديقين .
نشكركم جميعا ونتمنى لكم الصحة والسعادة.


أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved