| محليــات
* * مررت بمواقف كثيرة ومضيئة في حياتي - بحمد الله ..!
لكن أعتبر مناسبة «أداء القسم» بمناسبة تشكيل مجلس الشورى الجديد من أجمل وأهم المناسبات التي مررتُ بها..!!
وليس ذلك لجانب شخصي، فقد كانت سعادتي بمدلولها أكبر من سعادتي بجانبها الشخصي، ذلك أن هذه المناسبة ترتبط بهذا الوطن الجميل.
لقد كان أروع ما في هذه المناسبة هو تألقها بتلك «الحميمية الأسرية» في تلك الجلسة التاريخية التي تصدر «مجلسها السعودي» رب البيت السعودي خادم الحرمين الشريفين، وبجانبه سمو ولي عهده، وسمو نائبه الثاني، وفي الجانب الأيمن كوكبة الأمراء الكرام، وفي الجانب الأيسر رئيس مجلس الشورى والوزراء وكبار المسؤولين في البيت السعودي، وأمام الجميع أعضاء مجلس الشورى الذين يمثلون أبناء هذا الوطن..!
* * *
* * حقاً، لقد كانت جلسة متميزة ليس في حيثياتها ومراسمها فقط، ولكن بذلك «الاحساس الأسري» الذي غمرنا جميعاً قيادة ومسؤولين ومواطنين من أعضاء مجلس الشورى.!
إنني أستعرض سريعاً بعض المواقف الرائعة التي تمت في هذه الجلسة:
أولها: ما جاء في الخطاب الشامل لخادم الحرمين الشريفين وما حمله من مضامين لحاضر هذه الأمة ومستقبلها.
ثانيها: لحظات أداء القسم، فلقد كانت لحظات مهيبة حقاً، فعضو الشورى يقسم بالله هذا القسم العظيم: )بسم الله الرحمن الرحيم..
أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً لديني، ثم لمليكي، وبلادي، وألا أبوح بسرٍّ من أسرار الدولة، وأن أحافظ على مصالحها، وأنظمتها، وأن أؤدي أعمالي بالصدقِ والأمانةِ والإخلاصِ والعدلْ(.
هذا هو القسم
إنه مسؤولية
وإنها أمانة
إنك تقسم بالله، وأمام ولاة أمرك بأن تتمثل مضمون هذا القسم بالرأي السديد والقول الرشيد:
وهل أعظم من هذا الالتزام؟
وهل أعظم من هذه الأمانة التي عَجَزتْ عن حملها السموات والأرض.
إنك تقسم بربك العالم بسرك وعلانيتك.. ولستَ تقسم بحزبٍ أو تراب.!
ثم إنك تقسم ليس من أجل الالتزام بما يريده منك حزب أو طائفة.. بل ما يوجبه عليك ربك تجاه ولاة أمرك وإخوتك المواطنين.
ولا يدرك عظمته إلا من وقف مثل ذلك الموقف.
* * *
ثالثها: لقد جسدت هذه «الحميمية السعودية» تلك المعاني الجميلة التي وحّدت بين حضور هذه الجلسة حباً لهذا الوطن، وتآلفاً على الخير،وتقارباً بين القلوب.!
ثم كانت «اللحظات الجميلة» التي توجت مراسم أداء القسم ألا وهي السلام على خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في مشهد حميمي سعودي بين أبٍ وأبنائه، وأخٍ وإخوانه، ومحبّ ومحبيه.
ولقد رأينا كيف بدت السعادة على محياه وبين كلماته وهو يستقبل رئيس وأعضاء الشورى - حفظه الله - تماماً كما بدت على أعضاء الشورى عندما سعدوا بالسلام عليه بعد أداء القسم على أداء الأمانة والمسؤولية ليسهموا - بحول الله - تحت «قبة الشورى السعودية» في تقديم صائب الرأي، وصادق المشورة، وعميق الخبرة عندما يتداولون الأنظمة والقضايا التي تهمُّ حاضر ومستقبل هذا الوطن.
ولقد تمَّ كل ذلك بأسلوب مبهر، لا أستطيع إلا أن أصفه بأنه ذو «نكهة سعودية» يندر مثيلها، أرساها المؤسس - رحمه الله - وسار عليها أبناؤه - حفظهم الله.!
* * *
* * ولعلَّ من توفيق الله أنه رغم أهمية هذه المناسبة، وكثرة العدد، إلا أن كل ذلك تم بأسلوب منظم جداً وفي وقت محدد ودقيق جداً، وقد كان للترتيب الذي وضعه المسؤولون في مجلس الشورى مع الجهات الأخرى الأثر الفاعل في ظهور هذه المناسبة التاريخية على هذا المستوى الدقيق الناجح الذي يلائمها وبخاصةٍ أنها إحدى مناسبات الوطن المهمة التي يرعاها قائد مسيرته من أجل حاضره الجميل، ومستقبله المشرق - بحول الله.
حفـظ اللـه هـذا الوطـن واحة أمـن، ونفحـة خيـر، ودوحة عطاء.
|
|
|
|
|